كتابة: الستير أوتر، ترجمة: جهاد الشبيني
تُعد الخرائط أحد أكثر طرق عرض البيانات شيوعًا، وهي طريقة سهلة عندما تكون بحاجة إلى وضع مجموعة بيانية مستندة إلى الجغرافيا ضمن سياق، فضلًا عن أنها ربما تقدم نظرة مختلفة عن عالمنا بطريقة جميلة، بالإضافة إلى أن تعلم صنع خرائط معلوماتية جذابة لدعم قصتك. تعد أحد المهارات الرائعة التي يمكنك أن تتعلمها.
وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، كانت لي تجارب مع عشرات المكتبات والأدوات المخصصة لصنع الخرائط. وفيما يلي، أقدم لكم قائمتي القصيرة للأدوات التي أجد نفسي أستخدمها معظم الوقت.
وبعض هذه الأدوات سهل الاستخدام، ولا يحتاج سوى أن تضيف بعض البيانات وأن تختار إعداداتك المفضلة ومن ثم تصمم خريطتك. بيد أن بعضها (أغلبها يأتي في ذيل القائمة) يتطلب بعض المعرفة البرمجية. ومع ذلك، إذا كنت مستعدًا لاستثمار الوقت، يمكنك استخدام هذه الأدوات لعمل بعض التصميمات الممتازة.
– ماي مابس
درجة الصعوبة: سهلة
إذا كنت مُستَجَدًا على استخدام الخرائط، فستكون هذه الأداة رائعة. وإذا كانت لديك مجموعة بيانات تحتوي أعمدتها على عناوين أو إحداثيات، فأنت جاهز. ولكي تصمم خريطتك باستخدام “ماي مابس”، لست بحاجة إلى شيء سوى أن تقوم بتجهيز مجموعة البيانات الخاصة بك وتختار العمود الذي تدلل من خلاله على الموقع وبذلك تكون قد انتهيت. ويمكنك أيضًا أن ترسم مضلعات على الخريطة إذا أردت الإشارة إلى مناطق الاهتمام، أو أردت إضافة معلومات متعلقة بالاتجاهات. وتعد هذه الأداة سهلة ومتعددة الاستخدامات.
– باتش جيو
درجة الصعوبة: سهلة
تؤدي “باتش جيو” مهمة شديدة السهولة، بيد أنها تؤديها جيدًا. وإذا كانت لديك مجموعة بيانات تحتوي أعمدتها على عناوين أو إحداثيات، فبإمكانك نسخها داخل “باتش جيو”، وستبحث الأداة عن هذه الأماكن وتضيفها إلى الخريطة تلقائيًا. ومع أن “باتش جيو” تحتوي على مميزات أقل من “ماي مابس”، فإن إلقاء نظرة عليها سيكون أمرًا يستحق العناء إذا كان كل ما تبحث عنه هو خريطة تحتوي على نقاط اهتمام معنونة.
– ماب جام
درجة الصعوبة: سهلة
“ماب جام” هي أداة تصميم خرائط سهلة الاستخدام؛ تحتوي على خرائط ذات شكل متميز إلى حد كبير وطراز لطيف جدًا. كذلك، يمكن إضافة المعلومات والحواشي إلى خرائط “ماب جام” ببساطة شديدة وسهولة. ويمكن من خلال هذه الأداة أن تصمم خرائط صورية مسطحة أو تفاعلية، فضلًا عن الخرائط القابلة للتضمين.
درجة الصعوبة: سهلة / متوسطة
تُعد جداول فيوجن جزءًا من مجموعة أدوات جوجل درايف. ورغم أن استخدامات هذه الأداة ربما لا تكون واضحة في بداية الأمر، فإنك ستجدها شديدة الفعالية بمجرد أن تعتاد عليها؛ فـ”جداول فيوجن” تقبل أكثر أنواع الملفات شيوعًا، مثل: CSV، وExcel، وKML، وهي ممتازة في ترميز بياناتك جغرافيًا طالما احتوت أعمدتك على الموقع الجغرافي. وتعد قدرته على دمج المجموعات البيانية واحدة من أكثر مميزاته المفيدة. كذلك، فإن التخطيط باستخدام “جداول فيوجن” بسيط نسبيًا، ويمنحك خيارات لإنشاء دُلِيّ ألوان خاصة بتصميمك. إذا كنت تريد معرفة المزيد عن “جداول فيوجن”، يمكنك إلقاء نظرة على “جداول فيوجن” الخاصة بي وتمهيدي ملفات KML.
درجة الصعوبة: سهلة / متوسطة
على الرغم من أن “كارتو دي بي” يشبه “جداول فيوجن” كثيرًا، فإنه يحتوي على خيارات التصميم أكثر. ويمكن أن يقبل “كارتو دي بي” أنماط خرائط أساسية مختلفة، وأن يتعامل مع طبقات متعددة من المعلومات. إن تصميم خريطة أساسية جذابة باستخدام “كارتو دي بي” أمرٌ في غاية السهولة، ذلك أنه يقبل أكثر صيغ الملفات شيوعًا وبإمكانه أن يقوم بعمل ترميز جغرافي للبيانات على مستوى الدولة. وتضم “كارتو دي بي” مجموعة كبيرة من الأدوات التي تُستخدم لتصميم خرائط غنية بالبيانات، ومع ذلك ربما تكون بحاجة إلى بعض الوقت حتى تتقن جميع هذه الخيارات. إن ما يجعلني ألجأ إلى هذه الأداة هو قدرتي على إخراج مجموعة البيانات في صيغ متعددة. فضلًا عن ذلك، فأنا أميل إلى استخدام “كارتو دي بي” من أجل القيام ببعض أعمال التخطيط الأولية واستجلاب البيانات على شكل ملف geoJSON واستخدامه في مكتبة خرائط على شاكلة Leaflet.js.
درجة الصعوبة: سهلة
“ماب شيبر” شديد البساطة. وعلى الرغم من أنه يُستخدم في أمرين اثنين فقط، فإنه يقوم بهما جيدًا جدًا، وهو ما يجعله جزءًا أساسيًا من مجموعة الأدوات التي أستخدمُها. ويمكن لـ”ماب شيبر” أن يفتح أغلب صيغ الخرائط، مثل: shapefiles، وgeoJSON، وtopoJSON، وأن يهيئهم لك، وهو أمر يعمل على تسهيل ما لديك من بيانات متعلقة بالخريطة. وهناك أيضًا خيار لتبسيط خطوط كفاف الخريطة، وهو أمر ضروري لتقليل أحجام الملفات النهائية. كذلك، يُسهل المدقق رؤية البيانات المُلحقة بنقاط خريطتك ومضلعاتها. بعد ذلك، يمكن إخراج الخرائط في مجموعة مختلفة من الصيغ الممكن استخدامها في أدوات تصميم خرائط أخرى.
درجة الصعوبة: متوسطة / صعبة
“ليفليت” هي مكتبة “جافاسكربت” لتصميم الخرائط، وهي الأداة التي ألجأ إليها عندما أكون بحاجة إلى عمل شيء خاص ومختلف عما تقدمه أغلب الأدوات الأخرى المعنية بتصميم الخرائط. من أجل أن تستفيد من جميع الخصائص الموجودة في “ليفليت”، ستكون بحاجة إلى امتلاك القدرة على البرمجة. لكن بمجرد أن تبرع فيه، فلن تكون هناك عودة. ولأن “ليفليت” يعتمد على “جافا سكربت”، فإنه يتعامل جيدًا مع أغلب المكتبات الأخرى التي تجعل خيارات شخصنة خرائطك لا نهائية. يمكنك أن تدمج هؤلاء بمُنتقي الخرائط الأساسية السهل، وستتمكن من تصميم خرائط مميزة.
- ماب بوكس –
درجة الصعوبة: متوسطة / صعبة
يمكنك استخدام “ماب بوكس” عندما تكون بحاجة إلى تصميم تلك الخريطة المميزة التي لا يمتلكها سواك، وحينئذ تكون قد دخلت مملكة المهووسين بتصميم الخرائط. يمكنك تصميم خرائطك الخاصة من الصفر باستخدام “ماب بوكس”، إذ يمكن من خلال استوديو Mapbox تخصيص ألوان الطُرق، أو الخطوط الفاصلة، أو أسماء الأماكن. وبعد ذلك، يمكنك الاحتفاظ بأنماط الخرائط المميزة الخاصة بك واستخدامها في تطبيقات أخرى مثل “ليفليت” أو “كارتو دي بي”. فضلًا عن ذلك، يحتوي “ماب بوكس” أيضًا على مكتبة “جافا سكربت” خاصة به مخصصة لتصميم الخرائط؛ يمكنك أن تستخدمها في تصميم خرائطك الخاصة.
أدوات أخرى –
هناك عشرات الأدوات المعنية بتصميم الخرائط، والأخرى المتعلقة بها. وقم تم تصميم الصورة العليا في هذا المقال باستخدام “ماب ستاك“، وهي أداة سهلة الاستخدام من “ستامن” التي تقدم أنماط جميلة للخرائط. من بين الأدوات الأخرى التي أستخدمها أيضًا: Color Brewer وهي رائعة في إيجاد مخطط ألوان لخرائطك، وQGIS وهي رائعة في إجراء تعديلات على خرائط ذات مستوى أرقى ومع ذلك فهي شاقة إلى حد ما في بداية الأمر، وTableau Public وهو رائع في التصميمات العامة بما في ذلك الخرائط، وGoogle’s Tour Builder وهي وسيلة مشوقة لسرد قصة بصريًا باستخدام مجموعة من الخرائط والوسائط المتعددة.
وهذا أبعد ما يكون عن قائمة شاملة لتصميم الخرائط، لكن لنأمل أن يكون نقطة بداية مفيدة وأن يقدم نظرة عامة لأي شخص يريد دخول عالم تصميم الخرائط. إذا كان لديك علم بأداة معنية بتصميم الخرائط ينبغي أن أجربها، ابعث لي رسالة إلكترونية أو ابحث عني على تويتر. وإذا وجدت هذا مفيدًا، يمكنك أن تشترك في نشرتي الإخبارية الأسبوعية الصحفية والإعلامية من أجل الحصول على مزيد من النصائح.
نُشر هذا المقال للمرة الأولى على موقع “ميديا هاك”، وهو الجزء الثاني من سلسلة غير منتظمة عن الأدوات المفيدة للصحفيين، ذلك أن الجزء الأول كان بعنوان: أدوات ونصائح ضرورية لخوض غمار صحافة البيانات.
آليستر أوتر هو الشريك الإداري لـ”ميديا هاك كوليكتيف“، وهي مبادرة مقرها “جوهانسبرج” تُعنى بصحافة البيانات وتصميمها.
وهو المحرر السابق والمعني بالابتكار التحريري في “إندبندنت أونلاين“، أحد أكبر المواقع الإخبارية في أفريقيا. وفي “ميديا هاك”، يتولى تصميم البيانات وتطور المنتجات الإعلامية على الإنترنت.