كتبتْ هذا الدّليل مديرةُ مركز الموارد في الشبكة “نيكوليا أبوستولو” ومراسل الشّبكة “روان فيليب”. حرّر الدّليل “ريد ريتشاردسون” و”لورا ديكسون”. الرّسوم لـ “سماراندا تولوسانو”.
أنتجت التّحقيقاتُ السّريّة في جميع أنحاء العالم صحافةً استثنائيّةً ومؤثّرة. في البلدان التي تفتقر إلى شفافيّة السجلّات العامّة أو القوانين القويّة لحماية المصادر، يمكن أن يكون العمل السّري أحد الأدوات القليلة المتاحة أمام الصّحفيين للكشف عن القصص التي تهمّ المصلحة العامّة.
يقدّم هذا الدّليل من GIJN نصائح منْ صحفيين استقصائيين مخضرمين ويعرضُ دراسات حالة ممتازة من جميع أنحاء العالم. لكنّه يسلط الضّوء أيضًا على الأخطاء التي ارتكبها الصّحفيون والعديد من الاعتبارات الأخلاقيّة التي يجب التّفكير بها قبل إجراء تقرير سرّي.
أقسام هذا الدّليل:
– الأدوات والمعدّات
يتعيّن على كلّ صحفيّ قبل أن يبدأ أيّ نوع من العمل الصحفيّ المخفيّ أو السرّي أن يطّلع على الإطار القانونيّ والثّقافي لبلده حيال التّسجيل دون موافقة. ، قد يواجه الصّحفيون إجراءات قانونيّة مطّوَّلة في أماكن كثيرة من العالم، والتّوقيف منْ قِبل الحكومة، وحتّى الخطر الجسديّ بسبب تصوير شخصٍ أو التّسجيل له سرًا دون علمه.
تقول الأستاذة في جامعة نيويورك بروك كروجر، مؤلّفة كتاب “التّقارير السرية: حقيقة الخداع”: “هذا عملٌ مكلف، فهو يشْغلُ الموظّفين لشهورٍ متتالية، إنه مرهقٌ للأعصاب، ويتطلّب كلّ أنواع التّدقيق القانوني، لذلك يجب عليك التّفكير مليًا قبل القيام بعملٍ كهذا. ولكن بالنظر للتّاريخ، عندما تنجحُ هذه القصص فإن تأثيرها استثنائيٌّ. وهي القصص التي تبقى في ذاكرتنا”.
ومع ذلك، فإن مخاطر العمل الصحفيّ المخفيّ كبيرةٌ قد تبدأ من التّقارير الصّحفية التي تشوبها الأخطاء، وقد تصل إلى الدّعاوى القضائيّة المنهكة وزعزعة ثقةِ الجمهور بالصّحافة. يقول “بيتر موريمي”، المخرج والمنتج الكينيّ لـ BBC Africa Eye، وهي واحدة من أكبر الوحدات الاستقصائيّة في القارّة التي غالبًا ما تعتمد على التّقنيات المخفيّة، إن السّلامة أمرٌ مهمٌّ جدًا عند التفكير بعمليّة سرّية. “إذا لم تتمكن من القيام بذلك و[الحفاظ على] سلامة الجميع – فهذا سببٌ لإيقاف العمليّة. عندما تنتهي عليك أن تتأكد من أن المبلغين عن المخالفات والمساهمين آمنون، وأن الطّاقم في أمان”.
نصائح عملية
يمكن أن يكون العمل الصحفيّ المخفيّ من أخطر الطّرق وأكثرها صعوبة لجمع الأدلّة. قد لا يواجه الصحفيون الذين يخفون هويتّهم تبِعاتٍ قانونيّة فحسب، بل قد تُهدّد حياتهم بالخطر. لهذا السّبب وضعت عدّة مؤسّسات إخباريّة كبرى مثل البي بي سي مبادئ توجيهيّة واضحة حول كيفية تنفيذ عمليات التّحرير وإعداد التقارير المخفيّة.
كان الصّحفي الهنديّ “أنيرودا بهل” يجري تحقيقات مخفيّة طوال عشرين سنة وأكثر، أولاً في مجلّة Tehelka التي شارك في تأسيسها، ومنذ عام 2005 مع الفريق غير الرّبحيّ في منصّة Cobrapost العضو في شبكة GIJN وهو مؤسِّسها ورئيس تحريرها. أحدثَ “بهل” وفريقه أثرًا كبيرًا منذ أوّل قصّة سرّيّة عن لاعبي الكريكيت الذين كانوا يتلاعبون بنتائج المباريات سنة 2000. قادت إحدى القصص البارزة التي كشفها الفريق بالعمل الصحفيّ المخفيّ إلى استقالة 11 نائبًا هنديًا بعد أن تمّ تصويرهم وهم يتلقّون رشاوى مقابل طرح أسئلة في البرلمان.
ولكن قبل الضغط على زر التّسجيل بكثير، يدرس فريق التّحقيق في Cobrapost النّقاط التّالية: “الأولى: يجب أن يكون لدينا دائمًا معلوماتٌ مسبقة حول مَيل هؤلاء الأشخاص إلى ارتكاب أعمالٍ غير مشروعة، إنّها ليست رحلة صيد على الإطلاق. النّقطة الثانية: إذا لم يكن هناك وثائق للوصول إلى القصة … الوسيلة الوحيدة هي الكاميرات الخفيّة”.
ومن الأمور المهمّة في مناقشات “بهل” وفريقه هو ما إذا كانت القصّة مهمّةً للعامّة. “(طوال 20 عامًا) لم يقلْ أحدٌ إن قصصنا ليست مهمة”. لكنّ “بهل” يحذّر من أن استخدام الكاميرات الخفيّة بطريقة غير احترافيّة، يمكن أن يؤدّي إلى تسطيح القصص، وهو أمرٌ حدث مرارًا في الهند.
في أوائل الألفينات حدثتْ طفرةٌ في التّقارير المخفيّة وبدأتْ قرابة 600 قناة إخباريّة تلفزيونية في الهند بإنتاج العديد من القصص باستخدام الكاميرات الخفيّة. يعتقد “بهل” أن هذا هو ما أساء لسمعة التّقارير المخفيّة، وأوضح أن “القصص التي تمّت صياغتها بشكل رديء، وبعض القصص التي لم تكن أهمّيتها واضحةً بالنّسبة للعامّة، بدأت تشوّش الميدان. لكن الكفّة بدأت ترجح حاليًا في الاتّجاه الآخر. تقريبًا، لا يوجد منْ يستخدم الكاميرات الخفيّة”.
تضغطُ BBC Africa Eye على مراسليها للتّفكير في العواقب قبل الموافقة على أي تقرير سرّي. عند مناقشة أي فكرة لقصّةٍ جديدة يسأل “موريمي”: “هل يمكن سرد هذه القصّة بأيّ طريقة أخرى؟ يجب أن يكون التخفّي هو الخيار الأخير، ولا ينبغي أن يكون خيارك الأوّل… أين تكمن المصلحة العامّة؟ إذا لم تكن المصلحة العامّة موجودة، فالأمر في الحقيقة لا يستحقّ كلّ هذا العناء”.
الخطوة التّالية للفريق – كما هو الحال في أيّ تحقيق آخر – هي جمع الأدلّة الواضحة. وإلّا فقد يشرع الفريق في العمل على قصّة تظهرُ وكأنّها اغتيالٌ للشّخصيّة. يجب أن تكون – الأدلّة- موثّقةً ودقيقةً ومفصّلةً للغاية، على أن الشّخص أو الأشخاص أو المؤسّسة التي تستقصي عنها ترتكبُ بالفعل مخالفةً يجب أن يعرف عنها الجمهور ويجب أن تُكشف” يؤكّد “موريمي”.
هنالك مهمّةٌ أخرى بالغة الأهمّيّة: تأكّدْ ما إذا كان من الممكن حماية جميع المشاركين في الفريق الصّحفيّ. إذا لم يكن ذلك مضمونًا، فقد يعرقل ذلك سعي البي بي سي لإنجاز عمليّة مخفيّة. تجلبُ المجموعةُ أحيانًا أشخاصًا خارجيين للمساعدة في العمل الصحفيّ إذا كانوا يعرفون المجتمع جيّدًا ولكنهم لا يعيشون هناك بأنفسهم. هذا يؤمّن المزيد من السّلامة والأمن على المدى الطّويل للمساهمين بعد نشر القصّة.
كما يحتاج الفريق إلى خطّة اتّصال لضمان سلامة الصحفيين المتخفّين، وهو أمرٌ يُغفلُ كثيرًا. كيف سيتمكن الشّخص الذي يصوّر من أن ينبّه الفريق القريب إذا حدث خطأٌ ما؟ يمكن تنبيههم بالهاتف أحيانًا، لكن بي بي سي استخدمتْ أيضًا جهازًا بسيطًا على شكل زرٍّ إنذار ينبّهُ عضوًا آخر من الفريق حتى يُنهي الحيلة أو يتدخّل لإرباك الموقف.
الخطوة الأخيرة قبل التّصوير “هي العمل على طريقة سرد القصّة نفسها” كما يوضح “موريمي”. “كيف ستصوّر القصّة، وما هي المشاهد التي تحتاجها، وما الذي يجب أن يحدث من الناحية الاستقصائيّة وكذلك من ناحية التّصوير.”
وتوضح منتجةٌ أخرى من منتجي BBC Africa Eye التي تسافر إلى أفريقيا لتدريب عملاء متخفين (وبالتّالي لا ترغب في الكشف عن هويتها) أن التقارير السّرية “أقلّ غرابةً مما تبدو عليه، لأن ثمانين بالمئة منها عملٌ تقليدي وعميقٌ يعتمد على المصادر، وبعض الأعمال الاستخباراتيّة، والبحث في الملفات والوثائق، ثم تأتي العشرون بالمئة الأخيرة، وهي ما يعطيك النّتيجة. ولكن إذا لم تكن مستندةً على هذه القاعدة الصّلبة من العمل التّقليدي، فلن تنجح”.
يتّفق منتجا بي بي سي على أن التّصوير المخفيّ ينجح عندما تقتضي الحاجة رفعَ عبء الادّعاءات عن كاهل المصدر وعندما يكون من الصّعب توثيق المخالفات، كما هو الحال في حالات الاعتداء الجنسي أو العنصرية. وهذا ما فعلوه في الأفلام الوثائقية لـ BBC Africa Eye”الجنس مقابل العلامات” و”عنصريّة للبيع“.
تتضمّن بعض القصص السرّية الأكثر خطورة – والأكثر شيوعًا – تحقيقًا في النّشاط الإجرامي. الصّحفية النّيجيرية “توبوري أوفووري”، التي تخفّت لكشف الاتّجار بالنّساء الأفريقيات في أوروبا لصحيفة بريميوم تايمز النّيجيرية، أخبرَت الشّبكة العالميّة للصّحافة الاستقصائيّة بما يجب على الصحفيين المتخفّين أن يفكّروا به ويخططوا له:
الإعداد
– قم بإجراء بحثٍ أوّلي شامل، ليس فقط عن الشيء والشّخص الذي تستقصي عنه، ولكن عن ابحث عن الخطوات التي ستتبعها لتحقيق أهدافك الصّحفيّة. بعض هذه العناصر: تحديد الأماكن التي ستذهب إليها، وكيف ستدخل (إذا كان هنالك قيود على الدّخول)، ومع منْ ومتى ولماذا.
– لا تكشفْ لأيّ شخصٍ من خارج فريق العمل أنّك ستتخفّى، ولا حتّى لعائلتك أو أصدقائك أو زملائك الآخرين.
– يجب أن تشتملَ تدابيرُ السّلامة على خطّة هروب، وفريق إنقاذ، ونقود كافية لحالات الطّوارئ، ووسيلة عمليّة للتّواصل مع محرّرك، وأجهزة تتبُّعٍ للعمل المتخفّي في السّياقات الأصعب، مثل الانخراط ضمن عصابات الاتّجار بالبشر.
– اطلب مشورة قانونيّة جيّدة قبل البدء بالعمليّة السرّية. قد تحتاج إلى هؤلاء المحامين لإنقاذك من المتاعب. اطلبْ منهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد خلال الجزء السرّي من التّقرير إذ قد تحتاج خدماتهم في حال وقوع أمرٍ طارئ. قد تحصل على المساعدة القانونيّة مجّانًا حسب علاقتك مع هؤلاء المحامين.
نصائح عمليّة للإبلاغ السرّي
– تقول “أوفووري”: “بعد تحديد المجموعات/الأشخاص المختلفين الذين تحتاجهم ورسم خريطة رحلتك السرية، تقمّص “الدّور” معهم. يجب أن تكون متكتمًا للغاية، وأن تبدو رغم ذلك بسيطًا وودودًا. كن مستعدًا لمجاراتهم ولكن أخفِ التّفاصيل المهمّة وراقب الطّرف الآخر عن كثب. يجب ألّا يكون من الممكن التنبؤ بخطواتك أبدًا”.
– “خذْ معك جهاز تسجيل سرّي، ولكن بالتّأكيد لا تأخذ قلمًا أو ساعة يد لأن المجرمين قد يكشفونها بسهولة. تأكّد من أن جهازك (أجهزتك) مشحونٌ جيدًا وفي أفضل حال”.
– “ثقْ دائمًا بحدسك وإياك والاستماتة من أجل إكمال القصّة. حدّد المدى الذي تريد الوصول إليه ولا تتوقّع أبدًا أن تتحقّق كل خططك كما رسمتها. قد تكون المفاجآت أقرب مما تتوقّع”.
تنصح ” أوفووري” الزملاء أن يكونوا مستعدّين للأثر الذي قد تُحدثه العمليّة على الصحفيّ عند عودته إلى غرفة الأخبار، وخاصّة العواقب المحتملة على الصحّة النّفسيّة. كما نصحت الفريق بتأمين شخصٍ ليطمئنّ بانتظام على الصّحفيّ وأن يكون لديه اطّلاعٌ على اضطراب كرب ما بعد الصّدمة (PTSD).
كشف المخالفات داخل صناعة الأغذية قصّةٌ سرّيةٌ شائعةٌ أخرى. الصّحفيّ البولندي “باتريك سيبانياك”، الذي يعمل في البرنامج الاستقصائي Superwizjer في TVN Discovery Poland، كتب سابقًا عن تجربته في إعداد التّقارير المخفيّة متنكّرًا كجزّار.
نصح “سيبانياك” بما يلي:
– “الإعداد للقصّة. تُبنى الشّخصيّة الأفضل على أحداث وعواطف وتاريخ حقيقي. استخدمْ ذكريات وتجارب من ماضيك لتظهر قصّتك بمظهر حقيقي”.
– “الأكاذيب… نصيحتي هي أنّه من الأفضل أن نقلل من الكذب قدر الإمكان. احفظْ قصتك وكن مستعدًا لأن يختبرها أيّ شخص في أيّ وقت”.
– “الآثار الرّقميّة. احذفْ كلّ ما يمكنك حذفه من الإنترنت، بما في ذلك جميع وسائل التّواصل الاجتماعي. يجب حذف الحسابات الشّخصيّة، وإذا لزم الأمر استبدلها بملفّات جديدة. افعلْ ذلك بعناية وقبل المهمة بوقتٍ طويل”. “تعلّم من خطأي: لقد تركتُ إحدى صوري القديمة التي يظهر تحتها اسمي الحقيقي في الصّفحة السّادسة من بحث الصّور على غوغل، وأدّى ذلك لاحقًا إلى افتضاح أمري، حيث دُعيت خلال إحدى مناوباتي الليليّة عند السّاعة 3 صباحًا تقريبًا إلى مكتب مديري “لتوقيع عقد”.
– “تغيير المظهر. حلاقة الشّعر أو إطالته أو صبغه؛ قصّ اللحية أو إطالتها؛ زراعة أو قص شارب – يجدر بك أن تلقي نظرةً فاحصة على مظهرك الخارجي وعل خزانة ملابسك. إذا لم تكن ملابسك مناسبةً مع قصّتك فاشترِ ملابس جديدة، بما في ذلك الجوارب والملابس الدّاخليّة.”
– “تغيير الشّخصيّة. تكيّفْ مع بيئتك. إذا كانت بيئة أكاديميّة، فتصرّفْ وتحدّثْ كأكاديمي. إذا كان مسلخًا، فتصرّف وتحدّث كجزّار. إذا كانت شبكةً إجراميّة، فتصرّفْ وتحدّث كمجرم”.
– “البحوث. تعلّم كل ما يمكنك أن تتعلّمه عن مهمّتك. شاهدتُ الكثير من الأفلام الوثائقيّة عن إنتاج اللحوم وبعض مقاطع الفيديو المقززة على LiveLeak و YouTube عن إساءة معاملة الحيوانات”.
– “بطاقة الهوية. تزوير بطاقة الهويّة جريمةٌ في بولندا، لذلك قررنا عدم القيام بذلك خلال مهمّتي، ولم تكن هناك حاجةٌ حقيقيّة للبطاقة”.
– “لاحظْ ووثّق. هذه هي القواعد الأخلاقيّة الأساسيّة للصحّافة السرّية. أنت موجودٌ هناك لتوثيق الأنظمة أو الأنشطة الإجراميّة، ولست هناك لاختلاق المواقف أو لتدبيرها”.
الأدوات والمعدّات
قبل بضعة عقود فقط، كان على الصّحفيين إيجاد طرقٍ لإخفاء الكاميرات الضّخمة داخل حقائب. انخفضتْ تكاليف وحجم معدّات التسجيل، كما حدث مع الكاميرات، ولا يتعيّن عليك إنفاق الآلاف للتخفّي. تُباع الكاميرات الخفية بأقلّ من 15 دولارًا أمريكيًا وهي متوفّرةٌ الآن في متاجر الكاميرات وغيرها من مواقع التسوّق السّائدة.
أوضح “بهل”: “بدأت (المعدّات) تصغر منذ عام 2005. لا أتحدّث عادةً عمّا نستخدمه، ولكن إذا كنت تستخدم جهازًا مثبّتًا على جسدك فقد يتمّ تفتيشك، وبالطّبع (في حالة الأجهزة المخفيّة) غير المثبّتة على الجسد، فقد يطلب منك النّاس أن تتركها خارج الغرفة. لذلك عليك أن توازن بين الأمور وتفكّر بالأشخاص الذين ستقابلهم”.
خيارات الكاميرات الخفيّة عديدة. الكاميرا الشّهيرة التي تُثبّت على زرّ القميص موجودةٌ منذ عقود. ولكن يمكن الآن إخفاء الكاميرات في كلّ مكان تقريبًا: في أساور ساعات اليد أو مفاتيح السّيارات أو ذاكرة الـ USB أو النّظارات أو الأقلام. إذا كنت بحاجة لأن تترك الكاميرا في غرفة وتذهب فهنالك كاميرات مخبّأة في السّاعات المنبّهة وأجهزة تنقية الهواء وأجهزةالـ DVD ومعطّرات الجوّ والمصابيح ويافطات “الخروج” وبالطّبع في دمى الأطفال.
عليك أن تختار ما إذا كانت الكاميرا للاستخدام الدّاخلي أو الخارجي، وإن كنت بحاجة لتحريكها، وهل تعمل على البطاريّة أو تُوصَلُ بالكهرباء، أو أن تكون من موديل مثبّت بالأسلاك.
عند اختيار الكاميرا التي تريد استخدامها، تأكّد من أن دقّتها لا تقلّ عن 1080 بكسل، مما يوفّر جودةً كافية للفيديو عالي الدقة (HD). هذا هو الحدّ الأدنى من الدقة الذي ستحتاج إليه لمعظم محطّات التلفزيون. ولكن من الأفضل اختيار كاميرا 4K إن كان هدفك سيكون بعيدًا عن الكاميرا. ستتمكّن من تكبير هدفك في مرحلةِ ما بعد الإنتاج دون أن تنخفض الدقّة.
كن حذرًا، خاصّةً إن كنت ستستقصي عن أعضاء عصابةٍ للجريمة المنظّمة أو غيرهم ممن لديهم ميزانيّاتٌ أمنيّة كبيرة؛ قد يكون لديهم معدّاتٌ لمكافحة التّجسُّس التي يمكنها أن تكشف شبكة الـ WiFi الخاصة بالكاميرا الخفيّة أو التي يمكنها تعطيل أيّ جهاز تسجيل عن طريق إنشاء مجال كهرومغناطيسيّ. احرص على أن تستقصي عن التّدابير الأمنيّة التي قد يتّخذها هدفك قبل البدء باستخدام الكاميرا الخفيّة.
يجب على الصّحفيين أن يخططوا بعناية لتكتيكاتهم السرّيّة وأن يفهموا عن قُرب طريقةَ تشغيل أيّ أداةٍ من أدوات تسجيل الفيديو أو الصوت المخفيّة. رسم توضيحي: “سماراندا تولوسانو”
المخاوف الأخلاقية
يشير “بروس شابيرو”، المدير التّنفيذيّ لمركز دارت للصّحافة والصّدمات النفسيّة في جامعة كولومبيا، والخبير في أخلاقيّات الصّحافة، إلى أنه إلى جانب المخاطر القانونيّة وأحيانا الجسديّة، قد تترتّب على التّقارير السرّية عواقب أخلاقيّة وآثار كبيرة على السّمعة. “قد تكون الحاجة إلى الكذب حول هويّتك أو هدفك للحصول على قصّة رائعة واضحة بالنّسبة للصّحفي، ولكن لا يزال من الممكن أن يُستخدم الخداعُ المنهجيّ ضدّك للطعن في دوافعك أو شخصيّتك. الخداع المستمرُّ تنازلٌ أخلاقي، ويجب الانخراط فيه بعنايةٍ فائقة قبل وأثناء وبعد العمل الصحفيّ السرّي”.
يوضح “شابيرو” كيف يجب على الصّحفيين أن يفكّروا في القضايا الأخلاقيّة طوال العمل على التقرير السرّي.
قبل التّقرير
قبل البدء في مشروعٍ سرّي، يجب على الصّحفيين أو الفرق طرح ثلاثة أسئلة أساسيّة:
– البدائل: هل العمل الصحفيّ السّريّ هو حقًا الطريقة الوحيدة للوصول إلى هذه القصة – أم أنّه ببساطة الحل الأسهل؟ هل استنفدت المعلومات مفتوحة المصدر والوثائق العامّة والمصادر البشريّة وغيرها من الأساليب؟
– تحليل التّكلفة والعائد: هل القصّة مهمّةٌ بما يكفي لتبرير الأساليب السرّيّة والقضايا المعقّدة التي قد تطرأ؟
– تقييم المخاطر: هل نظرت نظرةً شاملةً إلى المخاطر المحتملة على فريقك ورب عملك ومصادرك؟ قد يشمل ذلك التّهديد الجسدي والعواقب القانونيّة، ولكنّه يشمل أيضًا الإجهاد النفسي الشّديد للأشخاص المتخفين، والمخاطر على سمعتك عندما تنكشف أساليبك، وردّ الفعل السلبي الذي قد تتعرّض له مصادرك.
أثناء التّقرير
سواء كنت تعمل كمراسلٍ استقصائيّ منفرد أو ضمن فريق، فإن التّقارير السرّية هي عملٌ مرهقٌ للغاية، ونادرًا ما تنتهي التّحديات الأخلاقيّة باتّخاذ قرار التّخفي. ويوضح “شابيرو” أن الاستمرار في دورٍ سرّيّ، والقلق من أن يُفتضح أمرك، والتّعاملات اليوميّة لإنجاز العمل الصحفيّ قد يكون له تأثيرٌ سلبيّ.
– ما هو الدّعم المستمر الذي تحتاجه خلال مرحلة إعداد التّقارير السرّية، سواء كان دعمًا قانونيًا أو تقنيًا أو تحريريًا أو نفسيًا اجتماعيًا؟
– كيف ستعرف متى يحين وقت الانسحاب، وما هي خطّتك للطّوارئ إذا كنت على وشك أن تنكشف هويتك أو كنت عرضةً لتهديدات أخرى؟
– من المهم أثناء إعداد التّقارير السرية أن تُطلع زملاءك الموثوقين أو محرّرك على المعلومات بشكل روتيني، وأن تتحدّث معهم عن قراراتك الصحفيّة اليوميّة الصعبة. تتطلّبُ التّقاريرُ السّرّية مسؤوليّةً مشتركة.
بعد التّقرير
نظرًا لأن طريقة إعداد التّقارير السّرّية تنطوي على خداعٍ منهجيّ، فمن المهم في قصتك النهائية أن تعوّض عن ذلك بتقديم شفافيّة استثنائية أو راديكاليّة حتّى مع القرّاء أو الجمهور. يحثّ “شابيرو” على أن “تشرح تمامًا قرارك بالتّخفي والأساليب التي استخدمتها. انسب كلّ قولٍ لصاحبه، وتجنّب الاستخدام العرَضي للمصادر المجهولة. ضع ارتباطات تشعبية للمستندات والموادّ مفتوحة المصدر. لا تترك لأهدافك أيّ مطرقة لهدم مصداقيّتك”.
“شابيرو” ليس وحده بأيّ حال من الأحوال. تحث كلّ مدونات أخلاقيّات الصّحافة تقريبًا العاملين في مجال الصّحافة على أن يكونوا صادقين وشفّافين طوال عمليّة إعداد التقارير وأن يتجنّبوا أي نوعٍ من أنواع الخداع.
يعكس هذا الحظر على الخداع الصّحفيّ المخاطر الحقيقيّة المرتبطة بالتّقارير السّرّية ويسلّط الضّوء أيضًا على السمعة السلبية التي أحاطت بهذه الممارسة في السّنوات الأخيرة، خاصّةً في غرف الأخبار الغربيّة الأوسع انتشارًا. يعزو باحثون إعلاميون السّمعة الإشكاليّة للتّقارير السّرّية إلى مجموعة من القضايا: قصص الصّحافة الصفراء العابثة التي تخفي الكاميرات، والمخاطرة المتهوّرة من قِبل غرف الأخبار التي تفتقر إلى الخبرة، وحالات نادرة من التّوريط المتعمَّد، والإفراط في استخدام الصحافة الخفيّة المتفشّي في بعض البلدان، وإساءة استخدام هذه التّقنية من قبل النّشطاء السّياسيين. يقع اللوم على كل هذه العوامل في انخفاض ثقة الجمهور في وسائل الإعلام.
قيمة التّقارير الخفيّة
في كتابها “التّقارير الخفيّة: الحقيقة حول الخداع” ، تشير “بروك كروجر” – أستاذة الصّحافة في جامعة نيويورك – بأن هذه الممارسة قد شُوِّهت ظلمًا وأنها تفوّقت في الواقع على أشكال أخرى من الصّحافة من حيث تأثير المساءلة في السنوات المئة وخمسين الماضية.
تمّ توسيع أبحاث “كروجر” إلى أرشيف يضمّ مئات “التّحقيقات السّرّية” المؤثِّرة – Undercoverreporting.org – بالتّعاون مع مكتبات جامعة نيويورك التي تركّز إلى حدٍّ كبير على الأعمال من أمريكا الشّماليّة.
تقول “كروجر” إنه على الرغم من أن العمل الصحفيّ السّرّي المسؤول يجب أن يكون نادرًا، إلا أنه كان نادرًا جدًا في السنوات الأخيرة – وغالبًا ما تم تجنُّبه لأسباب خاطئة – مما أدّى إلى ضياع الفرص في قضايا المصلحة العامة التي لا يمكن اختراقها بطرقٍ أخرى. وتضيف أنّه كان مفيدًا خاصةً في فضح سوء المعاملة وظروف العمل السيّئة في بيئات العمل.
تصفُ “كروجر” خمسة أنواع من التّقارير السّرّية، وتقول إن كلّ نوع يتطلّب مستويات مختلفة من التّدقيق الأخلاقيّ والقانونيّ.
1 – اختبار صحافة المستهلك. تقول “كروجر” إنّه لا وجود للحواجز الأخلاقية أمام الصّحفي الذي يكرّر ببساطة تجربة المستهلك. على سبيل المثال، يمكن للصّحفيين طلب إصلاح سيّارة للتّحقق من أنّهم لا يبالغون في الأجرة المطلوبة. وفي حين أن مبادئ حق الرّدّ الصّحفية العاديّة تنطبق على هذه الحالة قبل النّشر، إلا أنها تّقول إنه لا حاجة إلى تدقيق خاص.
2 – التّنصُّت. تقول “كروجر” إن الاستماع إلى المحادثات – وإخفاء دورك الصّحفيّ لتكون قريبًا لتسمع – أمرٌ يمكن تبريره، حيث يمكن إظهار الكلام الذي يقوله المسؤولون بعفوية على أنّه ضرورية في قصّةٍ مهمّة للمصلحة العامّة. يجب أن تفهم هنا بوضوح النّصائح القانونيّة حول قواعد الخصوصيّة المحليّة والوطنيّة إذا تمّ استخدام أي جهاز للتّسجيل. يجب أن تُتاح الفرصة للمصادر حتى يوضّحوا تعليقاتهم أو يشرحوها، وينبغي إبلاغ الجمهور عن الطّريقة التي أُخذت بها هذه الاقتباسات.
3 – المؤسّسات العامة. الصّحفيّون أحرارٌ في التّجوّل في نفس الممرات التي يمكن للجمهور زيارتها – لكن “كروجر” تقول إن الصّحفيين يحتاجون أحيانًا إلى إخفاء أدوارهم الحقيقيّة بمهارة لتجنب التّحدّيات وتمديد وقتهم في المؤسّسة. منْ هذه التكتيكات تجنُّبُ وضع الباجات الصّحفيّة، وعدم الإفصاح سلفًا عن كونهم صحفيين، واستخدام التّوجيهات الخاطئة بخفّة، مثل حمل أوراق أو ارتداء ملابس تشبه ملابس الزّوار العاديين الآخرين. ومع ذلك، تقول “كروجر” إن الصحفيين يجب أن يتجنبوا الخداع النّشط في هذه الحالات، كارتداء معطف طبيب أبيض وسمّاعة طبية، أو ارتداء رمزٍ معيّن أو وشم أو إشارة على انتماء حزبيّ. وتشدّد على أنه يتعيّن على الصحفيين في هذه المشاريع أن يعترفوا فورا بأنّهم صحفيّون إذا وُجِّه إليهم سؤالٌ مباشر أو إذا جابههم أحد. تقول “كروجر” إن هذه الطريقة تتطلّلب مناقشات أخلاقيّة واستراتيجية مع المحرّرين ومستشار خارجيّ.
4 – مشاريع الكاميرا الخفيّة. تقول “كروجر” إن المشورة القانونيّة والأخلاقيّة المتعمّقة يجب أن تصاحبَ استخدامَ الكاميرات الخفيّة، قبل وبعد التّصوير، وأن الأدلة التي تمّ الحصول عليها يجب أن توضع في سياقها الصّحيح بالكثير من العمل الصّحفيّ التّقليديّ.
5 – التّخفّي العميق. ترى “كروجر” أن التّخفي تحت ذريعة كاذبة، أو تمثيل دور في مخططٍ استقصائيّ – وخاصّة المخطط المتعلّق بالجريمة – يجب أن ينطوي دائمًا على تخطيطٍ دقيق، وتدقيقٍ قانونيّ وأخلاقيّ وأمنيّ معمّق في كلّ مرحلة. ويجب البحث بجديّة عن أيّ بديل لجمع الحقائق.
وتشير “كروجر” إلى أن الصحفيات، على وجه الخصوص، قدّمن مساهمات كبيرة في إعداد التّقارير السرّية عالية الجودة، وأشهرهن نيلي بلي، التي كشفتّ عن الوحشيّة المؤسسيّة عندما تظاهرتْ بأنّها مريضةٌ نفسيّة في مصحّة نفسيّة في نيويورك في أواخر القرن التّاسع عشر.
مبادئ أساسيّة
– أولاً: لا تُلحِق الضّرر بأحد. تقول “كروجر” إنه على الصّحفيين أن يتأكّدوا من أن عملهم السّرّي لا يشكّل خطراً على أفراد المجتمع ولا يحرمهم من الخدمات المهمّة. على سبيل المثال، تقول إنه يجب على الصّحفيين ألّا يشغلوا سريرًا في مؤسسة للصحّة النفسيّة أو مركزٍ لرعاية المسّنين إذا كان هنالك شخصٌ يحتاج هذا السّرير ليتلقّى رعاية حقيقية.
– لا تخالف القانون أبدًا. يجب أن يتمّ إطلاع الصّحفيين مسبقًا على المخاطر القانونيّة لمشروعهم ولاستراتيجيتهم الصحفيّة حتى يعرفوا حدودهم القانونيّة.
– الجهد يُترجَم إلى ثقة. تقول “كروجر” إن المشاريع التي بذل فيها الصّحفيّون الوقت والطّاقة ليختبروا مسألةً لأسابيع أو أكثر، عادةٍ ما تُكسب أصحابها احترام الجمهور أكثر من قصص الكاميرا الخفية القصيرة العابرة.
– تجنّب الأكاذيب المباشرة – وخاصّةً أية أكاذيب واضحة في الكتابة، أو على أي وثائق تتطلّب توقيعًا. تقول “كروجر” إن “المراوغة البارعة” وغيرها من أشكال الخداع مقبولةٌ في الحالات التي يكون فيها المطلوب هو الحصول على حقائق تهمّ المصلحة العامّة. “لكن عليك أن تتجنّب الكذب الصّريح تمامًا”.
– اطلب مشورة مستشارين خارجيين ومشورة المحامين عند اتّخاذ قرار بشأن المشروع السرّي والاستراتيجيات المقبولة والحقائق التي يمكن نشرها. يمكنك أن تشكّل مجلسًا جيدصا مكوّنًا من المحرّرين في فريقك الصّحفيّ، بالإضافة إلى المحامين ومستشارٍ مستقلٍّ آخر من خارج مؤسستك. “أنت بحاجة إلى شخصٍ بعيدٍ تمامًا ليبقيك على الدّرب القويم”.
– اعتمدْ على الخبرة السرّيّة السّابقة للإجابة على أسئلةٍ لقصصٍ منفصلة قائمة على البيانات ويمكن إنجازها من غرفة الأخبار. تقول “كروجر” إن أحد المراسلين السّرّيين انتبه إلى أدلّة على الاحتيال بينما كان يحقق في قضيةٍ متعلّقة بالسّلامة في مستشفى أمريكيّ، مما أدّى إلى قصّة منفصلة. “ما كنتَ لتفكّرَ في طلب هذه السّجلات لو لم تشهد [المشكلة]”.
دراسات حالة ناجحة
– جمعيّة الخاطفين (2021 – أوكرانيا): ذهبت “ماريا غوربان” وصحفيون من موقع Slidstvo.info الإخباريّ غير الرّبحيّ سرًا للتّحقيق في مزاعم مواطنين قالوا أنّهم اختُطِفوا واحتُجِزوا في مراكز تأهيل بعد أن ادّعى أقاربهم أنهم مدمنون على المخدّرات ودفعوا للمركز بضع مئات من الدّولارات. تخفّى صحفيو Slidstvo في اثنين من هذه المراكز الخمسين المنتشرة في جميع أنحاء أوكرانيا وتظاهروا بأنّهم يريدون احتجاز أحد أقاربهم قسرًا في مركز التّأهيل.
– الأخصائيون النّفسيّون المرتبطون بالمنظّمات الأمريكية المغالية في اتجاهها المحافِظ الذين يقدّمون “علاجًا” للمثليّة الجنسيّة في كوستاريكا (2021 – كوستاريكا): تخفّى صحفيّون من openDemocracy و Radioemisoras UCR للتّحقيق في جلسات “علاج التّحويل” عبر الإنترنت التي ينظّمها مكتب كوستاريكا لمنظّمة مسيحيّة أصوليّة مقرّها في الولايات المتحدة.
– “كلّ رجال رئيس الوزراء” (2021 – بنغلاديش): عملتْ وحدة التّحقيقات في قناة الجزيرة مع أحد المبلغين عن المخالفات للتّحقيق في مزاعم الفساد في أعلى مستويات الحكومة في بنغلاديش. زوّد الفريقُ المبلغ بكاميرات خفيّة لتسجيل الشخص المقصود الذي كانت له صلاتٌ برئيس وزراء البلاد. فاز التحقيق بجائزة DIG في عام 2021.
– صحفية تخفّت كعبدة (2020 – أوغندا): تخفّت صحفيّةٌ في تقرير لصحيفة New Vision الأوغنديّة وتمّ توظيفها من قبل شركةِ توظيف لتعمل في دبي. وذكرتْ في بودكاستها أنّها شهدت وعانت بشكلٍ شخصيّ من سوء معاملة المهاجرين وتجارة الرّقيق الحديثة. كان هدفها هو تحذير الأفارقة الرّاغبين في الذّهاب إلى الدّول العربيّة الغنيّة بالنفط من مخاطر الرّحلة.
– “فضح وحش مرخّص” (2021 – غانا): قامت منظّمة الصّحافة الاستقصائيّة غير الرّبحيّة في غانا The Fourth Estate والصّحفيّ المتخفّي “ماناسي آزوري أوني” بتصوير عامل في القطاع الصحي استخدم عيادته المسجّلة للاعتداء الجنسي على النساء الباحثات عن العلاج والدّعم للإنجابي. أدّت القصّة إلى اعتقال المالك واعترافه.
– مخاض الألم الذي لا يوصف حتى الآن (2021 – كينيا): تخفّى الصّحفيّ “نايبانوي ليبابا“ لعدّة أشهر، متقمّصةً دور أمٍّ تبحث عن أم بديلة لتستأجر رحمها، وفي وقت لاحق ، تقمّصتْ دور امرأة مستعدة لتأجير رحمها لزوجين محتملين. نُشرَ المقال على المنصة الإعلامية الكينية على الإنترنت The Elephant. كشفتْ تحقيقات “نايبانوي” عن مزاعم “الإكراه والاستغلال وترهيب الأمّهات البديلات، والاتّجار الواضح بالأمّهات البديلات والأطفال، والإجهاض القسري، وتزوير الهويّة والاحتيال”.
– “تقرير مخفي: داخل سجن الغولاغ الرّقميّ في الصّين” (2020 – الصّين): صانعو هذا الفيلم لبرنامج FRONTLINE الاستقصائيّ عملوا عليه من كازاخستان المجاورة للتّحقيق في مراقبة الصّين لأقلية الإيغور المسلمة في الصّين بمساعدة الذكاء الاصطناعي. تعاقدوا مع رجل أعمال صيني ليذهب إلى منطقة شينجيانغ ويعمل كمراسل سرّي بالوكالة “حيث تتمّ ملاحقةُ الأجانب ومراقبة الأويغور هناك”.
– “خيانة اللعبة“، (2018 – كينيا): في عمله لبرنامج BBC Africa Eye، أمضى المراسل السري الأكثر شهرةً في أفريقيا “أنس أريمياو أنس” عامين متخفيًا ليعدّ تقارير سرية توثّق الفساد في كينيا وكرة القدم في غرب أفريقيا. صوّرَ بالكاميرا 100 من مسؤولي كرة القدم في جميع أنحاء الإقليم وهم يتلقّون رشاوى نقدية للتّلاعب بنتائج المباريات.
– داخل “عيادة الإجهاض السرية” على الواتساب (2018 – البرازيل): تمكّن فريق BBC News Brazil طوال خمسة أشهر من الوصول إلى مجموعة واتساب تبيع موادّ تحفّزُ الإجهاض، وتقدّم المشورة للنساء اللواتي لا يمكنهن الحصول على إجهاض قانوني في البرازيل. ووجد الفريق أن مسؤولي المجموعة لم يتلقّوا أيّ تدريبٍ طبّي، وقال الأطباء الذين قابلهم الصّحفيون إن الإجراء يمكن أن يشكّل خطرًا على الحياة.
– تنشر Goutte d’Or Editions بانتظام تحقيقاتٍ سرّية باللغة الفرنسيّة مثل هذه القصّة التي تكشف عنصرية وعنف الشرطة في فرنسا، وهذه القصّة عن صناعة الأفلام الإباحية التي تدّعي أنها تكشف عن “الغياب المتكرّر للموافقة، وعدم احترام قانون العمل، والممارسات المخالفة للكرامة الإنسانيّة”.
– الشهور الأربعة التي عشتهُا كحارس سجن خاص (2016 – الولايات المتحدة): شهد هذا التّحقيق الحائز على جائزة غولد سميث، الصحفيّ “شين باور” متخفيًا داخل سجن خاص في ولاية لويزيانا الأمريكيّة. وخلال الفترة التي قضاها هناك، وثّق الانتهاكات المتفشيّة وسوء الإدارة. وبعد وقتٍ قصير من نشر مادّته، أعلنت وزارة العدل أنها ستنهي استخدامها للسّجون الخاصّة.
– تقرير سرّي في Temp Nation (2017 – كندا): قدّم هذا التّقرير السّرّي الذي أعدّته “سارة مجتهدي زاده“ و”بريندان كينيدي“ من Toronto Star للقراء نظرةً عن قرب على شركات الخبز الصناعيّة وكيف تعتمدُ بشكل كبير على العمال المؤقّتين الذين يواجهون بشكل روتيني ظروف عمل غير آمنة، وتدريبًا قليلًا أو معدومًا، ويحصلون على أجور منخفضة.
قصص تحذيرية
يجب أن يحذر الصّحفيون الاستقصائيّون من التّخفّي لأنهم قد يجدون أنفسهم في مواقف تهدّد حياتهم أو قد يواجهون – مع مؤسساتهم الإخباريّة – دعوى قضائيّة قد تكون مكلفة، لأن العديد من البلدان تعتبر الحقّ في الخصوصيّة أقوى من حرية الصّحافة.
– أمضى الصّحفي الاستقصائيّ يوفو مارتينوفيتش 15 شهرًا في السجن في الجبل الأسود (مونتينغرو) بعد اعتقاله أثناء عمله سرًا في قصّة عن الاتّجار بالأسلحة في البلقان. وحُكم عليه لاحقًا بالسّجن لمدّة عام واحد بتهم تتعلّق بالمخدرات. نفى مارتينوفيتش هذه الاتّهامات، وأخبر لجنة حماية الصّحفيين سابقًا أنّه يعتقد أن الحكم كان انتقامًا من تقاريره.
– هنالك مثالٌ بارزٌ من التّسعينات، عندما كذب صحفيو ABC News في سيرهم الذّاتيّة من أجل الحصول على وظيفة في سلسلة محلات البقالة الأمريكيّة Food Lion. وصوّروا بعدها سوءَ إدارة اللحوم منتهيةِ الصّلاحيّة وإعادة تعبئتها في محلّات البقالة. ولكن بعد صدور تقريرهم، تمّت مقاضاة الشبكة في ما أصبح يُعتبَر قضية تاريخيّة من قضايا حرّية الصّحافة. رُفضتْ تهم الاحتيال ضدّ شبكة التلفزيون في نهاية المطاف، ولكن ثبتتْ على منتجي ABC News الذين أجروا التقرير السري تهمةُ الاعتداء على أملاك الغير ودفعوا ملايين الدّولارات كتعويضات. في نهاية المطاف، ألغتْ محكمة استئنافٍ اتّحادية جزءًا من هذا الحكم والعديد من الغرامات.
– قد يحتاج الصّحفيون أيضًا إلى التّعامل مع الآثار العاطفيّة الفادحة التي يمكن أن تُحدثها التّقارير السّرّية، كما كان الحال مع موقع The Quint الهنديّ. صوّرَ الصّحفيّون سرًا جنديًا هنديًا يشكو من الواجبات التي أجبره رئيسه على عملها. وبعد النّشر، انتحر الجندي. في هذا التّحليل الصّحفي، خلص موقع Poynter إلى أن قصّة الجنود الهنود الذين يؤدّون أعمالاً منزليّة لرؤسائهم سبقَ وأن كُشفتْ، لذا فإن عرض تجربةِ هذا الجندي تحديدًا في مادةٍ سرّية لم يخدم القصّة ولم يكن ضروريًا.
دروسٌ مباشرة من الميدان
بقلم: روان فيلب
لقد تابعتُ أربعة تحقيقات سرّية فقط خلال 15 عامًا من عملي كمراسل رئيسيّ في جنوب أفريقيا – وارتكبت أخطاء كبيرة في ثلاثة منها، وكانت كل الأخطاء متعلّقةً بالاستعجال. لا تزال بعض هذه الأخطاء شائعةً في غرف الأخبار، ويمكن تجنُّبها.
لا تستعجل العمليّة السّرّية
ذات مرّة وافق محرّر الأخبار الخاصّ بي على أن أتقمّصَ دور مُشترٍ لفضح شخص يُشتبه بضلوعه في الاتّجار بالبشر في جوهانسبرغ. اقترح الرّجل بشكل غير متوقّع أن نلتقي في نفس الليلة، وشعرتُ وأنا أستخدم اسمًا مستعارًا أنني مجبرٌ على الموافقة. لذلك هرعت إلى الاجتماع دون أيّ تخطيطٍ مناسب. في نهاية الاجتماع، بينما كنت خارجًا عبر بهوٍ فيه مسبح يبدو أن الرّجل يملكه، طلب مني رقم هاتفي الأرضي فتلعثمتُ وأعطيته دون تفكير رقم الخطّ المباشر لغرفة الأخبار التي أعمل فيها، والرّقم يأخذك مباشرةً إلى البريد الصّوتي. نظر الرجل إليّ بهدوء، وأدهشني عندما قال إنه ميّز المفتاح الذي يسبق الرّقم الذي أعطيته إياه وإنه رقم مَقسم صحيفتي! خوفًا من أن يضربني حرّاسه استدرتُ ببساطة وركضت هاربًا، وضاعت القصّة.
الدّروس المستفادة:
– خذ الوقت اللازم للتّخطيط، ولا تسمح للشّخص المستهدف بالتّحقيق أن يملي عليك متى تبدأ.
– أعطِ رقم هاتف مدفوع مسبقًا أو رقم Google Voice، ولا تعطِ رقمك الخاص.
فكّر بالطّرق التّقليديّة بدلا من العمل السرّي
في حالة ثانية، قرّرت صحيفتي الاستقصاءَ عن كازينو محلي يُزعم أنّه، على عكس سياسته المعلنة، كان يسمح بتوصيل أبناء المدمنين على القمار إلى الكازينو في كل أيّام الدوام المدرسي تقريبًا. وزعمت المصادر أن الأطفال كانوا يُتركون في مركز الرّعاية الصّغير سبعة أيام في الأسبوع تقريبًا، حيث كان بعضهم يُتركون ليتجوّلوا دون إشراف ويناموا على الأرض، في حين كان بعضهم الآخر يُترك في سيارات في مواقف السّيارات. بعد أن تعمّدتُ أن أخفيَ عملي النّهاري عندما قابلني مدير التّوظيف في الكازينو، تمّ إحضاري كمتطوّع في مركز رعاية الأطفال، وقضيتُ عشر أمسيات هناك على مدار عدّة أسابيع – وهي تجربةٌ أكّدت العديد من هذه الادّعاءات وكشفت أشكال أخرى من الإهمال. القصة التي نتجت عن هذه التّحقيق أحدثت أثرًا: لم يعترض مسؤولو الكازينو على النّتائج، ووافقوا على إصلاح سياسات رعاية الأطفال لديهم، وعلى تمويل برامج اجتماعيّة جديدة. ولكن سرعان ما ظهرت عدّة مشاكل. فشلتْ قصّتنا في الكشف عن عملي السّرّي للقرّاء مما ترك الحقائق دون مصدر. وأدركنا، بعد فوات الأوان، أنّه لم يكن هنالك داعٍ لأن يكون التحقيق سريًا: كان بإمكاني أن أعثر على مصادر مثل الموظّفين السابقين أو لقطات فيديو من كاميرات المراقبة في الكازينو أو وثائق داخليّة لتأكيد الادّعاءات السّابقة من أولياء الأمور.
الدّروس المستفادة:
– قبل إطلاق مشروع سرّي، اعقد اجتماعًا آخر مع الفريق وراجع بدقّة الادعاء بأن التقرير السري هو الطّريقة الوحيدة لجمع المعلومات التي تحتاجها في وقتٍ معقول.
– ضاعف موارد التّخطيط والمدخلات الأخلاقيّة والقانونيّة عند النّظر في أي عملٍ سري يشمل الأطفال أو غيرهم من الضّحايا أو المجموعات الهشّة.
– كن شفافًا دائمًا مع الجمهور، وأطلعه بالضّبط على طريقة وصولك إلى المعلومات وأطلعه على السبب.
لا تسمح لعقلية “السّبق الصحفيّ” أن تهيمن على النّشر
وفي قضيّة ثالثة، أعرب محرّري الإخباريّ عن قلقه منْ احتمالِ حدوث خطأ في تطبيق العدالة في إدانةِ امرأةٍ في بوتسوانا بالقتل، كانت تنتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقّها. بعد أن منعتني قوانين الصّحافة التّقييديّة في البلاد من الوصول إلى المرأة، تمكّنتُ من الوصول إلى زنزانتها من خلال حيلةٍ جعلت حرّاس السّجن إلى الاعتقاد بأنني محاميها – بعد أن تقمّصت الدّور وشرحتُ أنني بحاجة إلى إطلاعها على قضايا قانونيّة. عند اللقاء، عرّفتُها بنفسي على الفور وقلتُ أنني صحفيّ وقالت إنّها راغبة في إطلاعي على قصّتها. قدمت المقابلة أدلّةً جديدةً وقويّةً على أن المرأة لم تكن مؤهلة عقليًا للمثول أمام المحكمة، وكانت غير قادرة جسديًا على ارتكاب جريمة القتل، ومن المرجح أنها كانت ضحيّةً لسوء الممارسة القانونية.
ومع ذلك، فشلت القصّة في تحقيق أيّ زخم، حيث لم تتحرّك السّلطات القضائيّة، وشُنقت المرأة بعد شهرين. وادّعى مسؤولٌ حكوميٌّ كبير في بوتسوانا أنني انتهكت القانون بوصولي إليها بشكلٍ غير مشروع. أدركتُ بعد فوات الأوان أن القصة افتقرت افتقارًا شديد إلى المزيد من البحث وأنّها نُشرت على عجل. كما كُتبت القصّة بضمير المتكلّم، ورغم أن هذا قد يضيف إلى دراما الاهتمام الإنساني، إلا أنّه جعل من الصعب نسج القصة وتوظيف المصادر فيها. كما أنني لم أكن أعرف أن خدعتي قد تنتهك القوانين المحليّة.
الدّروس المستفادة:
– قاوم إغراء نشر سبقٍ صحفي سرّي حصري على الفور، خاصّة عندما يكون الخطر محدقًا بالشخص المعني بالتّحقيق.
– تعرّف على حدود أسلوب ضمير المتكلم، وكيف يمكن أن يعيق منتجك النهائي.
– اضمن نجاح المقابلة السرّية بتخصيص الوقت الكافي لإكمال المشروع، واحرص على متابعة العمل الخفيّ من خلال التّقارير التقليديّة المسجَّلة ، والتّدقيق العميق.
– استشر الخبراء القانونيين المحليين حول الانتهاكات القانونيّة المحتملة عند التّخفي في بلد أجنبيّ.
في بعض الأحيان تكون الطّرق الأبسط هي الأفضل
ربما يكون من الواضح أن مشروعي السّري النّاجح الوحيد لم ينطوِ على خداعٍ أو كذب. وبدلاً من ذلك، انطوى الأمر على التنصُّت على اجتماعٍ سري، حيث سمحتُ لكلٍّ طرف أن يصدّق أنني مع الطّرف الآخر.
حصلنا على هذه القصّة الحصريّة عن محادثات محطّات الطّاقة النّوويّة الرّوسيّة – الجنوب أفريقية باستخدام أبسط أساليب الإبلاغ السري. الصّورة: لقطة شاشة
حققتُ سنةَ 2014 في الشائعات التي تفيد بأن حكومة جنوب أفريقيا كانت تخطّط سرًا لشراء ثمانية مفاعلات للطّاقة النّوويّة من روسيا، وهي صفقةٌ غير مشروعة بثمنٍ مدمِّر يبلغ حوالي 70 مليار دولار أمريكي. لكن الحكومة نفتْ عقدَ أيّ مفاوضات. وللتّحقيق، تتبّعتُ ما بدا أنّه وفدٌ روسيٌّ للطّاقة الذرية في زيارةٍ لمنتجع جبلي نائٍ، ارتديتُ بدلةً وتبعتهم ببساطة إلى غرفة اجتماعات، حيث كان المسؤولون الجنوب أفريقيين مجتمعين.
تضمّنت المفاوضات التي سجّلتُها مناقشات مفصّلة بشأن صفقات التعويض، وميّزات السّلامة التّقنية، والتّخلُّص من النّفايات النّووية. في نهاية المطاف، أدرك المسؤولون أنني لستُ مع أيٍّ من الوفدين، وطردوني من الغرفة. بعد تأمين الأدلّة التي جمعتُها، تواصلتُ مع كلا الوفدين، وأبلغتهم أنني صحفي، وطلبت منهم تعليقًا. أكّد مسؤولون من جنوب أفريقيا على مضض أن هنالك مفاوضات جارية. ثم كشفتْ تقاريرُ المتابعة التي قدّمتُها أنه على الرغم من إنكاره لأيّ تاريخ مشترك مع الوكالة الرّوسيّة، إلا أن رئيس جنوب إفريقيا آنذاك “جاكوب زوما” قد تصدّر المشهد سابقًا في صفقةِ وقودٍ نووي مع شركةٍ تابعة لتلك الوكالة. وأعقب هذا السّبق الصّحفي تقارير استقصائيّة مكثّفة عن المفاوضات السرّية التي أجراها صحفيون آخرون، والتي أدّت معًا إلى إلغاء الاتّفاق النّووي في نهاية المطاف.
الاستراتيجيات التي نجحت
– نجحتْ طريقةُ التّنصُّت السلبيّ بشكلٍ جيد لأننا استطعنا أولاً أن نثبت أنه لا توجد طريقة أخرى لجمع التّفاصيل بشأن مسألة ذات أهمّية وطنيّة، ثانيًا، أفصحتُ عن هويتي كصحفي أمام الأطراف المعنيّة فور تسجيل مفاوضاتهم، وأعطيتهم فرصةً للرّدّ الكامل، وثالثًا، كنّا شفّافين تمًاما مع القرّاء، وشرحنا كيف تمّ جمع كلّ الحقائق.
– كنا حريصين على دعم الحقائق المأخوذة من التحقيق السري القصير بالتّقارير التقليدية، ثم أتبعنا السبق الصّحفيّ بتحقيقٍ تقليدي عن الوكالة الرّوسيّة والمفاوضات النّووية السرية السّابقة للحكومة.
– لقد عمّقنا تأثير القصة من خلال المقابلات الإذاعية وتبادل اتّصالات التّعاون مع غرف الأخبار الأخرى.
جُمعت المواد بفضل طاقم GIJN: توبي ماكنتوش، بينون أولوكا، آنا بياتريس آسام، ميراج أحمد شودري، مارييل لوزادا، أمل غني، عليم خوليكول، وديباك تيواري.
موارد أخرى عن التّقارير السرّية
– دليل للصّحافة الاستقصائية السّرية للمنصات متعدّدة الوسائط، ويبينار نظّمته شبكة IJnet مع “تشارلي نورثكوت” من BBC Africa Eye و”غبولاهان بيتر ماكجوب”، منتج الوسائط المتعدّدة ومقدِّم ومراسل مع خدمة البي بي سي العالميّة.
– Prix Italia Masterclass يتحدّث مع صنّاع: “داخل سجن الغولاغ الرّقميّ في الصّين ” و Hardcash / ITV (المملكة المتحدة) و PBS (الولايات المتحدة)، وهو تحقيق فاز بجائزة بيبودي.
– فيلم رسوم متحرّكة عن قصّة واحدة من أوائل الصّحفيين المتخفّين “نيلي بلي”، متخفيّة في مستشفى المجانين: كيف غيّرت صحفيّةٌ في الثالثة والعشرين الصّحافة، أنتج الفيلم مركز التّقارير الاستقصائية العضو في شبكة GIJN.
نيكوليا أبوستولو هي مديرة مركز المصادر فيGIJN. طوال السنوات الـخمسة عشرة الماضية، كانت “نيكوليا” تكتب وتنتج أفلامًا وثائقية من اليونان وقبرص وتركيا لأكثر من 100 وسيلة إعلامية، من بينها بي بي سي، وأسوشيتد برس، وAJ+، ونيويورك تايمز، The New Humanitarian ، PBS ، ودويتشه فيله، والجزيرة.
روان فيلب صحفيٌّ عاملٌ مع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. كان المراسل الرئيسي لصحيفة Sunday Times الجنوب إفريقية. عمل كمراسل أجنبيّ وتناول الأخبار والسّياسة والفساد والصّراعات في أكثر من عشرين بلدًا.