نصائح من ياسين كانادي وهو صحفي أوغندي سابق تم ترحيله بسبب تغطية قضايا العمال المهاجرين في الإمارات العربية المتحدة.
البيئة الإعلامية
توجب على الصحفي الذي يسعى إلى البحث والكتابة حول الاتجار بالبشر في دولة الإمارات العربية المتحدة أن يضع في اعتباره أن أية كتابة تتعارض مع الرواية التي تتبناها الحكومة ترقى إلى الجريمة التي يعاقب عليها القانون.ويحظر قانون الصحافة الإماراتي انتقاد الحكومة والأسرة الحاكمة ويحتفظ بالحق في فرض الرقابة على أي منشور. ويفرض قانون الجرائم الإلكترونية لعام 2012 أيضاً عقوبات على الأنشطة الإلكترونية التي تشمل تبادل المعلومات والصحافة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.
تتراوح العقوبات بين الغرامات والسجن دون محاكمة والترحيل الفوري.
احتُجز العديد من الصحفيين المحليين والأجانب على حد سواء، ورُحلوا بسبب محاولاتهم تغطية قضايا العمال المهاجرين. لذلك يجب عليك أن تتوخى الحذر الشديد للحفاظ على أمنك الرقمي.
حتى وإن لم يتضمن المنشور لهجة نقدية مباشرة و قوية فإن إمكانية تعرضك للعقاب تظل قائمة. وفي أحيان كثيرة، يكون مجرد إبداء الملاحظات البسيطة حول الطريقة التي يُوظف بها العمال في دولة الإمارات العربية المتحدة أو حول ظروف عملهم سببا للترحيل أو السجن.
كيف تتعقب القصص؟
مصادر حكومية
لا يوجد قانون يضمن حرية النفاذ إلى المعلومة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن توجد بعض السبل المتاحة لمحاولة جمع المعلومات.
دى الدوائر الحكومية مكاتب للعلاقات العامة يمكن أن تساعد في تقديم بعض المعلومات عن حالات الاتجار بالبشر. على سبيل المثال توجد مكاتب إعلامية للشرطة في جميع الإمارات. ولدى الشرطة في دبي والشارقة أيضا إدارة تعنى بقضايا الاتجار بالبشر.
توجد مكاتب تابعة للمحاكم والنيابات العامة في جميع الإمارات تعنى بالقضايا المتعلقة بالتوظيف. أحيانا يكون موظفو هذه المكاتب على استعداد لتقديم معلومات حول بعض القضايا التي يشتغلون عليها. بإمكانك التقدم بطلب لمراجعة الوثائق الصادرة عن المحكمة.
تعد اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر في أبو ظبي من بين المصادر الحكومية الرئيسية للحصول على معلومات حول قضايا الاتجار بالبشر. لكن هذه اللجنة غالبا ما تكتفي بتقديم المعلومات الإيجابية حول جهودها الرامية إلى مكافحة الاتجار بالبشر. وتكشف الإحصاءات التي تفصح عنها اللجنة حجم المشكلة في البلد. ورغم النقائص التي تحول دون الظفر بجميع المعطيات والتفاصيل حول هذه القضايا إلا أنه بالإمكان الاستفادة من المعلومات المقدمة من اللجنة.
تقوم مكاتب وزارة العمل في دبي والشارقة بين الفينة والأخرى بنشر تقارير عن حالات الاتجار بالبشر التي تتعامل معها. ويكون من الأسهل متابعة بعض الحالات التي تنشر في الصحف اليومية المحلية. وتتيح هذه المكاتب الفرصة للتواصل مع العمال الذين يواجهون مشاكل تتعلق بالاتجار بالبشر ويسعون إلى إنهاء عقودهم والعودة إلى ديارهم. بوسعك الحصول على معلومات وشهادات حية من هؤلاء العمال إذا نجحت في كسب ثقتهم، ويكون ذلك بحضور مترجمين فوريين لتسهيل عملية التواصل.
على الرغم من انتشار اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في دولة الإمارات العربية المتحدة إلا أن اللغة الرسمية هي العربية. و تكون اللغة الانجليزية أقل استعمالا من قبل المسؤولين الحكوميين، والذين يتحدث معظمهم باللغة العربية. وإذا ما اتصل الحديث بمواضيع حساسة مثل الاتجار بالبشر تكون العربية هي لغة التواصل المفضلة لديهم. تتسم التركيبة الاجتماعية في الإمارات بالتنوع ومع ذلك فإنه يكون من الأفضل عند التحدث إلى ضحايا الاتجار أن تتكلم بلغتهم. لذا عليك الاستعانة بمترجم فوري إذا أردت أن تتفاعل مع أحدهم.
ملحوظة: من المهم التأكيد للمصادر الحكومية أن موضوع الكتابة لن يسبب لهم أية مشاكل مع السلطات الحاكمة. قد يطلب بعض المسؤولين الاطلاع على المقال لتقييمه قبل نشره. بإمكانك اطلاعهم فقط على الأجزاء التي تهمهم من المادة التي تنوي نشرها حتى تحافظ على خصوصية الطرح.
مصادر مجتمعية
تُعد معسكرات العمل ومواقع الإنشاءات بيئة خصبة للحصول على المعلومات. ولكي تستطيع زيارة سكن العمال، فإنك تحتاج إلى التعرف إلى عامل منهم. ومن الممكن إعطاء اسم من محض الخيال للحراس المتواجدين على مداخل السكن. ولكن عليك أن تضع دائما في اعتبارك أن هذه ملكية خاصة وقد تتعرض للمضايقة أو العقاب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.
يمكنك الاستفادة من بيوت الدعارة التي تنتشر بصفة ملحوظة في دولة الإمارات من أجل الحصول على معلومات حول ضحايا الاتجار بالبشر. فالجماعات كبيرة العدد مثل الهنود والفلبينيين والبنجلادشيين والإيرانيين والإثيوبيين يترددون على بيوت الدعارة التي توظف عديد الفتيات ممن وقع الاتجار بهن عن طريق هذه البلدان. يجب أن تضع في اعتبارك أن الوصول إلى فتيات بيوت الدعارة ليس بالأمر الهين كما أن العملية عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر بسبب تواجد القوادين في كل مكان. احرص على أن تحاول التمييز بين الفتيات المتجر بهن في بيوت الدعارة و أولئك التي اخترن ممارسة الدعارة لكسب لقمة العيش.
ترتبط النوادي الليلية ارتباطًا وثيقًا بشبكة الدعارة. ففي دبي، يوجد بساحة بني ياس وشارع خالد بن الوليد في بر دبي معظم النوادي الليلية التي تشغل فتيات متجرا بهن وأجبرن على ممارسة الدعارة.
لكي تلتقي بعمال خارج معسكرات العمل بوسعك البحث عنهم في الأماكن التي يقضون فيها عطلة نهاية الأسبوع مثل ساحة بني ياس في ديرة وسوق الذهب ومحطات الحافلات مثل السبها وخور دبي.
يمكنك الرجوع إلى مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر من النساء للحصول على رؤى وتوجيهات عامة رغم أن هذه المراكز لا تفصح عن أية معلومات شخصية.