رغم توتّرِ الصّحفيين الذين عملوا على تحقيقِ Tinder Swindler (محتال تيندر)، إلا أنّهم سرعان ما أدركوا أن قصّتهم ستكون ظاهرةً عالميّة.
وشرح مقالهما، بالتّفصيل المملّ في بعض الأحيان، كيف أن رجلاً يطلق على نفسه اسم “سيمون ليفييف” قد أقام علاقةً رومانسيّةً مع امرأةٍ نرويجيّة، هي “سيسيلي شرودر فيلهوي”، التقى بها عبر تطبيقٍ للمواعدة، واصطحبها على متن طائراتٍ خاصة وأخذها إلى فنادق فاخرة وحدّثها عن مقدار حبّه لها قبل أن يطلب منها قروضًا هائلة ويختفي، على حدّ زعمها.
كانت حكايةً رقميّة لما بدا أنه مخططٌ بونزيّ رومانسيّ (المخطط البونزي يعتمد على أخذ أموال من مستثمرين جدد لدفع الأرباح الموعودة للمستثمرين القدامى)، أداره رجلٌ يستخدم أسماء مستعارة مختلفة ويسافر إلى كل أنحاء العالم، والظّاهر أنّه يفعل ذلك كلّه بأموال مقتَرضة.
كان التحقيق الذي أجرته Verdens Gang (VG) أكبر صحفِ النرويج بعنوان “محتال تيندر”، وسرعان ما انتشر على نطاقٍ واسع. وتقدّمت ضحايا أخريات بمزاعم مشابهة. أُلقي القبض في نهاية المطاف على الرّجل المعروف باسم “ليفييف” وأُرسلَ إلى إسرائيل حيث كان مطلوبًا بتهمة التهرُّب من السّلطات بتهمة الاحتيال. ثم دخلت نتفلكس في الحكاية.
الفيلم الوثائقي الذي أنتجته نتفلكس الذي استندَ إلى تحقيق VG وضمّ الصّحفيين واثنتين من النساء اللواتي ظهرن لأول مرة في المقال، ظلّ لمدّة شهرٍ على قائمة نتفلكس”الأكثر مشاهدة” عندما عُرضَ لأوّل مرة في فبراير 2022.
تحدّثت الشّبكة الدوليّة للصّحافة الاستقصائيّة مع “ناتالي ريمو هانسن“، وهي صحفيّةٌ استقصائيّةٌ عملتْ في مجال الفيديو، و”كريستوفر كومار“، صانع الأفلام الذي عمل أيضًا على تقرير VG، لمعرفة ما كان عليه الأمر عندما رأوا قصّتهم تظهر على واحدة من أكبر منصّات البثّ في العالم، وتجربة تحويل تحقيقٍ صحفيٍّ إلى فيلمٍ وثائقيّ، وما إذا كانت التّجربة مُثريةً لهما.
“ريمو هانسن” صحفيّةٌ منذ عشر سنوات وأُدرجِتْ في القائمة القصيرة لجائزة الصّحافة الأوروبيّة سنة 2016 ضمن فئة الابتكار. “كومار” صانع أفلام وثائقيّة ومصوّرٌ فوتوغرافيّ وصحفي فيديو في صحيفة VG. عمل كلاهما على القصّة مع الصحفيّ الاستقصائيّ “إرلند أوفتي أرنتسن“، الذي يعمل الآن مراسلاً لـ VG في الولايات المتّحدة.
GIJN: ما الذي جعل “محتال تيندر” تحقيقًا رائعًا ومرشّحًا جيّدًا لفيلمٍ وثائقيٍّ على نتفلكس؟
ناتالي ريمو هانسن: حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، لديك أشخاصٌ في القصة متشوّقون حقًا على سردها، وهم جيّدون في سردها. وأقصد هنا “سيسيلي” [فيلهوي] و”بيرنيلا” [سيوهولم، المرأة الثّانية التي ظهرتْ في تحقيق VG]. لقد التقينا بالمخرجة اليوم، وقالت إنّه من المهم حقًا بالنّسبة لها أنه عندما يكون لديك قصةٌ كاملةٌ محمولةٌ على كتفِ شخصٍ واحد – وهذا الشّخص هو سيسيلي – فمن المهمّ حقًا أن تكون جيّدةً في سردها، إذا كانت القصّةُ ستصبح فيلمًا وثائقيًا على نتفلكس. والشّيء الثّاني هو المادّة: كانت كلُّ أجزاء القصّة موثَّقةً على هاتفها. فيه مادّةٌ كبيرة، تُمكّنك من سرد القصّة كما لو كانت تحدث “الآن”. وهذا مهمٌ حقًا عندما تصنع فيلمًا وثائقيًا.
GIJN: هل للأمر علاقةٌ بكونها قصّة تلامس حياة الكثير ين؟ غالبًا ما تكون القصص الاستقصائيّة الكبيرة عن الأوليغارشيّة أو عن الفساد، ولا يشعر القرّاء بقربها من حياتهم كما يشعرون حيال قصّةٍ عن علاقةٍ عاطفيّة.
ناتالي ريمو هانسن: بالتّأكيد، إذ يمكن للجميع أن يشعروا بالقرب من قصّةٍ تتحدّت عن الوقوع في الحب والمواعدة واستقبال رسائل على هواتفهم من شخص يثير فضولهم.
كريستوفر كومار: قرأنا في النّرويج قصصًا كثيرة، عن نساءٍ في الخمسينات أو السّتّينات مثلاً، لسنَ على درايةٍ كبيرةٍ بالإنترنت وما يمكن أن نسمّيه حوارًا حميمًا، يخدعهن أشخاصٌ يعتقدن أنّه حبيب، ولكنه شخصٌ آخر في الحقيقة. لكن هذه القصّة كانت عن امرأة شابّة، امرأة في العشرينات من عمرها حاصلة على درجة الماجستير، تتعامل مع أجهزة الكمبيوتر كلّ يوم. وكانت إلى حدٍّ ما قصّةً رقميّةً عن احتيالٍ باسم الحبّ، وهذا أمرٌ لم نسمع عنه الكثير. لذلك تميّزت عن قصصِ جرائم المواعدة العاديّة التي قرأناها من قبل.
GIJN: هل أسهمتْ طبيعةُ القصّة العالميّةُ، وكونها قصّةً يمكن أن تحدث لأيّ شخصٍ في العالم، في جعلها منافسًا جيدًا لتصبح فيلمًا وثائقيًا كان سيصبح دوليًا على منصّةٍ مثل نتفلكس؟
ناتالي ريمو هانسن: لم نتحدّث إلى نتفلكس بأنفسنا عن هذا الموضوع، لكنني أعتقد أن هذا أمرٌ مهمٌّ حقًا. هذا الفيلم في الحقيقة، ليس فيه أمريكيون: كلُّ منْ في الفيلم “أجانب”، وهو أمرٌ غير معتاد في الأفلام النّاجحة على نتفلكس. كما أن الشّيء الخارج عن المألوف هو أن النّصّاب، “المحتال”، لا يظهر في الفيلم. ومع ذلك يمكنك أن تعرف الكثير عنه بسبب المواد.
كريستوفر كومار: موضوعا الحوار الحميم والحبّ يلامسان حياة النّاس في كل العالم بغضّ النظر عن بلدك. والشّخصيات ومواقعُ كلِّ ما يحدث موجودة في جميع أنحاء العالم. وأعتقد أن هذه نقطة انطلاقٍ جيّدة لفيلمٍ وثائقيّ سيعرض في عدّة بلدان.
GIJN: أخبرنا عن الخطوات: نشرتَ تحقيقك سنة 2019. حقّقتْ القصّة نجاحًا كبيرًا وانتشرت على الفور. كيف انتقلت من ذلك إلى صناعة فيلمٍ وثائقيّ؟
كريستوفر كومار: حسنًا، يمكنني أن أبدأ بالقول إننا كنّا متوتّرين جدا يوم السّبت الذي نشرنا فيه، وكنّا نتساءل: هل سيقرأ أيُّ أحدٍ هذه القصّة؟ هل ستنجح قصّتنا رقميًا؟ هل ستكون مليئةً بالأخطاء؟ ولكن سرعان ما استطعنا أن نرى أعدادَ القرّاء على موقع الصّحيفة وعرفنا أنّها قصّةٌ يحبُّ النّاس قراءتها. كما رأينا أن النّاس بدأوا في قراءتها ومشاركتها على تويتر ومنصّات التّواصل الاجتماعي الأخرى. نشرنا القصّة باللغتين النرويجيّة والإنجليزيّة، لأننا كنا نعلم أن هناك الكثير من البلدان المعنيّة. :”سيمون” [ليفييف] من إسرائيل. وكان هنالك إدانة بحقّه في فنلندا. نشرنا في الأسبوع التّالي قصصًا من لندن وأمستردام ونيويورك وتل أبيب، وكلّها مع أشخاص قالوا إن “سايمون ليفييف” خدعهم بطرقٍ مختلفة من قبل. وهكذا نشرنا متابَعاتٍ للقصّة. وذُكرت القصّة في الكثير من وسائل الإعلام المختلفة في جميع أنحاء العالم.
ناتالي ريمو هانسن: بعد أن نشرنا، تلقّينا الكثير من الطّلبات من منتجين ومؤلّفين مختلفين، لكننا قيّدنا الطّلبات بعض الشيء. كنا نقول إن الخيار لـ”سيسيلي” و”بيرنيلا”. عيّنتا مدير أعمال وتواصلوا مع شركة الإنتاج، وأخذت الشركة قصّتنا. وخلال صيفِ أو خريفِ 2019 اتصلتْ بي شركة الإنتاج، وكانوا قد أبرموا صفقةً مع “سيسيلي” و”بيرنيلا”.
GIJN: إذن هما منا قادتا العمليّة؟
ناتالي ريمو هانسن: نعم.
كريستوفر كومار: ثم بدأنا نتحدّث مع شركة الإنتاج حول ما ستكون عليه العمليّة، والتي تناولت استعارة بعض موادّنا لسرد القصّة، كالجزء الذي ذهبنا فيه إلى إسرائيل، على سبيل المثال. الاستعارة عن طريق الشّراء. وكيف سنظهر في الفيلم الوثائقي.
GIJN: كيف تعاملت مع ذلك؟ هل كان ذلك بالتّنسيق مع مدرائك أم كان قرارًا شخصيًا، وهل تحدّثت بالأمر بدرجةٍ من التّفصل مع “سيسيلي” و”بيرنيلا”؟
ناتالي ريمو هانسن: تحدّثنا كثيرًا مع محرّرينا هنا في VG والتقينا بالمنتج والمخرج. وبمجرد أن أبرمنا الصّفقة، أرسلنا لهم كلَّ موادّنا التي سبق وأن نشرناها. هذا مهمّ. لم نعطِهم أيّ شيء لم يُنشرْ، حيث تتوفّر لدينا معلوماتٌ أخرى كثيرة من مصادر غير منشورة، ولكن أبقينا كلّ هذا لأنفسنا. زارونا في النرويج، وقابلونا وأمضوا وقتًا معنا وتحدّثوا معنا ليومٍ واحد. وبعد ذلك، أو بالأحرى، بعد نصف عام، أجروا مقابلةً معنا.
GIJN: كيف كان شعورك عندما عرفت أن أحدهم مهتمٌ بتحويل القصّة إلى فيلمٍ وثائقيّ مع علمك بأن عملك سيصل إلى هذا الجمهور العريض؟
كريستوفر كومار: أولاً، كان من المهم بالنّسبة لنا أن نروي هذه القصّة. عندما كانت “سيسيلي” تتحدّث معنا، كان هدفها هو أن تخرج القصّة إلى العلن، وأن تَقِيَ الآخرين من التّعرُّض لمّا مرّتْ به من خلال كشف أساليبه. وكنّا بالطبع سعداء لأن تحقيقنا وقصّتنا قادران على فعل ذلك. أظنُّ أنني سعيدٌ من أجلها لأنّ القصّة موجودة على نتفلكس، تكشفه وتكشف أساليبه، وأن هذا معروض الآن أمامٌ العالم.
ناتالي ريمو هانسن: تشعر بنوعٍ من التّوتُّر لأنّك عندما تعمل على قصّةٍ لفترةٍ طويلة تشعر إلى حد ما بأنّها قصّتك. ستشعر بنوعٍ من التوتُّر إذا أفصحتَ عن كلّ شيء. تريد أن تعرف: “هل سيعامل هؤلاء الأشخاص المصادر بشكلٍ جيد؟ هل سيكون هذا منتجًا ترغب بالمشاركة فيه؟” و] القصّة ستُعرض[ أمام جمهور كبير، يبدو الأمر غريبًا حقًا، لكننا سعداء حقًا بالنّتيجة. أعتقد أنهم قاموا بعملٍ رائع. وأشعر بالفخر قليلاً لرؤية تحقيقنا على المنصّة.
GIJN: هل لديكما سلطة على المنتج النهائي؟ أو على تسليم موادّكما وأن تصبحا ضيوفًا تُجرى معهم المقابلات في الفيلم الوثائقي؟ هل فقدتما السيّطرة أو المدخلات التّحريريّة؟
ناتالي ريمو هانسن: كانت لهم السّيطرة التّحريريّة. سُمحَ لنا أن نشير إلى الأخطاء في الوقائع، إن وجدت، عند رؤيتها قبل نشرها، لكن كانت لهم السّيطرة التّحريريّة.
كريستوفر كومار: نتمتّع بنفس الحقوق التي يتمتّع بها أيُّ شخصٍ نجري مقابلةً معه في صحيفتنا النّرويجية. هذا مضحكٌ نوعًا ما.
GIJN: إذن ما هي نصائحكما للتّعامل مع هذه العمليّة: هل من الجيّد تعيين وكيل أعمال؟ وهل لديكما نصائح أخرى للصّحفيين في هذه الحالة؟
ناتالي ريمو هانسن: حسنًا، أظن أننا لو كنّا نعرف مدى ضخامة (المشروع) لكان من الجيد أن يكون لدينا شخصٌ لديه خبرةٌ في التكلُّم مع المنتجين. تطلّب الأمر الكثير من العمل.
كريستوفر كومار: نظرًا لأن قصّتنا وموادّنا صُوِّرتْ لتستخدمها صحيفةٌ نرويجيّةٌ وليست لنتفلكس، فقد تمّ تصويرها بتنسيقات (فورمات) مختلفة، وباستخدام كاميرات مختلفة. لذلك أعتقد أن هذا سيبقى حاضرًا في ذهني عند العمل على شيءٍ جديد، بحيث يمكن استخدامه على منصّات أخرى أيضًا.
ناتالي ريمو هانسن: إذا صادفنا كصحفيين قصّةً كهذه مرّةً أخرى، أعتقد أننا سنتعامل معها بشكلٍ مختلف عندما نبدأ في العمل عليها.
GIJN: هل أسهم توفُّر كل تلك المواد الأصليّة والتّصوير المتخفّي، في أن يكون لديكم منتجات بصريّة غنيّة ويمكن استخدامها؟ ولهذا لم يحتَج صانعو الوثائقيّ أن يبدأوا من نقطة الصّفر كما يفعلون مع الكثير من التّحقيقات الصّحفيّة؟
كريستوفر كومار: أعتقد أن هذا هو الفرق الكبير بين هذه القصّة وغيرها من القصص التي نشرتها صحيفتنا، كالكثير من التّحقيقات في الجرائم الكبرى. بالنّسبة لهذه القصّة، كان من الواضح منذ البداية أن الكثير من هذه القصّة يحتوي مواد مرئيّة، وتمّ التّواصل مع “ناتالي” كصحفيّة فيديو في وقتٍ مبكّر جدًا. أعتقد أنه إذا قال شخصٌ ما إن لدينا قصّة كاملة وهي جاهزة تمامًا، ولا نريد منكم إلا أن تقدّموها، وستُنشَر في غضون أسبوعين، لكان من الصّعب إنجاز قصّةٍ مرئية مثل هذه دون وجود جميع عناصر الفيديو والنصّ والصّور.
ناتالي ريمو هانسن: أنا سعيدة حقًا لأننا أنجزناها بهذه الطريقة، فالقصّة بحدّ ذاتها فريدةٌ من نوعها. لكن الطّريقة التي روينا بها القصّة، وطريقة تقديمها هو ما لفتَ أنظار العالم إليها، ولهذا رآها الكثير من المنتجين، ولهذا صارت فيلمًا وثائقيًا الآن.
كريستوفر كومار: كانت هذه القصةُ أكثرَ القصصِ قراءةً على الإطلاق في صحيفتنا. VG هي الصّحيفة الأكثر قراءةً في النّرويج. وأعتقد أن العرض المرئيّ وافتتاح القصّة بالصّور ومقاطع الفيديو والرّسائل النصّية من الموعد الأول لـ”سيمون” و”سيسيلي” جذب النّاس ودفعهم لقراءة القصّة بأكملها. 50٪ تقريبًا من قرّاء هذه القصّة قرأوها كاملةً، وهذا يستغرق حوالي 20 إلى 25 دقيقة. هذا نادرٌ بالنّسبة لنا.
GIJN: هل كان وثائقي نتفلكس مخلصًا للقصّة التي رويتموها؟ هل بحثوا أكثر في القصّة بالإضافة إلى إجراء المقابلات؟
ناتالي ريمو هانسن: لديهم ضحيّةٌ جديدة “أيلين” [شارلوت]، التي لم تروِ قصّتها علنًا من قبل، مما يخلق تحوّلاً في الفيلم بطريقةٍ ما – هنالك مفارقة في النّهاية – مما يجعله فيلمًا أفضل. ما أعتقد أنّهم أحسنوا فعله، أكثر منّا، هو أنهم أظهروا أنّ (الاحتيال) كان يحدث في نفس الوقت. حيث يرى المشاهدون أنّه كان في أمستردام في مرحلةٍ ما، ثمّ اضطر إلى الفرار بسبب “أعدائه” إلى ستوكهولم. وهناك، لديك [بيرنيلا] تروي جانبها من القصّة. لذلك أبلى الفيلم بلاءً حسنًا في أن يشرح للمشاهدين كيف كان يتلاعب بعدّة نساء في نفس الوقت.
كريستوفر كومار: من الجميل أن نرى كيف يمكن لفيلمٍ وثائقي كهذا أن يستخدم كلّ نقاط التّحوُّل في القصّة بطريقة أكثر فعاليّة، أو بشكلٍ أسرع مما نفعله نحن في المقال الإخباري.
GIJN: هل تابعت تحقيقك؟
ناتالي ريمو هانسن: بعد أن نشرناه، نشرنا متابعات لمدّة شهرين تقريبًا. ثم نشرنا متابعات كثيرة بالطّبع عندما تمّ اعتقاله في صيف عام 2019، ثم عدنا إلى إسرائيل لتغطية المحاكمة في تل أبيب. ومضينا في متابعة القصّة من بُعد بعد ذلك.
GIJN: ما مدى أهمية أن تكون قادراً على الظّهور على الشّاشة والتّحدّث عن التّحقيق نفسه والتّقنيات التي تستخدمها، مثل التتبُّع وملاحقة السجلات الماليّة ومطاردة المحتال ومواجهته؟ هل أردتَ أن تُظهر كيف وصلت إلى ذلك؟
كريستوفر كومار: أعتقد أنني كنت أثق في شركة الإنتاج لسرد القصّة بأفضل طريقة ممكنة، بحث أتفهّم الموقف لو لم يُشرِكونا. ولكن من منظور السّرد القصصيّ، أفهم أن مواد الفيديو الخاصّة بنا وأجزاء تحقيقنا تثير اهتمام النّاس. لم يكن الأمر مطلبًا. كان الأمر أشبه بما يلي: “أوه ، من الرّائع أن تستعين بنا لرواية القصّة”.
ناتالي ريمو هانسن: نحن نقوم بالمهمة التي يتوقّع الناس أن تقوم بها الشّرطة، وبما أنه ليس لديك بطلٌ آخر في القصة، باستثناء النّساء أنفسهن، وهنّ أيضًا ضحايا، فهذا دورٌ مهمٌّ نوعًا ما. لكننا كنا سعداء عندما طلبوا منّا (الظهور في الفيلم).
GIJN: يتساءل الكثير من الصّحفيين الاستقصائيين، إن كان عرضُ تحقيقك على منصّة مثل نتفلكس يجعلك غنيًا بين ليلةٍ وضحاها؟
ناتالي ريمو هانسن: هل أغنانا (الفيلم)؟ بالطّبع لا. قطعًا لا.
كريستوفر كومار: يتساءل النّاس أيضا عن تكلفة تحقيقنا لأننا كنّا كثيرين [في الفريق] وسافرنا كثيرا، والإجابة على كلا السؤالين هي: نحن صحفيّون موظفون لدى مؤسسّة إعلاميّة، لذلك فنحن لا نرى أيًا من ذلك نوعًا ما.
GIJN: هل ساعدكم ذلك كصحفيين استقصائيين في عملكم القادم وقوّةٍ ما يمكنكم العمل عليه؟
ناتالي ريمو هانسن: بطريقةٍ ما، أعتقد (أن الإجابة) نعم. لأنّ الكثيرين يتّصلون بنا، حيث يشعر النّاس بأنهم يثقون في VG بعد مشاهدة الفيلم. ويرون أنّنا أبلينا بلاءً حسنًا. ولكن بينما كنا نعمل على القصّة، أتاحت لنا وظيفتنا قضاء الكثير من الوقت في العمل على المشروع. لا نعمل كل يوم على الأخبار العاجلة، ولهذا لدينا وقت للقيام بمشاريع استقصائيّة طويلة الأجل.
GIJN: وعلى ماذا تعملون حاليًا؟
ناتالي ريمو هانسن: كنت أعمل على بودكاست. لكنه ما يزال سرًا. سنسافر معًا الأسبوع المقبل.
GIJN: هل هو مشابه لـ The Tinder Swindler؟
ناتالي ريمو هانسن: لا، أعتقد أن هذه القصة فريدةٌ من نوعها.
GIJN: هل تشهدون اهتمامًا متزايدًا بصناعة الأفلام والوثائقيّات عن الصّحفيين الاستقصائيين والقصص التي يكشفونها؟
كريستوفر كومار: لقد كان هذا اتجاهًا (تريند)… بوجود وكالات وشركات إنتاج متخصّصة في تحويل الصّحافة الاستقصائيّة إلى أفلام روائيّة. إنّه وقتٌ يتوق فيه الجمهور لرؤية قصصٍ جيّدة، سواء في الأفلام الرّوائيّة أو الوثائقيّة المُستقاة من الصّحافة الاستقصائيّة.
GIJN: وما معنى ذلك بالنّسبة لقوّة الصّحافة الاستقصائيّة وخاصّةً في العصر الرّقميّ؟
كريستوفر كومار: سؤال جيّد. من حيث الوصول في العصر الرّقمي: يمكنك على ما أعتقد الوصول إلى الجميع من خلال الصحافة الاستقصائية. بات العالم أصغر بكثير.
ملاحظة من المحرّر: بعد إصدار فيلم نتفلكس الوثائقيّ، اقترح حساب على انستاغرام تحت اسم: @simon_leviev_official أن يقدّم “روايتي عمّا حدث … عندما أتوصّل إلى أفضل الطّرق لرواية القصّة وأكثرها احترامًا، سواء للأطراف المعنيّة أو لنفسي “. ويقال إن عائلة “ليفييف” رفعت دعوى على الرّجل الذي أطلق على نفسه اسم “سيمون ليفييف“ لادّعائه زورًا أنه فردٌ من عائلة “لفييف” الضّخمة في قطاع الألماس. حاليًا، “سيمون” محظور على تطبيق المواعدة Tinder.
لورا ديكسون محرّرةٌ مشاركة في الشبكة العالمية للصّحافة الاستقصائيّة، وصحفيّة مستقلّة من المملكة المتّحدة. عملتْ كمراسلة في كولومبيا والولايات المتّحدة والمكسيك، ونشرت أعمالها من قِبلThe Times, The Washington Post, and The Atlantic وغيرها. حصلتْ على زمالات صحفيّة من المؤسسة الإعلاميّة الدّوليّة للمرأة ومركز بوليتزر للإبلاغ عن الأزمات.