حرق الغاز هو ممارسةٌ يتمّ خلالها التخلص من الغاز الطّبيعي الزّائد الناتج عن إنتاج النّفط عبر حرقه، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، وتتسبب هذه الممارسة في انتشار أعمدة الدّخان المستعرة بالقرب من التجمّعات السكّانيّة الحادية لمناطق الانتاج.
ورغم تعهّداتِ كلِّ شركات النّفط الكبرى والعديد من البلدان بإنهاء الحرق الروتيني للغاز الطبيعي بحلول عام 2030، إلا أن الشعلات ما تزال مشتعلةً في بلدان عدة منها العراق. كان العراق سنة 2022 ثاني أكبر مصدر لحرق الغاز في العالم، بالرّغم من ظهور أرقام تشير إلى أن درجة حرارة البلاد ترتفع بشكلٍ أسرع بمرّتين من المتوسّط العالميّ.
في تحقيقٍ أُجريَ مؤخرًا، توجّه فريق من بي بي سي نيوز عربي إلى جنوب العراق لاستكشاف تأثير حرق الغاز على البيئة والصحّة العامّة.
أظهرَ فيلمُ “تحت سماء مُسّمَّمة“، تفاصيلَ جهود “شكري الحسن“، وهو أستاذ في جامعة البصرة، لقياس مستويات التلوُّث بالقرب من حقول النّفط. يزعم صانعو الفيلم الوثائقيّ أن بعض أكبر شركات النفط في العالم تمكّنت من تجنُّبِ الإعلانِ عن كميةٍ كبيرةٍ من انبعاثات الحرق، “مما يعطي انطباعًا للمستثمرين والجمهور بأنهم على الطريق الصحيح لتحقيق” أهدافهم التي تعهدوا أن يحققوها بحلول عام 2030.
ومن خلال العمل مع علماء بيئيين، قام فريق بي بي سي بقياس البنزين في الهواء في التّجمّعات السكّانيّة القريبة من أربعة حقول نفط مختلفة يُحرق فيها الغاز بمستويات عالية، بما في ذلك الرّميلة، وهو أكبر حقل نفطيّ في العراق. من المعروف أن البنزين يطلقُ سمومًا تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وخاصّة سرطان الدّم في مرحلة الطّفولة. وحلّل التّحقيق عيّنات بول من الأطفال بحثًا عن سموم يمكن اكتشافها ولها ارتباطٌ بالتعرُّض لحرق الغاز، وعرض الفيلم شهادة “علي حسين جلود”، وهو شاب مصاب بسرطان الدم تعاونَ في صنع الفيلم، لكنه توفّي في نيسان.
تمثّلُ الاختباراتُ التي أجراها الأستاذ العراقي الحالاتِ الأولى لجمع البيانات العامّة حول مستويات التّلوّث في هذه التجمّعات السّكانيّة. كانت النتائج مقلقة ودفعته إلى التّساؤل: “لماذا ندفع ثمن هذا الدّخان الذي يأتي من شركات النّفط؟”
في آذار، فاز الفيلم الوثائقيّ بجائزة جمعيّة التّلفزيون الملكيّة القضايا الرّاهنة – الجائزة الدولية، ووصفته لجنة التحكيم بأنه “قطعة صحفيّة جريئة وفريدة”. أجرينا المقابلة التّالية مع مخرجة الفيلم “جيسيكا كيلي”، والمنتج “أوين بينيل”، وتم تحرير المقابلة بشكلٍ طفيف.
GIJN: ما الذي دفع الفريق إلى البدء في التّحقيق في تأثير حرق الغاز على التجمّعات السكانية القريبة من حقول النّفط في جنوب العراق؟
جيسيكا كيلي: في ذلك الوقت، بدا أن هناك نقصًا حقيقيًا في التقارير المناخيّة عن الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلّق بقطاع النّفط والغاز. رأينا على تويتر صورًا مرعبًة يشاركها الناس في جنوب العراق لألسنة اللهب الضخمة وسحب الدّخان الأسود المنبعثة من حقول النّفط المجاورة للأماكن التي يعيش فيها النّاس. بدت وكأنّها نقطة انطلاقٍ مرئية للغاية يمكن من خلالها سرد قصّةٍ مناخيّة ولذا بدأنا في التّحقيق.
أوين بينيل: اكتشفنا أن كل هذا ناجمٌ عن شيء يسمّى حرق الغاز – وهي عمليّة يتم فيها حرق الغاز العادم الناتج عن التّنقيب على النفط في الهواء الطّلق. هذا ضارُّ للغاية للمناخ العالمي، لأنه يطلق غازات الدفيئة، كما أنّه يضرّ أيضًا بصحّة النّاس.
بدأنا نتحدث إلى أشخاص من هذه التجمعات في العراق ورووا لنا نفس القصّة مرارًا وتكرارًا – الكثير من الناس هنا مرضى بالسرطان، وتحديدًا سرطان الدم. لذلك قررنا التّحقيق فيما إذا كان من الممكن الرّبط بين هذين الأمرين.
GIJN: أتصفان لنا عمليّة البحث وجمع البيانات لهذا التّحقيق؟
بينيل: استخدمنا طرقًا متعدّدةً مفتوحة المصدر في المراحل المبكّرة – اطّلعنا على صور الأقمار الصناعيّة لتحديد مدى قرب شعلات الغاز من المناطق السكنيّة، وحلّلنا بياناتِ قطاع النفط لحساب حجم الانبعاثات من هذه الحقول.
سرعان ما اكتشفنا أنه لا توجد بيانات موثوقة عن مستويات تلوّث الهواء في العراق، وهنالك بيانات قليلة جدًا عن معدلات الإصابة بالسّرطان. استعضنا عنها بالدّراسات العلميّة التي أجريت في الولايات المتّحدة وأماكن أخرى والتي ربطت المستويات حرق الغاز العالية بالسّرطان. وقد ساعدنا هذا في اتّخاذ قرارنا بإجراء “دراسة تجريبيّة”، لقياس مستويات الملوّثات المسبِّبة للسرطان – بما في ذلك البنزين والنفتالين – في الهواء وفي بول الأطفال الذين يعيشون بالقرب من حقول النّفط.
GIJN: هل واجهتم أيّ تحديات أو عقبات أثناء إجراء هذا التّحقيق؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هي، وكيف تغلبتم عليها؟
كيلي: لا يمكننا أن نخوض كثيرًا في التّفاصيل أجل سلامة فريقنا في العراق، لكن وجود الميليشيات والاستخبارات العراقيّة كان محسوسًا طوال عملنا. تعرّض أحد أعضاء فريقنا للتّهديد من قبل [ضباط] المخابرات واضطر إلى ترك المشروع. كما تمّ إنهاء مقابلة لمجرد سؤالنا عن الحرق. لأن أكثر من 90٪ من اقتصاد العراق يأتي من النّفط، لذلك من الصعب للغاية انتقاد القطاع.
لقد أمضينا أسابيع في البحث عن عالِمٍ يتمتّع بالشجاعة الكافية للمشاركة في الدراسة. وكان من شبه المستحيل التّصوير مع نشطاء بيئيين من البصرة بسبب الخطر على حياتهم. كانت إحدى أكبر العقبات هي التصوير في الرّميلة – الحقل القريب من المكان الذي يعيش فيه علي والذي تديره شركة بريتيش بتروليوم – حيث تم إيقاف التصوير بسبب نقاط التفتيش الأمنية ورُفضت طلباتنا للتّصوير هناك. قررنا عندها أن نعطي علي كاميرا حتى يوثّق حياته بنفسه.
ويجدر الحديث أيضًا عن الظّروف الجويّة القاسية في البصرة. كنّا هناك في شهر آب، في وقتٍ ما تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية. في الأشهر الأخرى كانت تهبّ عواصف رملية مما يعني ضياع أيام تصوير كاملة. كما لا يوجد مفرٌّ من التلوُّث، هناك رائحة نفّاذة في الهواء والسماء مشوبة باللون الأصفر، نحن قادرون لحسن الحظّ أن نعود إلى ديارنا ونستنشق هواء نظيفًا نسبيًا خارج العراق. لكن بالنسبة للعراقيين الذين يعيشون في البصرة فلا يوجد مفرّ.
GIJN: كيف ضمنتم سلامتكم وسلامة الأشخاص الذين قابلتموهم أثناء التّحقيق؟
بينيل: لقد عملنا مع فريق المخاطر العالية في بي بي سي طوال فترة التّصوير، وساعد الفريق في ضمان سلامتنا وسلامة المساهمين معنا. كما بقينا على اتّصال منتظم مع المساهمين في الفيلم الوثائقيّ بعد بثّه، حتى نتمكن من الاستجابة لأيّ مشكلات أمنية طرأت ردًا على الفيلم. قد تكون البصرة خطرة في الليل، لذلك اضطررنا إلى استخدام العربات المدرّعة من أجل تصوير الشعلات بعد حلول الظلام.
كما ترون في الفيلم، العديد من المساهمين مجهولون. كما لم تُكشف هويّة بعض الصحفيين والمستقلين الذين عملنا معهم في العراق، لتجنُّب أي تداعيات محتملة. نحن ممتنون جدًا للمساهمين والزملاء العراقيين على حد سواء للمخاطر الشخصيّة التي تحمّلوها للعمل على القصّة.
GIJN: هل يمكنك وصف دور علماء البيئة في هذا التحقيق وكيف ساهموا في النتائج؟
كيلي: ما كان هذا التّحقيق ليكون لولا البروفيسور “شكري الحسن”، عالم البيئة العراقي الذي لعب دورا مهمًا في التحقيق. لقد عملنا معه عن كثب لوضع خطّة لرصد التّلوُّث. أسلوبه البسيط وعلاقته مع الناس الذين يعيشون في المدن التي تحرق الغاز، واحترافيّته في أخذ العيّنات، أعطانا المجال حتّى نركّز على التّصوير. كما كان شغوفًا بالموضوع بشكل لا يصدق، فقد نشأ وعاش في البصرة طوال حياته، وشهد تدمير البيئة وتأثير التلوّث على صحّة الناس. لقد خاطر بشكلٍ كبير بانتقاده لقطاع النفط وبالتالي لا يمكن أنو نوفي شجاعته حقها.
بينيل: تحدّثنا أيضًا إلى خبراء علميين من جميع أنحاء العالم – منن جامعة كولومبيا، وإمبريال كوليدج لندن، ووحدة غرين بيس للعلوم – الذين نصحونا بالطّرق التي يمكننا استخدامها لإجراء دراسة تجريبيّة. وحالَ حصولنا على النتائج احتجنا إلى مشورةِ لجنةِ الخبراءِ هذه لتحليل البيانات وتفسيرها. وتجدر الإشادة بـ”أيدان فارو”، الذي يعمل في وحدة علوم غرين بيس في جامعة إكستر، الذي ساعدنا في تبيُّنِ أجهزةِ مراقبةِ التّلوث المناسبة ودرّبنا على استخدامها.
GIJN: هل واجهت أي مقاومة أو معارضة من شركات النّفط أو السلطات المحلية أثناء إجراء التحقيق؟
كيلي: لقد قطعنا مقابلة واحدة على الأقل قبل نهايتها … كان هناك مستوى عالٍ من الخطر في جلب أجهزة مراقبة التلوث إلى البلاد والتّصوير في الرميلة، التي تخضع لحراسة مشدّدة ولهذا رُفِضت تصاريح التصوير التي طلبناها، على الرغم من طلب الإذن أكثر من مرّة. حتى الوزراء والسياسيون المحليون العراقيون الذين طلبوا الوصول إلى المنطقة تم تجاهلهم.
GIJN: هل ارتكبت أي أخطاء أو هفوات أثناء التحقيق، وكيف تمّت معالجتها؟
كيلي: في الأصل كنا سنقوم فقط بقياس البنزين في الهواء، ولكن في منتصف التحقيق أدركنا أننا بحاجة إلى رصدٍ من نوعٍ آخر لإظهار مقدار البنزين الذي كان يدخل بالفعل داخل أجسام النّاس، وقررنا حينها أن نوسّع التّحقيق وأن نقيس أيضًا مستويات التلوُّث في بول الأطفال. أطلعنا على هذه التقنية “مارتن بودو” من Premiere Lignes ، الذي أصدر مؤخرًا فيلمًا وثائقيًا عن حرق الغاز في العراق وفرنسا: “Les damnés du pétrole“[ملعون بالنفط].
بينيل: كنا نودُّ أن نتعمّق أكثر في تفاصيلِ ممارسةِ “التّنفيس”، وهي عندما لا يتم حرق الغاز ولكن بدلاً من ذلك يسمح له بالخروج إلى الغلاف الجويّ دون حرق، على شكل الميثان. هذا أكثر ضررًا من الحرق، ولكن من الصعب تفسيره وقياسه، لأنه ينتشر بسرعة. كما أنّه غير مرئي. قدّمنا بعض المعلومات حول تنفيس الميثان في قراءات أطول صدرت حول الفيلم، وفي الفيلم يشرح الأستاذ كيف ينبعث الميثان أيضًا أثناء حرق الغاز.
GIJN: ما هي أكثر نتيجة أدهشتكم أو صدمتكم في التحقيق؟
بينيل:على الجانب المناخي، أعتقدُ أن اكتشافَ أن انبعاثات حرق الغاز من حقلٍ واحد فقط – الرميلة – كانت أكبر من إجمالي انبعاثات الحرق التي اعترفت بها شركة بريتيش بيتروليوم على مستوى العالم كان أمرًا صادمًا. هذه النتيجة الموضّحة في الفيلم الوثائقي الذي كتبه “جو ساندلر كلارك” من منظمة السلام الأخضر، فتحت لنا طريقا جديدا تماما لطرح الأسئلة، حيث أدركنا أن هذه في الحقيقة “خدعة محاسبية” تستخدمها معظم شركات النّفط الكبرى حتى تبدو وكأنّها تفي بوعودها بشأن المناخ. لقد كشف هذا اللثام عن مزاعمهم وأدّى إلى انتقادات كبيرة بين المستثمرين الأخلاقيين – على سبيل المثال: NEST أكبر صندوق معاشات في المملكة المتحدة، قاد تمردًا في الاجتماع السنوي للمساهمين في بريتيش بيتروليوم مستشهدًا بفيلمنا.
[تشارك شركة بريتيش بتروليوم في إدارة الحقل في الرميلة ولكنها ليست المشغِّل. رفضت العديد من طلبات المقابلة من فريق بي بي سي الوثائقيً وقالت ردًا على التحقيق إنها تعمل مع شركائها للنظر في القضايا المطروحة. “يتضمن ذلك مراجعة العمليات والإجراءات لدعم المجتمع وفهم أي مخاوف – وهذا مستمر.” كما أخبرت الشركةُ بي بي سي أن “الممارسة المعتادة” تقتضي ألا تبلغ الشركة عن انبعاثات الحرق الناجمة عن الأنشطة إلا إذا كانت الشركة هي المُشغِّل للحقل. وقالت إن بيانات الحرق والتشغيل في الرميلة بالتالي “لم تُضَمَّن في تقاريرنا”.
كيلي: كانت رؤية التّكلفة البشريّة صادمةً أيضا. على مدار التّحقيق، قمنا بتصوير أربعة أطفال مصابين بسرطانات لها صلات قويّة بالتلوُّث الناجم عن الوقود الأحفوريّ، وكانوا يعيشون قرب حقول النّفط وجميعهم ماتوا الآن. لقد رأينا بأعيننا التّفاوت الهائل بين نوع علاج السرطان المتاح في العراق وما يعتبره معظم الناس أمرا مفروغًا منه في المملكة المتّحدة على سبيل المثال.
GIJN: ما هو التّأثير الذي تأملون أن يحدثه هذا التحقيق فيما يتعلق بتغيير السياسات والوعي العام؟
بينيل: آمل على المستوى الشخصيّ أن يتم إيلاء المزيد من الاهتمام للمشاكل الصحيّة التي تسببها الممارسات المدمِّرة للمناخ، مثل حرق الغاز. وآمل في نهاية المطاف أن تتوقف الشركات والحكومات عن التّعامل مع مناطق مثل الرميلة على أنها “منطقة تضحية” – حيث يتمّ وضع الربح واستخراج الموارد فوق حق الإنسان الأساسيّ في بيئة صحية.
كيلي: آمل أن يجعل الفيلم الحكومات وشركات النفط تعترف بالمدى الكامل للضرر النّاجم عن حرق الغاز. في نهاية المطاف هذه ممارسة يمكن تجنّبها تمامًا، يجب جمع الغاز واستخدامه كوقود، وليس حرقه فقط.
GIJN: حظي التّحقيق باهتمام عالمي بعد وفاة علي في مطلع هذا العام. حدثونا أكثر عن ذلك وما هي الدروس المستفادة للصّحفيين بعد نشر تحقيقاتهم؟
بينيل: لقد تألّمنا لموت علي – فقد كان علي الجوهر الأخلاقي للفيلم، وتحدّث عن بيئة أنظف وأكثر صحّة حتى لا يعاني الأطفال في حيّه كما عانى هو من التلوّث السام لقطاع النفط.
حتّى في أيامه الأخيرة، كان يتطلّع إلى فرصةِ تحدّي الرّئيس التنفيذي لشركة بريتيش بيتروليوم بشأن التلوث الذي تسببه الشركة في اجتماعها السنوي العام. وبدلاً من ذلك، تدخل والده المكلوم وتحدّى شركة بريتيش بتروليوم في لحظةٍ مساءلة نادرة الحدوث مع عملاق عالمي لا يمكن المساس به في العادة، حيث رفضت الشركة العديد من طلبات المقابلة منا، وفضّلت إصدار خطابات رسميّة.
الدّرس الذي نستخلصه أنه من المهم حقًا البقاء على اتّصال مع الأشخاص في تحقيقاتنا بعد نشرها. وأن نمنحهم الفرصة لقول الحق في وجه أصحاب النفوذ حتى بعد مرور وقت إصدار الفيلم الأولي.
كيلي:من المهم جدًا أن تحرص على أن يكون لديك الوقت والموارد لتستفيد من تأثير الفيلم بعد عرضه. نحن محظوظون لأن بي بي سي نيوز عربي يأخذون هذا الأمر على محمل الجد. استطعنا أن نأخذ الفيلم إلى قمة المناخ السابعة والعشرين في مصر، حتى أننا أخذنا علي معنا، ومكننا هذا من عرض الفيلم على نشطاء بيئيين مؤثّرين حقًا وعلى أشخاص من داخل القطاع.
GIJN: هل هناك أي خطط لتحقيقات مستقبليّة أو تقاريرِ متابعة متعلقة بهذا الموضوع؟
بينيل: نخطط للمتابعة بتحقيق يبحث في “مناطق التّضحية” الأخرى في جميع أنحاء العالم، حيث تتضرر الصحّة وسبل العيش من صناعة النفط والغاز. علمنا أيضًا في عرضٍ للفيلم في جامعة كولومبيا أن فكرة مراقبة التلوُّث كجزء من التحقيق الصحفي تُستخدم في نيويورك لقياس تأثير التلوّث النّاجم عن حركة المرور على صحّة المجتمع. تمكنا من ربط طلاب البروفيسور “شكري” في العراق بالطلاب في كولومبيا للتّعاون في المستقبل.
كيلي: قطعت شركات النّفط والحكومة العراقيّة الكثير من الوعود في أعقاب تحقيقنا لتعديل الوضع، لذلك نحن مستمرون في مراقبتهم عن كثب. نريد أن نضمن أن النسيان لن يطوي قصص الأطفال والشباب الذين التقينا بهم مثل علي، وأن التّضحيات التي قدّمها حتى يحدّث العالم عن وضع مجتمعه حتى أسبوع وفاته المأساوية لم تذهب سدى.
شفيق فايز محرّر مشارك في GIJN العربية. يتمتع بخبرة تمتد لثلاثة عشر عامًا في سرد القصص المرئيّة والترويج عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ.