كيف يمكنك أن تتعامل مع شركةٍ احتياليّة راسخة ولديها القدرة والعزم على إرسالِ فرقٍ من المحامين والمحقّقين الخاصين والهاكرز وحتّى الجواسيس الأجانب لإيقاف تحقيقك الاستقصائيّ؟
تعلّم الصّحفيُّ الاستقصائيّ من صحيفة فاينانشال تايمز اللندنيّة “دان ماكروم“ العديد من هذه التقنيات خلال تحقيقٍ استمرّ ستّ سنوات تناولَ فيه شركةَ المدفوعات الإلكترونيّة الألمانية “وايركارد”، ومنها استخدامُ كمبيوترٍ محمول لا يُوصل بالإنترنت في مخبأ آمن، والتّخلُّص من المراقبة في محطّات القطار، وصولاً إلى كسب ثقة والدةِ أحدِ المبلِّغين المحتملين.
وكشفت سلسلة “ماكروم” تحت عنوان “بيت وايركارد” عمّا يُعتقد أنها واحدةٌ من أكبر عمليّات الاحتيال على الشّركات في التّاريخ، وأدّت إلى انهيار الشّركة العالميّة التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار سنة 2020، واعتقال العديد من المديرين التّنفيذيين، واستقالة رئيسي وكالتين تنظيميتين ألمانيتين. وكشف تحقيقه سلسلةً معقّدة من عمليّات الاحتيال الكبيرة والصغيرة، شملتْ شبكةً من شركاء الشّركات الوهميّة، وعمليّات الاستحواذ الوهميّة، والعملاء المزيّفين، فضلاً عن التّزوير وتضخيم المبيعات والأرباح.
وصف “ماكروم” الخطوات التي اتّخذها – وكذلك الأخطاء التي ارتكبها – قبل هذا السّبق الصحفي في ويبينار للشبكة العالميّة للصّحافة الاستقصائيّة عُقدَ مؤخرًا، أدارته الصحفيّة الاستقصائيّة والكاتبة “كاثرين إيبان”. يمكنك العثور على القصّة الكاملة في كتابه الجديد” “رجال المال: شركة ناشئة رائجة؛ احتيالٌ بمليار دولار، معركة من أجل الحقيقة“.
كشف “ماكروم” أن “الضجيج” الذي أُثير حول القصة كان عظيمًا، وأن هجمات “وايركارد” من كلّ جانب كانت ذكيّةً للغاية، لدرجة أن الجهات التنظيميّة الألمانيّة أخذت تحقّق في عمله الصّحفي، وكذلك فعل محقّقون خاصّون، وحتّى صحيفة فاينانشال تايمز. (التّحقيق الدّاخلي المستقل الذي طلبت إجراءَه صحيفةُ فايننشال تايمز لم يجدْ أيّ مخالفات صحفيّة أو أيّ تواطؤٍ مع المستثمرين).
وقال “ماكروم” إنه عند النظر في الأدلة التي تزعم إثبات سلوكٍ مسيئٍ بين الشّركات، من المهم أن يفهم الصّحفيون كيف يبدأ احتيال الشركات بشكلٍ عام.
وقال: “لا تبدأ عمليات الاحتيال عادةً بأن يقول أحدهم “دعونا نقوم باحتيالٍ محاسبيّ هائل”. ما يحدث في كثيرٍ من الأحيان هو أنهم يقولون، “أوه، لقد واجهنا مشكلة، يجب أن نعدَّ أرقام هذا الرّبع، ولا يمكننا ذلك، لذلك سوف نغشُّ قليلاً، وسنعوّضها لاحقًا”. لكن بالطبع ، لا يمكنك أن تعوّض، ويكبر الغشّ أكثر وأكثر.”
وقال “ماكروم” إنه من المحتمل أن يكون هناك العديد من عمليّات الاحتيال الأخرى المشابهة تجري حاليًا دون أن يتمّ اكتشافها في شركاتٍ سريعة النّمو في جميع أنحاء العالم – خاصّةً في مجال العملات المشفّرة – وأن هنالك العديد من الأساليب التي يمكن أن يتّبعها الصّحفيون لاستكشافها.
وقال: “العديد من الشركات لا تخضع للمساءلة”. “يقولون إن لديهم أصولاً بمليارات الدولارات. حسنًا، أين هي الأصول؟”
وقال “ماكروم” إن المستثمرين الذين يربحون عندما يفشل الاستثمار، غالبًا ما يكونون مصدرًا جيدًا للحصول على أدلةٍ لبدء تحقيقات الاحتيال. أحدُ هؤلاء المستثمرين في أستراليا كان أوّلَ منْ نبّهه إلى المشاكل في وايركارد سنة 2015.
وقال: “قدّمت الشركة نفسها على أنها شبيهةٌ بـ PayPal أوروبيّ، وكانت قيمتها حوالي 4 مليارات دولار في ذلك الوقت، لكن كان من الصّعب جدًا فهمُ أعمالها. ثمّ تواصل معي مستثمرٌ ثانٍ لديه نظريّةٌ مثيرةٌ للاهتمام حول الموضوع، قال إنّه احتيالٌ محاسبيّ. النّظريّة الأخرى تنطوي على غسيل الأموال”.
حذّر “ماكروم” من أن المستثمرين، كمعظم اللاعبين في الأسواق الماليّة، لديهم مصلحة شخصيّة واضحة، وأنّه يتعيّن على الصحفيين أن يحذروا من دوافعهم وادّعاءاتهم، وتوخّي الحذر الشديد عندما يقررون الاقتباس من كلامهم.
وقال: “لقد تعاملت مع المستثمرين كمصادر سرّيّة”، وأوضح أنّه يستخدم في العادة معلومات من السّجلات المحلّية لفحصِ ادّعاءاتهم، بدلا من الاستشهاد بها مباشرةً في القصص الصحفيّة.
خطآن عطّلا القصّة
ومع ذلك خصّ “ماكروم” بالذّكر حلقةً واحدة، أدّى الاعتمادُ المباشر فيها على معلوماتِ المستثمر إلى إيقاف التّحقيق لأكثر من سنة كاملة. وقال إن تغطيته شُلَّت تمامًا بعد أن نشرَ منشورًا قصيرًا على مدوّنةٍ فيه رابطٌ لملفِّ ادّعاءاتٍ حول وايركارد من مجموعةٍ من هؤلاء المستثمرين، بسبب التّهديدات القانونيّة من محامي الشركة، الذين ادّعوا أن الفايننشال تايمز باتت مسؤولةً الآن عن أيّ ادّعاءات قد تكون تشهيرية في ذلك التّقرير.
بالإضافة إلى التّهديد القانوني، قال “ماكروم” إن الحادث أعطى فريق العلاقات العامّة في وايركارد ذخيرةً لمحاولة التّشكيك في التّحقيق، حيث ادّعوا أنه تحالفَ مع المستثمرين للتّلاعب بسعر السهم، أو أنّهم خدعوه.
وفي ما يعترف الآن بأنه كان خطأ، قال “ماكروم” إنّه أهملَ استشارةَ محامٍ من الفاينانشيال تايمز قبل أن ينشر الرّابط.
وأشار “إذا سألتَ هذا السّؤال: هل يجب أن أعرض هذا على محامٍ؟ فأنت تعرف الإجابة”.
كيف يمكن للقصص أن تولّد القصص والمصادر
لكن تغطيته المستمرّة آتت ثمارها في نهاية المطاف. الخلاصة الأهمّ من نجاح السلسلة هو أن “ماكروم” لم ينتظر في المراحل الأولى دليلاً قاطعًا على ارتكاب المخالفات، وبدأ ببساطة في نشر قصصٍ عن أسئلةٍ حول أعمال وايركارد. ولتجنُّب تهديداتِ دعاوى التّشهيرِ في النّظام القانونيّ المتداعي في المملكة المتّحدة، كان حريصًا على تجنُّب كلمة “احتيال” في القصص الأولى، وبدلاً من ذلك، وصَفَ المشاكل في وايركارد بأنّها “لغز”.
وقد ثبتت أهمّية ذلك، فعلى حدّ قوله: “القصص تجلب القصص”، حيث جذبَ اسمه على السلسلة أشخاصًا أوصله إليهم المبلّغون عن المخالفات القادرين على مشاركة الأدلّة من الدّاخل، على عكس المستثمرين.
وقال: “المفتاح هو الاستمرار في كتابة قصصٍ جيّدة. سيتواصل معك النّاس عندما يرون أنك مهتمٌّ بنفس الموضوع.”
فعلى سبيل المثال، تواصلتْ معه والدةُ محامٍ من محاميّ شركةِ “وايركارد” ومقرّها سنغافورة، بعد أن قرأتْ قصصه السّابقة وغضبتْ من الممارسات غير الأخلاقيّة التي علمتْ بها، كما حثّت ابنها على لقاءِ “ماكروم”.
قال “ماكروم” ضاحكًا: “بمجرّد أن اكتشفَ المُبلِّغُ الأمر قال: “يا إلهي يا أمّي، ماذا فعلتِ؟”. ولكنه فعلَ لاحقًا ما ينبغي فعله. أوّلُ ما أرسله إليّ كان وثيقةً – كان تقريرًا من شركةِ محاماةٍ خارجيّة يتناول تقريرًا من سنغافورة – وعرفتُ أنّها وثيقةٌ جيّدة، حيث كُتب عليها “محميّة قانونيًا” ، “النّسخ ممنوع”.
وأضاف أن القصص التُي نشرت لاحقًا حول هذا الموضوع جذبت المزيد من المُبلِّغين عن المخالفات.
التزمَ “ماكروم” بالخطوات الأمنية التّالية في اجتماعه مع أوّل مُبلِّغ عن وايركارد في سنغافورة:
– اشترى هاتفًا مدفوعًا مسبقًا لا يمكن تعقُّبه.
– بعد الاستشارة مع خبراء الأمن السيبراني في صحيفة فايننشال تايمز، استخدمَ جهازَ كمبيوتر محمول لا يمكن وصله بالإنترنت، ولكنّه مزوّد ببرنامج لتشفير الملفّات.
– اشترى جهاز كمبيوتر Chromebook بسيط ولم يخزّن ملفّات عليه، في حال احتاج إلى استخدام الإنترنت أثناء رحلته. وقال: “في الواقع ، قيل لي” لا تستخدم واي فاي الفندق، فقد كنّا قلقين للغاية بشأن قدرات القرصنة لدى وايركارد”.
– بعد أن تلقّى نسخًا مشفّرة من رسائل إلكترونيّة من مصدر التقاه وجهًا لوجه، لم يتواصل بعد ذلك مع المبلِّغ إلّا عبر تطبيق Signal.
– عند عودته إلى لندن، عملَ على الكمبيوتر المحمول المفصول عن الإنترنت في “مخبأ” بلا نوافذ في غياهب مبنى صحيفة فاينانشال تايمز.
– لطباعة المواد، استخدمَ طابعةَ ليزرٍ قديمة تطبع بالأبيض والأسود، لتجنُّب العلامات المائيّة الرّقميّة الخفيفة التي قد تكشف البيانات الوصفيّة للوثيقة. “بعض النّاس لا يعرفون أن استخدامَ طابعةٍ ملوّنة حديثة قد تنتج عنه نقاطٌ جزئيّة (microdot) على الورق المطبوع من شأنها أن تكشفَ مكانَ وزمانَ طباعة المستند، ويجب أن تكون حذرًا منها في المستندات الحسّاسة”.
– بعد أن أدرك أن عبارةَ “محميّة قانونيًا” على الوثائق المسرَّبة قد يؤدّي إلى طلب قانونيّ لمنع النشر، صار “ماكروم” يبحث عن وثائق تحتوي نفس المعلومات المهمّة، ولكن “بدون هاتين الكلمتين السحريتين”، ووجدها في ملخص PowerPoint من محامٍ آخر في وايركارد.
من أهمّ الخلاصات التي جاء بها الويبنار أنّ الاستقصاء عن أعمال إجراميّة بمليار دولار يشبه السّير على حبلٍ مشدودٍ فوق هاويةٍ قانونيّة. يجب أن يكون المرء منضبطًا بما يكفي ليستبعد أدلّة واقعية ولكنها إشكاليّة من النّاحية القانونيّة، أو أن يستخدمها لتساعده في العثور على نفس الأدلّة في مكانٍ آخر.
وقال “ماكروم”: “لقد أدركنا أن أعمال وايركارد تتمحور حول ترتيبٍ يعتمد على شركاء الأعمال، وهم أصدقاءٌ كانوا مسؤولين عن مبالغ ضخمة من أرباح الشّركة، وكان الأمر غريبًا، إذ لم يظهر أنهم يدفعون لهم شيئًا. بدأت زميلتي “ستيفانيا بالما” في طرق أبواب بعض هؤلاء الشّركاء، ووجدت عددًا من الأدلّة الدّامغة”.
عندما زارت “بالما” مكتب أحد الشركاء الرّئيسيين للشّركة في مانيلا – الفلبين، وجدت أن المكتب مشترك مع شركة حافلات سياحيّة، وبدا أنّه ما من أحدٍ هناك يعمل على معالجة المدفوعات الرّقميّة.
نصائح للتّعامل مع احتيال الشّركات
قدّم “ماكروم” خمس نصائح إضافيّة للصّحفيين الذين يعملون على تحقيقات الاحتيال طويلة الأمد:
– لا ترفض الأدلّة على عمليّات الاحتيال البسيطة في الشركات التي تبلغ رؤوس أموالها مليارات الدولارات. قال “ماكروم” إن العديد من المراسلين يميلون إلى تجاهل ادّعاءات المصادر حول المخالفات الماليّة التي تبدو صغيرةً نسبيًا – مثل العقود الصغيرة المؤرّخة بتواريخ سابقة، أو الفواتير المزورة ، على سبيل المثال، بمبلغ عشرين ألف دولار، إمّا لأنّ المبلغ يبدو ضئيلاً في ميزانيّة شركةٍ بمليار دولار، أو لأنّه من الصّعب ببساطة أن نصدّق أن شركةً ضخمةً ستجازف مجازفةً كهذه. قال “ماكروم” إن هذه الممارسات قد تشير إلى جرائم منهجيّة. وقال: “عندما نشرنا قصصَ المبلّغين قالت وايركارد: “حسنًا، الأرقام كلّها صغيرة، إنها ليست جوهريّة”. “والخطأ الذي ارتكبه الكثيرون هو النّظر إلى المبالغ، التي كانت صغيرةً فعلاً، بدلاً من النّظر إلى الممارسات. سألنا: لماذا يحتال أفرادٌ في فريق التّمويل في وايركارد هذه الاحتيالات الصّغيرة الغريبة؟ ولماذا لا يُطردون؟”
– استخدم WayBack Machine لتعثر على التّغييرات العميقة في مواقع الشّركات التي تُباعُ في معاملات مشبوهة. قال: “استخدمت WayBack Machine كثيراً. إنّها مفيدة جدًا لدراسة الشّركات المثيرة للشبهات. تعلنُ واير كارد أنّها ستشتري شركة، ويمكنك أن ترى قبل الشراء مباشرةً كيف تحصل الشّركة تحصل على موقعٍ إليكترونيٍّ جديدٍ جذّاب من شأنه أن يغير طبيعة أعمالها. فتقول: “أوه، كان هذا موقعًا إليكترونيًا سياحيّا، وأصبح على حين غرّة موقعًا لشركة مدفوعات”.
– اكتب تواريخ المقابلة بشكلٍ بارز في دفاترك. وأشار: “بعد أن عملتُ على هذا الأمر لستّ سنوات، كنت أتمنّى حقًا لو أنني كتبت التّواريخ بخطٍّ كبير على مقدّمة دفاتري”.
– استخدم قواعد بيانات موثوقة لسجلّات الشّركات. مثل ACRA (سنغافورة) ، وCompanies House (المملكة المتحدة) ، و OpenCorporates (الدولية).
– استقصِ أكثر في حال عجزت الشّركة عن شرح طريقة عملها. قال “ماكروم”: “عليك أن تستمر حتى تحصل على إجابةٍ جيّدة. كان تفسير وايركارد يتغيّر بعد أن تُطرح عليهم أسئلة جديدة، ويمكنك حينها أن تقول: “هكذا إذن!” ومع اقترابنا من الحقيقة، لم يعد بإمكانهم أن يزعموا أننا لا نفهم مدى تعقيد الموضوع.
التّعامل مع الحيل القذرة
قال “ماكروم” إن التّحقيق هُوجم بمجموعةٍ واسعة من “الحيل القذرة” – من المراقبة الجسديّة والمضايقة عبر الإنترنت إلى عرض رشوةٍ مزعوم بقيمة 10 ملايين دولار لصحيفة الفايننشال تايمز وحتى تحذيرات موثوقة بأن هنالك وثائق مسمَّمة بسمٍّ عصبيٍّ روسيّ.
وقال: “أدركنا أن [أحد المسؤولين التنفيذيين في وايركارد] كان على صلة بجواسيس روس، وكان هنالك مخاوف متعلّقة بالسّلامة الشخصية، فلم أعد أقف على حافّة رصيف المترو – وصرت آخذ احتياطات من هذا القبيل. أدركنا في مرحلةٍ ما أن هنالك فريقًا مكونًا من 30 محققًا خاصًا يتحركون في جميع أنحاء لندن محاولين العثور على أدلّةٍ على أننا نتحدّث مع مصادرنا، ويبحثون عن أدلّة على تواطئنا المزعوم مع المستثمرين. لم نكن نتحدّث عن القصّة بوجود هواتفنا في الغرفة. عندما أذهب لمقابلة المصادر، كنت أفعل أشياء كدخول محطّةِ مترو والخروج من الجانب الآخر لكي يتوه عنّي منْ يلاحقني.”
من المقرّر أن تبدأ المحاكمات الجنائيّة لبعض المديرين التنفيذيين في وقتٍ لاحق من هذا العام، بينما فرّ المديرُ التّنفيذيُّ السّابق للشركة من ألمانيا ولا يزال هاربًا.
وبعيدًا عن آثار التّحقيق العديدة والدّقيقة، يرى “ماكروم” إن التّحقيق أعاد أنظار العديد من الصحفيين إلى المخالفات الجنائيّة في الشركات العملاقة: “بالنسبة لي، التأثير الكبير (أن التحقيق) دفع الناس إلى البحث عن عمليّات احتيال كبيرة مرّةً أخرى في الأسواق الماليّة”.
روان فيليب صحفيٌّ عاملٌ مع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. كان المراسل الرئيسي لصحيفة Sunday Times الجنوب إفريقية. عمل كمراسل أجنبيّ وتناول الأخبار والسياسة والفساد والصراعات في أكثر من عشرين بلدًا.