نصائح من الصحفيين للتعامل مع الأعداد غير الدقيقة لوفيّات كوفيد-19

Print More

English 

عمال المَحْرَقة يخرجون جثّة في ليما، البيرو. تصوير:عمر لوكاس

قرر الصحفيّ الصوماليّ المستقلّ  عبد الله أحمد مؤمن  في شهر نيسان إجراء مقابلاتٍ مع سائقي سيارات الإسعاف في مقديشو للتحقُّق من أعداد وفيّات كوفيد-19 المنخفضة في المدينة.  واكتشف أن هنالك نقصًا هائلا ً في الأعداد نظراً لأنّ السّائقين كانوا ينقلون جثثًا تزيد أعدادها  بأربعة أضعاف عن الأعداد المعتادة طوال أسبوعين متتاليين.

وفي الوقت نفسه، كان هنالك مراسلان لصحيفة الغارديان يقومان بالتأكُّد من أعداد الوفيات الوبائية الرسمية المنخفضة في مدينة “كانو” في نيجيريا. أجروا مقابلات مع خمسةٍ من حفّاري  القبور، واكتشفوا أن هنالك مئات الوفيات فوق الأعداد المعتادة كما كشفوا  ارتفاع أعداد الوفيات بين حفّاري القبور أنفسهم.

وفي الولايات المتحدة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، قرّرَ صحفيّان مختصّان في صحافة البيانات لدى ProPublica التحقق من  بيانات الجائحة الرسمية التي بدتْ  ضئيلةً لتقدير أعداد المتوفيّن من سكّان مدينة ديترويت ممن توفّوا في أماكن غير أماكن الرعاية. استخدام  أداة بيانات نادرة الاستخدام تقوم بأرْشَفة مكالمات خط الطوارئ 911  في ديترويت، ووجدوا أن عدد المكالمات المصنفة تحت فئة “العثور على شخص ميت”  قد تكررت 150 مرّة وأنّ الحالات قد توفيت في المنزل خلال فترة 10 أيام، مقارنة بنحو 40 حالة في السنوات السابقة.

وعلى بعد حوالي 700 3 ميلاً إلى الجنوب، في ليما عاصمة البيرو، اكتشف الصحفيون الذين يعملون مع IDL-Reporteros  أن عدد الجثث التي تحرقها المحرقة يفوق بثلاثة أضعاف المعدّلَ العادي. كما اكتشفوا أن السجلات المكتوبة بخط اليد لشركات المحارق المتعاقدة مع السلطات الصحية أكّدت بالفعل أنّ أسباب الوفاة متعلقة بـكوفيد-19.

يكتشف الصحفيون الاستقصائيون في جميع أنحاء العالم أساليبَ وأدواتٍ جديدة لبناء صورةٍ أوضح للوفيات المباشرة وغير المباشرة الناجمة عن وباء فيروس كورونا .

ويقوم الصحفيون بذلك استجابةً للحدود الواضحة لأعداد الوفيات التي تقدّمها البيانات الحكوميّة، وانتشار أوجه القصور في الفحوصات، والتأخير في البيانات الرسمية، وعدم وجود معيار لسبب الوفاة المُحتمل على شهادات الوفاة، وفي بعض الحالات عدم عدّ الوفيّات والتستُّر عليها بشكلٍ مُتعَمّد.

وكانت النتيجة انخفاض أعداد الوفيّات المرتبطة بكوفيد -19 على الصّعيد العالمي، وهو أمرٌ له عواقبه الوخيمة على  تخصيص الموارد، واستخدام الأموال العامّة، ومساءلة الحكومة. ويساعد الصحفيون الاستقصائيون على سد هذه الفجوة في الأعداد.

في مارس/آذار، ركّز صحفيون من قناة “كايشين”  الإعلامية الصينية على طلبات توريد إلى دور الجنازات في ووهان لقياس حجم عدد القتلى.  وأظهرت صورهم توصيل شاحنة تحمل حوالي 2500 جرة رماد إلى دار جنائزٍ واحدة. وذكرَ سائق الشاحنة أنّه سلّم شحنةً كبيرةً مماثلةً في اليوم السّابق. 

وقال إيمانويل أكينوتو،  الذي أعدّ قصة الجارديان في كانو، لـ GIJN: “إذا لم تكن هناك أدلّة إحصائيّة موثوقة، فيمكن للأدلّة القصصية أن تكون مفيدةً للغاية، طالما أن الناس يلتزمون بالحديث عمّا يعرفونه. كما أنها واضحةٌ جدًا. لقد تحدثت إلى حفاري القبور في ثلاث مقابر في كانو، وجميعهم قالوا إنّ الوفيّات قد ارتفعت بشكلٍ مثير للقلق. مئات الوفيات أكثر من المعتاد خلال أسبوع. ومع ذلك، فقد بلغ تعداد القتلى الرسمي في كانو 26 وفاة”.

قال جاك جيلوم، صحفيّ البيانات لدى بروبوبليكا إن “ما أحبطنا هو كل هذه الحكايات التي كانت تشير إلى نقص في عدّ الوفيّات، وكان تركيزنا على الوفيّات المنزليّة، لذلك كنا نحاول التفكير في طرق للحصول على أرقام لسدّ الثغرات … لم تقدم ميشيغان بيانات مُحَدَّثة، لذلك انتقلنا إلى مصادر أخرى مثل بيانات المكالمات الواردة إلى خط 911”.

وفي استبيانٍ استقصائيٍّ سريع للخبراء والمراسلين، وجدت الشبكة أن اثنتي عشرة طريقة وسِتَّ أدوات أثبتت فعاليّتها في حساب التكلفة النهائية للوباء، بما يتجاوز الإحصاءات التي تصدرها الحكومة:

طرق عدّ الوفيات بما يتجاوز الأرقام الرسميّة

–    في البلدان التي تتوفّر فيها إحصاءات تسجيل موثوقة نسبيًا، قارن مجموع الوفيات،أو الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، بنفس الفترة في السنوات السابقة،  كما فعلت صحيفة فاينانشال تايمز في 14 بلدا في شهر نيسان/أبريل الماضي. عندما تكون أحدث البيانات الواردة من مكاتب الإحصاء غير كاملة، يمكن للمراسلين أن يقولوا وأن يوضحوا أن هنالك طفرة لأنّ مجموع الوفيات يساوي أضعاف المتوسط سواء كان هذا  في الإكوادور أو نيوجيرسي.

–    استخدام“مصادر بالوكالة”لتقدير أو توضيح الوفيات الزائدة، بما في ذلك المقابلات مع العاملين الصحيين، ومسؤولي المشرحة، ومن يؤمّون الجنازات الدينية، وحفّاري القبور، وسائقي سيارات الإسعاف.

عمال من محرقة يخرجون جثة من أحد مستشفيات ليما. الصورة : من عمر لوكاس

–   اسأل أصحاب الأعمال عن الطريقة التي تصنّف بها السّلطات المحليّة الوفيات عند التعامل مع الشركات المتعاقَد معها. وجد مراسلو  IDL-Reporteros أنّ السلطات الصحية في البيرو كانت صريحةً بشأن الوفيات المرتبطة بـكوفيد – 19 في السجلات التي تستخدمها المحارق الخاصة.

–   ابحث عن تسريبات لبيانات الحكومة المحلية السرية. تُجري بعض السلطات المحلية استبيانات داخليّة للوفيات المرتبطة بـكوفيد -19 في المستشفيات الحكومية، وترسل البيانات إلى السلطات الوطنية، حيث تُكتمُ أحياناً لأسباب دعائية. وهذه البيانات جاهزة ليتمّ تسريبها إلى الصحفيين من مصادر محلية. وفي 8 مايو/أيار، وجدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن عدد القتلى الحقيقي في مكسيكو سيتي كان أعلى بأكثر من ثلاث مرات من مزاعم الحكومة الفيدراليّة، بعد أن كشفت ثلاثة مصادر مطّلعة على الأرقام عن إحصاءٍ سري أمرت به عمدة المدينة “كلوديا شينباوم”. وبعد أسبوع، توصّل تحقيق أجرته سكاي نيوز أن الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك، بعد زيارة “عشرات” المستشفيات وصالات الجنازات، وتأكيد النتائج مع مصادر محلية.  

ملف صوتي من خط 911 تابع لشرطة ديترويت، ذُكِرتْ فيه وفاة يشتبه بأنها لها علاقة بكوفيد – 19. الصورة : من بروبوبليكا

–   العمل العكسي باستخدام منصات البيانات المفتوحة للعثور على التسجيل الصوتي لمكالمات خدمات الطوارئ مثل 911، وإذا كان هذا قانونيا: استخدمْ المعلومات التي قد يوفّرها المستجيبون لهذه المكالمات لتحديد الحالات والمنازل المتضررة. ابحث أيضًا عن العبارات التي قد تكون رمزًا أو مرادفات للوفيات في فئات معينة.

–   ابحث عن الأفراد ذوي المكانة الجيّدة الذين يحاولون إحصاء الوفيات لأسبابهم الخاصة. وجدت صحيفة نيويورك تايمز ديموغرافيًا في روسيا اكتشفَ 1700 حالة وفاة زائدة في موسكو في أبريل/نيسان من سجل غامض، مما غيّر صورة روسيا كدولة شهدت عددًا منخفضًا من حالات فيروس كورونا.

–   استخدم عمليات البحث على وسائل التواصل الاجتماعي بأكبر عدد ممكن من اللغات لملاحظة الإشارات إلى الوفيات المشتبه في أنها مرتبطة بـكوفيد -19، وتابع مع العائلات واطلب أي وثائق رسمية قد تكون أرسلت إليهم.

–   ركز بشكل خاص على على المناطق التي يفترض أنها شهدت عدد حالات منخفض التي تشبه أو تقع بالقرب من مدن أو مناطق شهدت بالفعل أعداد عالية أو موثوقة.

–   اصنع عيّنتك الخاصة في منطقة صغيرة – حتى وإن تطلّب الأمر أن تطرق على أبواب البيوت واحداً واحداً -بشكل لا يعرضك للخطر-  واستكمل البيانات بشكلٍ تقديري لتقيس الأعداد في مناطق أكبر.

–   بشكل عام، ابحث عن مصادر بيانات أولية “معاملاتية” – مثل مكالمات الشرطة – بدلاً من البيانات المُنَسَّقة. يقول جيلوم من بروبوبليكا إن أنظمة الكمبيوتر غالباً ما تعطي معلومات أكثر موثوقية في المواضيع الحساسة كموضوع الوفيّات.

–   ابحث عن طلبات الإمدادات بالجملة إلى دور الجنازات، مثل جِرار الرماد والتوابيت.

–   استخدم نسب الوفاة الزائدة الحالية والدقيقة وغير المتعلقة بكوفيد -19  كدليل للتحقيق في الوفيات غير المباشرة أو “الأضرار الجانبية” في أماكن أخرى. وقد وجدت خدمة أدلة كوفيد – 19 في أوكسفورد أن ثلث الوفيات فوق المعتاد في إنجلترا وويلز لم تكن ذات صلة بـكوفيد -19.

التعرف على فجوة البيانات

عند تقديم الأدلة السردية والمؤشرات الوكيلة لطفرات الوفيات، يقول الخبراء إنه من الضروريّ أن ينقل الصحفيون بوضوح حدود هذه الأساليب )سواء من حيث دقتها أو من حيث قدرتها على وصف الأسباب المتعلقة بـكوفيد -19) وكيف تمّ التوصل إلى استنتاجاتهم. بعض القصص الرئيسية حول بيانات الوفيّات لجميع الأسباب لم تُظهر شيئًا سوى الأرقام.

وفي حين أن إعلانات النّعي قد تكون مفيدةً، فقد وجد تحليل  أجراه موقع  The City   وColumbia Journalism Investigations   أنّ 5% فقط من ضحايا الجائحة في نيويورك، على سبيل المثال، قد تم إحياء ذكراهم بنشر إعلان نعي، وأن الأرقام كانت تتجه نحو الناس الأكثر ثراءً والأصغر سناً.

وعلى الرغم من أن شهادة  (MCCD)  وهي شهادة طبية مُعترف بها دولياً لسبب الوفاة، يمكن أن تكون دليلاً مفيداً للتصنيف، فقد حذّرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ من أن 29% فقط من الوفيات في بلدان هذه المنطقة، قد مُنِحت شهادات  (MCCD) خلال السنوات الأخيرة.

وقال “غوستافو غوريتي”  مدير IDL-Reporteros لـ GIJN إن اكتشافهم المهم للأعداد حدث عندما اكتشف الصحفيون أن السلطات المحلية تطلب من شركات المحارق الخاصة جمعَ الجثث فعليًا. جاء ذلك استجابةً للوائح جديدة تقضي بالحرق السريع  للأشخاص الذين صُنفت وفاتهم على أنها وفاة مرتبطة بكوفيد -19.

وقال غوريتي إن موظفي المستشفى العام لاحظوا السبب الحقيقي للوفاة في السجلات المكتوبة بخط اليد، لذلك تمكّن صحفيّو IDL-Reporteros الذين انضمّوا إلى هذه الطواقم من تسجيل تصنيفات كوفيد -19 كلما كان لديهم عملية استلام لجثة جديدة. واستقبلت داران للجنائز في ليما وكالاو  1073 جثة تم تصنيفها رسميًا كضحايا كوفيد -19 بحلول 26 أبريل/نيسان، مقارنة بالرقم 330 حالة وفاة الذي أعلنت عنه الحكومة في هاتين المدينتين.

“وجدنا أن شركةً واحدة تقوم بالكثير من عمليات حرق الجثث. كانت شركة منهكة من فرط العمل في هذا المجال المُحزن والمُكئب”. وأضاف “أخذنا الملاحظات من السجلات المكتوبة بخط اليد وقارنّاها بالأرقام الرسمية. كان هنالك تفاوتٌ صارخ”.

وأضاف غوريتي إن “النتائج التي توصلنا اليها لم تلقَ استحسان الحكومة”.

تقييم الوفيات الزائدة

يقول الدكتور كارل هينيغان، عالم الأوبئة البريطاني والمساهم في خدمة أدلة كوفيد-19  في أوكسفورد إنّ” لوفيات الزائدة”- إجمالي الوفيات فوق المعتاد لفترة محددة – تقدم مزايا للباحثين عن نقاط بيانات أخرى في مشهد المعلومات الفوضوي لهذا الوباء، لأن الموت حقيقة ببساطة، ويمكن إحصاء الجثث بدقّة.

وفي حديثه في جلسة عقدت مؤخرًا مع GIJN قال هينيغان إن الصحفيين يجب أن يكونوا حذرين بشأن افتراض أن الوفيات الزائدة على مدى عدة أشهر في عام 2020 هي متعلقة قطعًا بكوفيد -19، فقد أظهرت إنجلترا وويلز مثلاً ارتفاعًا كبيرًا أيضًا في الوفيات في فترة شتاء 2017 /2018 ، ولم يكن للأمر علاقةٌ بأيّ وباء. ومع ذلك، يعتقد أن الارتفاع الزائد في أعداد الوفيات في أسابيع خلال الوباء يمكن أن يكون مؤشراً جيداً على تأثير كوفيد -19.

ولكن العديد من الناس يموتون بسبب أمراض أخرى، أو بسبب نقص الرعاية في المستشفيات نتيجة للإغلاقات التي فرضتها الحكومات. وفي عدد قليل من الحالات المعزولة، في أماكن مثل وسط “مومباي” و”أحمد أباد” في الهند، تم الإبلاغ عن عدد أقل من الوفيات الإجمالية  في بدايات الوباء، حيث أشارت بعض السلطات المحلّية إلى أن القيود أدّت إلى تقليل أعداد الوفيات الناجمة عن حوادث السّير والقطارات، بل شهدت انخفاضاً أيضًا في أشكال الجريمة القاتلة.

ورغم أن مستويات موثوقيّةِ البيانات تختلف من بلد إلى آخر – سواء بشأن أعداد الوفيات الإجمالية أو أي تصنيف مرتبط بكوفيد – 19 – يمكن للمراسلين في البلدان النامية استخدام الاتجاهات المستمدّة من البيانات الدقيقة المأخوذة من أماكن أخرى كدليل للتحقيق في النقاط الساخنة محليّاً. وأضاف “هينيغان” أن إنجلترا سجّلت خلال الأسابيع الماضية ضعفَ عددِ الوفيّات المعتاد لمن توفّوا لأسباب غير متعلقة بكوفيد-19 وفي أماكن غير دور الرعاية والمستشفيات.

“لو كان لي أن أفعل شيئاً واحداً فقط، فسيكون هذا الشيء هو النظر في الوفيات لجميع الأسباب. حاول أن تفهم كيف يتم الإبلاغ عنها في بلدك، وكيف يتمّ جمع هذه البيانات، ثم قارن ذلك بالسنوات الأخرى. اسأل دائمًا عن الزيادة ويمكنك حينها طرح أسئلة عن (الأسباب).”

أدوات لمعالجة العدد الناقص

–   منصّات البيانات المفتوحة فيالمدينة. يتوفّر لدى العديد من المدن في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك بعض المدن في العالم النامي، والتي يمكن العثورعليها في قوائم مثل هذه – منصّات بيانات يمكن للصحفيين استخدامها لتقييم الوفيات التي حدثت في المنازل والتفاصيل الأخرى الواردة في مكالمات الخدمات. منصّة ديترويت هي إحدى الأمثلة، ولدى المنصات العديد من العبارات المفتاحية للفئات المُدرَجة فيها مثل “الشخص الميت الذي تمّ العثور عليه” التي يمكن للصحفيين اكتشافها من خلال قراءة الجداول. لدى الكثير منها بادئة “بيانات” مثل مواقع بوينوس  آيرس أو سان فرانسيسكو. لاحظ أن بعض عمليات البحث تتطلب أن تُكتب كل حروف الكلمات الرئيسية بالحروف الكبيرة، وبعض المدن، مثل شيكاغو على سبيل المثال، تتطلب الحصول على طلبات سجلات عامة للحصول على بيانات المكالمات.

الصورة: لقطة شاشة

–   التطبيقات التي تبث وتؤرشف المواد الصوتية من الشرطة وحركة المرور اللاسلكية للخدمات الطّبية الطارئة. وفي الولايات المتحدة، ساعدت Broadcastify -المرخّصة برخصة المشاع الإبداعي- الصحفيين على تحديد مصير ضحايا كوفيد-19 وحتى عناوين منازلهم.

   جداول اكتوارية “سلم السلسلة”. يمكن للمراسلين تصحيح التقديرات الرسمية المنخفضة لأعداد الوفيات في أيام معينة – وهو ما قالت خدمة أدلة كوفيد -19 في أوكسفورد أنه أمرٌ يحدث بشكلٍ روتيني، بسبب التأخر في الإبلاغ عن الحالات – باستخدام أداة تُستَخدَم لمطالبات التأمين. يمكنك استخدام أعمدة جداول البيانات التي تعكس أعداد الوفيات المتزايدة لتاريخ يومٍ معيّن بينما يبحثون في تحديثات السلطات الصحية ، ويمكنك احتساب رقم أكثر دقة عن طريق إضافة عامل التضخم الذي يعطيك إياه الجدول.

لقطة عن شاشة. الصورة من خدمة أدلة كوفيد -19 في أوكسفورد

–   يمكن استخدام TweetDeck و Who Posted What للبحث في منصات وسائل الإعلام الاجتماعية الرئيسية للبحث عن إشارات إلى الوفيات داخل مناطق وتواريخ محددة.

–   منصة data.world platform المدعومة من وكالة أسوشيتد برس ، والتي تُدمج العديد من قواعد البيانات الرئيسية لكوفيد -19 (معظمها في الولايات المتحدة وأوروبا) توفّر أدوات مجانيّة للوصول وتضمين الخرائط للصحفيين.

–   خدمات الصور (الستالايت) مع سجل حافل من العمل مع الصحفيين الاستقصائيين، والتي يمكنها أن توفر الصور العامة التي تكشف عن  آثار COVID-19، بما في ذلك خنادق الدفن ورفات الجثث التي لم يطالب بها أحد. ويمكن الاطلاع على دليل لموارد السواتل للصحفيين الاستقصائيين -بما في ذلك العديد من الخدمات التي تقدم صور ستالايت لغرف الأخبار دون مقابل- على هذا الرابط التابع للشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية.

حفر خنادق الدفن أثناء موجة كوفيد-19 في قم، إيران.

إشارات جديدة يمكن للصحفيين أن يتناولوها اليوم

في قصة  من أوائل التحقيقات لفضح الزيادات في أعداد الوفيات خارج المستشفى و دور الرعاية، سجّلت هذه القصة التي أعدتها بروبوبليكا  ارتفاعًا في الوفيات في المنزل في مدينة نيويورك وأجزاء من ميتشيغان وماساتشوستس وولاية واشنطن.

استخدم فريق من ثلاثة صحفيين بيانات أقسام السجلّات الحيويّة المحلّيّة والوكالات الصحية ومراكز الاتصال بخط الطوارئ 911. كما استمعوا إلى التسجيلات الصوتية لهذه المكالمات عبر تطبيق أرشفة، حيث سمعوا عبارات من المستجيبين مثل “استخدم احتياطاتك هنا” ومكالمات للشرطة قيل فيها “هنالك ميت في الموقع”.

وقال جيلوم إن عملية الإعداد للتحقيق كشفت أيضاً  عن العديد من الخيوط والأدوات الواعدة بشأن زيادة الوفيات التي لم يتمكنوا من التوسّع فيها لمجرد أن وقتهم نفد.

وقال إن أحد هذه الخيوط كان زيادة في بعض العبارات – مثل “طبيب شرعي” – في حقل (عمود) “التصرف النهائي” في سجلات بيانات المدينة، والتي يمكن أن تشير إلى وفيات إضافية، ولكن لم يكن لديهم الوقت لتأكيدها.

وقال “لو كنت صحفيّاً محلياً في منطقة خليج سان فرانسيسكو، على سبيل المثال، لأردت أن أعرف ما معنى هذا الكلام”، وأضاف أن تقاريرهم أشارت إلى بعض الحالات الشاذة في تلك المنطقة.

كما ظهَرَ دليل آخر للمراسلين الآخرين، وهو أن فريق بروبوبليكا لاحظ أن عدد المكالمات التي تطلب المساعدة الطبية أو الإسعاف في العديد من المدن قد انخفض بنسبة تصل إلى 25٪. هل فضّل الكثيرون عدم طلب المساعدة خوفاً من المستشفيات، أو خوفًا من التفاعل مع المسعفين؟ هل أدّى هذا إلى زيادة الوفيات للمصابين بأمراض غير متعلقة بكوفيد -19؟ وقال جيلوم إن هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات استقصائيّة، وأنها يمكن أن تنطبق على بلدان أخرى أيضاً.

وقال جيسون بيرك، مراسل صحيفة الغارديان في أفريقيا، إن على الصحفيين الاستقصائيين في أفريقيا أن يتناولوا تقديرات أعداد الوفيات آخذين بالاعتبار أمرين اثنين: إن الرواية الموجّهة إلى أفريقيا والقائلة أن عدد الوفيات في أفريقيا منخفض روايةٌ مغلوطةٌ على الأرجح، وأنّ العديد من العائلات في جميع أنحاء القارة لم يكشفوا عن وفيات أقاربهم المرتبطة بـكوفيد -19 لأنهم لا يريدون أن تتعطل جنازات أقاربهم بسبب القيود المفروضة بسبب الوباء.

وقال “إنّ هذه الرواية المدعومة أصلاً من منظّمة الصحة العالمية والقائلة بأن أفريقيا نجت من الوباء لأن غالبية سكّانها من الشبان، ما هي إلا هراء “. وأضاف “الاتّحاد  الأفريقي هو من ارتكب الإثم الأكبر فقد أصدر بياناً الأسبوع الماضي يقول فيه إن عملية الفحص كانت قوية وأن الأرقام كانت قوية. لا تحتاج لمعرفة الكثير عن كيفية عمل الدّول في القارّة لتعرف ببساطة أنّ هذا الكلام لا يمكن أن يكون صحيحاً.  والسؤال الآن هو كيف نكشف زيف الأرقام”.

وقد طلب بيرك من شبكةٍ من الصحفيين المستقلين في جميع أنحاء القارّة أن يركّزوا على مصادر بالوكالة لتقييم معدلات الوفيّات الحقيقية، بما في ذلك سائقو سيارات الإسعاف، وصانعو التوابيت، وحفّارو القبور.

وقال بورك أنّه كان قلقًا حيال نقص كبيرٍ مُحتمَلٍ في أعداد الوفيّات في دولٍ مثل بوركينا فاسو وزيمبابوي وبوروندي . وعلى النقيض من ذلك، وقال إنه اعتقد في البداية أن جمهورية الكونغو الديمقراطية ستسجّل عدداً كبيراً من القتلى، لكن المؤشرات الأخيرة كشفت أن استجابتها ونظم الإبلاغ عن البيانات لديها كانت أفضل من الدول المماثلة.

وقال ” حتى الآن لم أجد زيادةً هائلةً في الوفيات التي لم يتم الإبلاغ عنها فى كينشاسا” . أعتقد أن جمهوريّة الكونغو الديمقراطية قويّة (على عكس التوقعات)، ليس أقلها لأن لديها مجموعة جيدة حقاً من علماء الأوبئة وأخصائيي الأمراض المعدية والنّظم للتعامل مع هذا النوع من الأشياء ، بل لأنها مرّت بالكثير من الأزمات المشابهة”.

وللتحقيق في عدد القتلى في كانو بنيجيريا، قال أكينوتو إن زميله مصطفى هودي تحدث إلى ثلاثة حفّاري قبور بينما كان يرتدي كمامة ويحافظ على المسافة الاجتماعية. وكان من بينهم موسى أبو بكر البالغ من العمر 75 عاماً، الذي قال إن عمال المقابر لم تُعطَ لهم قفّازات أو كمّامات، وقال: “لم أشهد قطّ وفيّات جماعية كهذه”. ورأى الصحفيان أن رجال الدين المحليين ومن يؤمّون الجنازات كانوا مفيدين جداً في تحقيقهم.

وكان أكينوتو نفسه محاصراً في لندن بسبب القيود المفروضة على السفر بسبب الوباء، لذلك كان يعمل على الهاتف، وطلب من شخص في كانو مزوّد بمعدّات الحماية الشخصيّة والمهارات اللغوية اللازمة ليكون وسيطًا بينه وبين حفّاري القبور في المقابر الأخرى. وقال إن النقص المزمن في فحوصات كوفيد-19 في المدينة في أبريل\نيسان جعل عينةً كبيرة من الأدلّة القصصيّة ضرورية .

وقال أكينوتو إنّ الأداة التالية التي يعتزم استكشافها في البحث عن الوفيات الزائدة هي فيسبوك ماسنجر.

وقال “إنّها أداةٌ فعّالة  حقاً للحصول على ردود من الغرباء، ولكن حاجز اللغة هو المشكلة لأنني لا أتكلّم إلا الإنجليزية واليوروبا فقط “.


روان فيليب صحفيٌّ عاملٌ مع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. كان المراسل الرئيسي لصحيفة Sunday Times الجنوب إفريقية. عمل كمراسل أجنبيّ وتناول الأخبار والسياسة والفساد والصراعات في

أكثر من عشرين بلدًا. 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *