أفضل الممارسات لحماية نفسك أثناء التّحقيق في الاتّجار بالبشر

Print More

بحسب مكتب الأمم المتّحدة للمخدّرات والجريمة يمكن للرجال والنّساء والأطفال من جميع الأعمار ومن جميع الخلفيات أن يصبحوا ضحايا للاتّجار بالبشر. الصّورة: Shutterstock

“عندما نحقّقُ في الاتّجار بالبشر فإنّنا نحقّق في جريمة” تقول “آني كيلي الصحفيّة لدى الغارديان، التي حرّرت سلسلةً من التّقارير عن العبوديّة الحديثة والاتّجار واستغلال العمالة. “إنّك تتعامل مع قطاعٍ إجراميّ، مما يمثّل خطرًا عليك وعلى ومصادرك المحليّة، أو أيّ شخص تتعاون معه.”

شاركت “كيلي” في ويبينار JournalismFund.eu ، و”إيان أوربينا – مؤسِّس Outlaw Ocean Project غير الرّبحي، الذي يقدّم تقارير عن استغلال العمال والانتهاكات البيئيّة في البحر، وتحدّثا عن تجاربهما في توثيق الاتّجار بالبشر في جميع أنحاء العالم، وتحديات السلامة التي واجهتهما أثناء عملهما.

عملّ “أوربينا” و”كيلي” كصحفيين ومحرّرين لقصصٍ تناولتْ استغلال العمالة في سلاسل التّوريد والعبوديّة الحديثة العابرة للحدود والاتّجار بالبشر، وكثيرًا ما كشفتْ تحقيقاتهما عن التّكلفة الحقيقيّة للصّناعات المعولمة.

“إيان أوربينا” مؤسّس Outlaw Ocean Project. الصورة: بإذن من Outlaw Ocean Project

“لقد حاولنا أن ننظر إلى الأشياء التي نستخدمها كلُّنا، ونستهلكها ونرتديها، وحاولنا أن نروي قصصَ أولئك الأشخاص القابعين في قاع سلاسل التّوريد هذه، وحاولنا أن نكشف كيف يُتاح المجال لازدهار استغلالِ العمّالِ والاتّجارِ بالبشر في ظلّ هذه الأنظمة”.

يمكن أن تستغرق هذه التّحقيقات المتعمّقة شهورًا، وتتطلّب تخطيطًا وتنسيقًا دقيقين للتّخفيف من المخاطر التي قد يتعرّض لها الصّحفيون ومصادرهم. ومع ذلك، حتى مع التّخطيط المكثّف، يمكن أن يظلّ العمل في هذا المجال خطيرًا بسبب الطّبيعة غير المتوقّعة لميدان العمل الصّحفي.

وقال أوربينا: “الحقيقة أن كلّ شيءٍ يتغيّر عندما تصل إلى الميدان بناءً على المصادر التي تحتاجها”. ومع ذلك، يقضي فريقه شهورًا في التّخطيط لرحلات إعداد التّقارير الاستقصائيّة، وهو أمرٌ بالغ الأهمّيّة للحفاظ على سلامة الفريق.

شرح “أوربينا” بالتّفصيل العمليّة التي اتّبعها فريقه عندما عملوا على قصّةِ مسارِ المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى الذاهبين إلى ليبيا، ثم إلى لامبيدوزا في إيطاليا.  منْ نصائحه:

– قسّم فريقك إلى مجموعاتٍ تكمّل بعضها: التّحقيق بالنّسبة لمشروع Ocean Outlaw، يعني تكوين فريق “ميدانيّ” تابعَ البحث في مراكز احتجاز المهاجرين الليبيين وحقَّقَ في وفاة مهاجر في واحدٍ من تلك المراكز، وفريق “خارجيّ” أمضى خمسة أسابيع على متن سفينة استأجرتْها منظّمة الإغاثة الطبية أطبّاء بلا حدود.

– خطّط لطريقك واستراتيجيات الخروج: قال “أوربينا” إن اجتماعات ما قبل الرّحلة ركزت على تحديد مسارات الرّحلات اليوميّة وتقييم المخاطر لكلّ خطوة على الطّريق. وبمجرّد الانتهاء من التّقييم الأمني، وضع الفريق بروتوكولاتٍ للطّوارئ في حالة القبض عليهم أو احتجازهم (جهات اتّصال لحالات الطّوارئ، والمصادر المفيدة داخل البلاد وخارجها).

– التّفقُّد اليومي: كان لدى الفريق سياسةُ تفقُّدٍ شفهيّ مع الفريق الميدانيّ عبر هاتف الأقمار الصّناعيّة كلّ ست إلى اثنتي عشرة ساعة. بفضل موظفيهم الذين يعملون عن بعد من بلدان مختلفة، سيكون هناك شخصان متّصلان بالإنترنت على مدار السّاعة للتّواصل مع الفريق الخارجي. 

– إنشاء مستند طوارئ: خصّص “أوربينا” وفريقه وقتًا لتحديث مستندٍ شامل يحتوي على أرقام هواتف كلّ شخصٍ قد تحتاج أن تتّصل به، وبأيِّ ترتيب، وفي أيِّ سياق، وبماذا سيفيدك هذا الشّخص”. تتضمّن هذه القائمة جهات اتّصال أمريكيّة من البيت الأبيض وموظّفي الكونغرس وجهات إنفاذ القانون. كما تضمّ أرقام إقليميّة وفي كلّ بلد لمنظّمات موثوقة مثل الصّليب الأحمر وهيومن رايتس ووتش ومنظّمة العفو الدّوليّة. 

– اطّلع على بوليصة التّأمين على كلّ شخص وكلّ شيء: تحدّث “أوربينا” عن أهمية شراء التّأمين وفهم البوليصة، التّأمين على الصّحفيين أنفسهم وعلى المعدّات باهظة الثّمن التي سيجلبونها معهم. احرص على أن تحصل على التّغطية الطّبية الملائمة وعلى حماية المعدات وتعلّمّ كيفيّة تقديم المطالبات للتّأمين.

وقال “أوربينا”: “افهم أنّك مهما جّهزت فهنالك مخاطر متأصّلة في الاستقصاء عن الاتّجار بالبشر. كلّما كان المكان الذي ستذهب إليه معقدًا أكثر، كلّما كان من الصّعب اتّباع قوائم [السّلامة] هذه”.

نظرًا لأن معظم التقارير التي يقوم بها مشروع Outlaw Ocean تجري في البحر فإن بروتوكولات عملهم تواجه تحدّيات مستمرّة، مثل ضعف الشبكة الذي يحول دون الاتّصالات المُجدْوَلة.

مهاجرون تم إنقاذهم قبالة سواحل ليبيا على متن سفينة إنقاذ تديرها منظّمة “أطباء بلا حدود”. الصّورة: “إد أو”، بإذن من مشروع The Outlaw Ocean

السلامة أثناء إعداد التقارير

من الأفضل عدم لفت الأنظار إليك منذ البداية، لكن كونك صحفيًا قد ينقذك في المواقف الصعبة: “إذا أمكن، خذ بطاقتك الصحفيّة معك” تنصح “كيلي”.

حقّق مراسل الغارديان “بيت باتيسون” سنة 2013  في استخدام قطر للعمل القسريّ استعدادًا لكأس العالم 2022. عملت “كيلي” وفريقها على حماية “باتيسون” أثناء وجوده في قطر وحماية مصادره أيضًا، وهم أشخاص ضعفاء أُجبروا على العمل والعيش في مخيّمات المهاجرين. 

ولأن القصة لم تكن معروفة على نطاق واسع بعد، فقد كان “باتيسون” محميًا “نسبيًا” عندما بدأ يحقّق داخل قطر. دخل البلاد بجواز سفره كسائح، لتجنُّب جذب أنظار الحكومة.

“آني كيلي” من صحيفة الغارديان. الصورة: لقطة شاشة

أوضحت “كيلي” إن الاستراتيجية قامت على العمل بخفّة، ودون كشف هويّة الصحفيّ قدر الإمكان. ونصحت الصّحفيين الذين يعملون في ظروف مماثلة بما يلي:

– لا تمكثْ طويلًا: التنقّل السّريع بين المواقع بسرعة يعني أن يتجنّب الصحفيّون اكتشاف أمرهم. في قطر مثلاً، لم يكن المراسل يمضي أكثر من 45 دقيقة في المكان الواحد لتجنُّب لفت الانتباه إلى نفسه.

– قيِّمْ إمكانيّة الوصول إلى الطّريق: في تقييم المخاطر قبل مغادرة “باتيسون” كان الفريق يتأكّد من إمكانيّة الوصول عبر الطّريق البرّي إلى معسكرات العمل التي سيزورها. وكان الصّحفيّ يبلغ شخصًا موثوقًا في قطر وآخر خارج البلاد في كل مرّةٍ يتّجه فيها إلى أحد المخيّمات.

– غيِّر موقعك مِرارًا، واجتمِعْ في أوقات مختلفة: اقترحت “كيلي” ألا يمكث الصّحفيون في نفس الفندق أكثر من يومين متتاليين، وأن يجدولوا الاجتماعات في مواقع وأوقات مختلفة.

– استخدم الهواتف المدفوعة مسبقًا: قد يساعد تغيير بطاقات الـ SIM بشكل متكرر في تأمين اتصالاتك.

موقع بناء ملعب لكرة القدم في الدوحة، قطر، استعدادًا لكأس العالم للرجال 2022. الصورة: Shutterstock

كان “باتيسون” يتواصل مع المحرّرة “كيلي” مرتين في اليوم. وقبل الرّحلة، تواصل الفريق مع المنظّمات غير الحكومية المحلّيّة والدّوليّة لضمان التّواصل الجيّد أثناء وجود “باتيسون” في قطر.

قدّم “أوربينا” هذه النّصائح الإضافيّة:

– استخدمْ جهاز تتبِّعٍ مربوط بالأقمار الصّناعيّة: إذا كنت تستطيع تحمل تكاليفه، فكّر بشراء جهاز تحديد مواقع مربوط بالأقمار الصّناعيّة. يرتدي جميع موظفي Outlaw Ocean Project أجهزة تتبُّعٍ من طراز Garmin صغيرة مثبّتة على أحزمتهم. تتمتّع هذه الأجهزة بخاصيّة طلب النّجدة وتتّصل عن طريق الأقمار الصّناعيّة.

– أغراض أساسيّة يجب أن يحملها الصّحفي معه طوال الوقت: يحمل الصّحفيّ في الفريق الخارجي دائمًا نقدًا بالعملة المحلية وجواز سفره وبطاقة هويته ونسخًا من بطاقة مغلّفة تحتوي معلومات أساسيّة عنه كالحساسيات التي يعاني منها، وفصيلة دمه، وغيرها من المعلومات المهمّة في حالات الطوارئ الصحية. يخفي الصّحفيون هذه البطاقات تحت نعال أحذيتهم وفي جيوبٍ مخفيّة في حقائب الظهر. هذه الأغراض مهمّة في حال تفرّق الصحفيون عن بعضهم أو في حال مصادرة مقتنياتهم.

– قيّم الأهداف والسّلامة يوميًا: التّفقُّد ومناقشة التّطلّعات لليوم التّالي أمرٌ مهم. يتكيّف الفريق مع الظروف مع تقدُّم رحلتهم ويغيّرون خط سير رحلتهم حسب الحاجة. كما يتأكّدون مسبقًا من أن كل أعضاء الفريق الميدانيّ مرتاحون حيال الخطّة كلّ يوم، مما يعطيهم خيار الامتناع عن المشاركة في ذلك اليوم إذا احتاجوا.

ثِقْ بحدسك

سلّطَ الصّحفيّان الضّوء على أهمية أن يثق الصّحفي بحدسه عندما يتعلق الأمر بالسّلامة الشّخصيّة، وتحدّثا عن أهمّيّة الخروج من المواقف التي تثير قلقك حتّى لو لم تتمكن من تحديد مصدر الخطر بوضوح.

اقترحوا على الصّحفيين اتّباع هذه القواعد الأساسيّة عند إجراء المقابلات:

– تجنّب إجراء المقابلات في الّليل، وفي الحانات أو في الحالات التي يشرب فيها النّاس الكحول.

– ادخلْ واخرجْ سريعًا:  لا تقضِ ساعاتٍ في نفس الموقع. كلّما أطلتَ المكوث في مكانٍ ما، زادت خطورة أن يكتشفك الآخرون وأن يتدخّلوا.

– لا تلتقِ بضحايا الاتّجار بالبشر في منازلهم أو أماكن عملهم. أوصت “كيلي” و”أوربينا” بالتحدُّث معهم في مواقف الحافلات أو المطاعم أو غيرها من الأماكن الآمنة بعيدًا عن البيئة اليوميّة للضّحية.

– قمْ بنشاطٍ للتّمويه. يوصي “أوربينا” بالانهماك في نشاطٍ ما أثناء إجراء مقابلة على متن سفينة، حتّى لا يكون من الواضح للعابرين أنّك تجري مقابلة. “بطريقة غريبة، يمكن أن يكون هذا التّمويه مفيدًا لاحقًا” قال “أوربينا”. وأضافت “كيلي” أن أحد المراسلين في قطر أجرى مقابلاتٍ على متن حصانٍ في دوامة الخيول في الملاهي ليخفي مقابلته. 

يوصي “أوربينا” بأن تتابع مصادرك من أجل سلامتهم ومن أجل عملك الصحفيّ. إذا كان المصدر قلقًا حيال إعطائك رقم هاتفه، اسأله إن كان بإمكانه أن يوصلك إلى أحد أقاربه في بلده الأصلي، حتّى يكون وسيطًا بينك وبينه وتتواصل مع مصدرك من خلاله.

التّحقيق في بلدك

يشكّلُ التّحقيقُ في الاتجار بالبشر في بلدك تحديًا إضافيًا: لا يمكنك أن تغادر حال نشر القصّة، كما هو حال الصّحفي الأجنبي.

قالت “كيلي”: “من المهم أن يدعمك مدراؤك وأن يدعموا قصصك”. ونصحت بعقد شراكات مع منظّمة أكبر – أو منظّمة دولية – تتمتّع بالنّفوذ اللازم للمساعدة.

قد يكون مفيدًا أيضًا أن تعزز حضورك على وسائل التّواصل الاجتماعي لزيادة ظهورك أمام العامّة.

“يتمتّع الصحفيّون الخارجيّون بميّزةٍ واضحة وهي القدرة على الخروج -من البلد- أعتقد أنّه يمكن ويتعيّن على الصّحفيين المحليين من خلال وجودهم هناك أن يفكّروا ببناء علاقات طويلة الأجل مع أشخاص أقوياء في البلاد” نصح “أوربينا”.

وهذا يعني بناء علاقة إنسانيّة مع رجال الشّرطة والمحامين وغيرهم ممن يمكنهم حمايتك أثناء التّحقيق في قصة طويلة الأجل.

وأخيرًا، من الضّروري أن تفهم قوانين بلدك لتكون قادرًا على العمل بأمان، وأن تفهم قوانين الإعلام والمسؤوليّة على وجه الخصوص.

“إيان أوربينا” على متن سفينة خفر إندونيسيّة تدعى “ماكان” وهي تطارد عددًا من قوارب الصّيد الفيتناميّة في منطقةٍ متنازعٍ عليها في بحر الصّين الجنوبّي. الصورة: بإذن من “أوربينا”

الصّحافة أم المناصرة؟ ما تدين به لمصادرك

تناول المتحدّثون كيف تغيّرَ شعورُ الصحفيين بالمسؤوليّة تجاه مصادرهم. من الشائع الآن أن تظلّ على اتّصال مع مصادرك بعد نشر القصة، مما قد يجعلك تتساءل عن الخطّ الفاصل بين الصّحافة والمناصرة.

“أعتقد أن الالتزام بالمتابعة قبل 25 عامًا لم يكن مشروعًا، كما تعلمون” ، قال “أوربينا”. “كان هناك جدار أكبر بكثير بين الصحافة و “المناصرة”، أمّا الآن، فأعتقد أنه ليس هناك مستوى من الارتياح فحسب، بل يُتوقَّع أنه من واجبك كصحفي أن تفكّر في ما سيحدث للمصادر – سواء ذُكرتْ أسماؤهم أم لا – بعد نشر القصّة”.

يواجه الصّحفيّون الاستقصائيّون في صحيفة الغارديان معضلةً أخلاقيّةً تتمثّلُ في تقييم ما يدينون به لمصادرهم. يتحدّث المحرّرون والمراسلون طوال فترة التّحقيق لتحديد أفضل مسار للعمل، واتّخاذ بعض الاحتياطات الأساسيّة.

وقالت “كيلي”: “في محاولاتنا لبثّ الرّوح في القصّة، لا نعطي أيّ مؤشّر أو أي صفاتٍ يمكن أن تؤدي إلى كشف هوية هؤلاء العمّال. إذا كنا نتحدث إلى عمّال الوكالات، في المصانع مثلاً، فإننا نحرص على تمويه هويّة العمّال”.

وقالت “كيلي” إن فريقها يفعل أكثر ممّا يمليه الميثاق التّحريري لصحيفة الغارديان لحماية المصادر عند الحاجة، إذ يضمن الفريق عدم الكشف عن هويّة المصدر، ويزيل أيّ معلومات حول عائلة المصدر أو منزله أو الوكالة التي يعمل فيها.

وأضافت “كيلي” أن الحفاظ على قصّةِ مصدركِ أمرٌ ضروري، ولكن من الضروريّ أيضًا التّفكير في تأثير عملك الصّحفيّ على حياته. جزءٌ من حماية مصادرك يتمثّلُ في إدارة توقّعاتهم، من خلال ذكر النّتائج الضارّة التي قد يسببها تحقيقك، بالإضافة إلى إخبارهم بما تأمل أن يحققه التّحقيق.

أوصى “أوربينا”بإجراء محادثة هادئة وصريحة في البداية مع المصدر حول ما تخطّطُ لفعله بالمعلومات، وما الأمور التي ستحدث أو التي لن تحدث”.

وأخيرًا، أشارت “كيلي” إلى أنه من المهم دائمًا أن نسأل: “هل تستحقُّ القصّةُ المخاطرة بنفسك وبالآخرين؟”

شاهد الويبينار كاملاً أدناه.

Portrait of Smaranda Tolosano, GIJNسماراندا تولوسانو منسّقة التّحرير في الشّبكة العالميّة للصّحافة الاستقصائيّة، تدير الشّراكات والتّرجمات والمساهمات الصحفيّة المستقلّة بالفرنسيّة والرّومانيّة. عاشت وعملت كصحفيّة في الولايات المتّحدة وفرنسا وكندا والمغرب. في 2016-2017 ، غطّت الأيام الأخيرة  لأكبر مخيم للاجئين في فرنسا، مخيم  “الغابة”، في كاليه.


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *