كيف كشف تحقيق للبي بي سي عن أثر حرق الغاز على التجمّعات السّكانيّة في العراق

حرق الغاز هو ممارسةٌ يتمّ خلالها التخلص من الغاز الطّبيعي الزّائد الناتج عن إنتاج النّفط عبر حرقه، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، وتتسبب هذه الممارسة في انتشار أعمدة الدّخان المستعرة بالقرب من التجمّعات السكّانيّة الحادية لمناطق الانتاج. ورغم تعهّداتِ كلِّ شركات النّفط الكبرى والعديد من البلدان بإنهاء الحرق الروتيني للغاز الطبيعي بحلول عام 2030، إلا أن الشعلات ما تزال مشتعلةً في بلدان عدة منها العراق.  كان العراق سنة 2022 ثاني أكبر مصدر لحرق الغاز في العالم، بالرّغم من ظهور أرقام تشير إلى أن درجة حرارة البلاد ترتفع بشكلٍ أسرع بمرّتين من المتوسّط العالميّ.

كانت الصّحافة الاستقصائية في العراق صعبة، أمّا الآن فتكادُ تكون مستحيلة

مضيتُ سنواتٍ عديدة في الاستقصاء عن الجماعات المسلّحة في العراق، وقضايا الفساد، وإساءة استخدام السُّلطة. كما استجوبت مؤسسات الدّولة، وساعد عملي في تغيير أجزاء من القانون في أحد المجالات التي استقصيت عنها.

وقد ملأني ذلك بالأمل في أن الصحافة الاستقصائية في العراق لا يحدّها حدّ وأنّه يمكن للصحفيين أن يؤثروا فعلاً. ولكن الواقع اليوم مخيّبٌ للآمال