جدول المحتويات |مقدّمة | الفصل الأول | الفصل الثاني | الفصل الثالث | الفصل الرابع
ملاحظة من المحرِّر: هذا هو الجزء الثّاني من دليل GIJN المكوَّن من خمسة أجزاء للاستقصاء عن الانتخابات والذي سيُنشر في حلقات خلال الأسابيع القادمة. نُشِرَ منه حتّى الآن المقدّمة. اقرأ الفصل الأخير “التّحقيق في الرّسائل السياسيّة والمعلومات المُضَلِّلة” الأسبوع المقبل.
من المفترض أن تكون الانتخابات الوطنية موثوقة وأن تتيح المنافسة النّزيهة على الحق في الحكم بموجب القانون، ويقرّرها ناخبون مطّلعون. يتفحّص الصّحفيون الاستقصائيون الفجوة بين ما يجب أن يحدث وما يحدث بالفعل في هذه المنافسات، ومن يقف وراء الجهود المبذولة للتّشويش على إرادة الشّعب.
ويقول الخبراء إن الاستعداد للتّحقيق في هذه الفجوة يتطلّب الاطّلاع على القواعد والقوانين التي تحكم المسابقة، ويتطلّب إعداد الأدوات والأساليب لحماية أمنك وأمن بياناتك ومصادرك؛ وسرد الاتجاهات السّائدة (التريند) والمصادر والتّهديدات التي يمكن أن تؤدّي إلى قصص وتحقيقات جديرة بالاهتمام.
سنسلّط الضّوء في هذا الفصل على القواعد والاتجاهات التّقنية التي يحتاج الصّحفيون إلى الاطّلاع عليها، مثل تغيُّرِ إجراءاتِ التّصويت في المناطق المختلفة وطرق كشف الأدلّة على التّدخُّل الأجنبي. كما نقدّم إطارًا يمكّن الصّحفيين من مراقبة الاستبداد المتسلِّل إلى الدّيمقراطيات، بما في ذلك قائمة من التّكتيكات المناهضة للديمقراطية التي يستخدمها المستبدّون بشكلٍ متزايد لترجيح كفتهم في الانتخابات.
بالإضافة إلى قائمة الموارد الموصى بها للحفاظ على سلامة الصّحفيين في الحملة الانتخابية، سنشارك أيضًا عدّة أدواتٍ مصمَّمة للتّعامل مع مواعيد التّسليم الصّعبة وتدفُّق المعلومات السّائد في الانتخابات الوطنيّة. على سبيل المثال، يقول صحفيون بارزون إن بعض التّدابير المتّخذة في بدايات الدّورة الانتخابيّة – مثل استخدام أداة بسيطة للعثور على قوائم تويتر لمجموعات النّشطاء السّياسيين، ووضع إشعارات آلية للتّنبيه عندما تتغيّر مواقع الويب، وتبادل أرقام الهواتف مع أبرز مسؤولي الانتخابات – تؤتي ثمارها الغنية عندما يقترب يوم الانتخابات.
وضع الأسس
تعرّفْ على القواعد
يستخدم ما يقرب من نصف البلدان التي تجري الانتخابات أنظمة التّمثيل النّسبي، حيث يتمّ تخصيص المقاعد البرلمانيّة لحزبٍ ما بما يتناسب مع نسبته المئويّة من إجمالي الأصوات، مما يمنح الأحزاب الصّغيرة فرصةً أكبر للتّأثير على القوانين الجديدة. تتبع قرابة ربع الأنظمة الديموقراطيّة نظام “يأخذ الفائز كل شيء” حيث يكون للدوائر الانتخابيّة ممثّل واحد فقط، ويفوز المرشّح الحائز على أغلبية الأصوات. أما الربع الباقي من الأنظمة الديموقراطيّة فيعتمد مزيجًا من النّظامين الأساسيين. (انظر إلى بعض الاختلافات الدّقيقة بين الأنظمة في قاعدة البيانات هذه). ولكن مع كل انتخابات، يتعيّن على الصحفيين الاستقصائيين مواجهة قواعد فريدة كثيرًا ما تتغيّر. فيما يلي قائمة بالمصادر التي يجب الاطّلاع عليها لفهم القواعد الأساسيّة للانتخابات في بلدك:
– تعرّف على قوانين وعمليّات إدارة الانتخابات المحلّيّة، والأحكام الدستورية، والمنظّمات المدنية في كلّ بلد. اطّلع على مواقع مثل قاعدة بيانات تصميم النظام الانتخابي، التي جمعها ويحدّثها المعهد الدّولي للديموقراطية والمساعدة الانتخابية (International IDEA). يقدّم هذا المصدر بيانات مفصّلة ومقارَنة عن البنية الانتخابية في 217 بلدًا وإقليمًا.
– تجمع شبكة المعرفة الانتخابية التابعة لـ ACE بيانات انتخابيّة من أكثر من 200 بلد، حول 11 موضوعًا متعلقًا بالاقتراع.
– تحدّد مبادرةُ البيانات الانتخابيّة المفتوحة آلياتِ العمليّاتِ الانتخابيّة بالتّفصيل وتقدّم بعض دراسات الحالة المفيدة لتمويل الحملات الانتخابيّة من أمريكا اللاتينيّة. كما تشرح نوع البيانات التي يمكن وينبغي أن تكون متاحة للعامّة، وتقدم تحليلاً لتوفّر 14 فئة من البيانات الانتخابيّة للعامّة في 17 دولة من بلدان أمريكا اللاتينية حتى عام 2014. أصبح التّحليل قديمًا الآن، لكن الرسم البياني يُظهر بوضوح الاختلافات في توفُّر البياناتِ بين الديمقراطيّات الليبرالية والأنظمة الاستبدادية، ويمكن أن تقدّم المبادرة للصّحفيين في البلدان الأخرى معلومات مفيدة عن أنواع البيانات الانتخابيّة التي يجب أن يبحثوا عنها.
– اطلب من الأكاديميين المحليين، والمنظّمات غير الحكوميّة الدّاعمة للديمقراطيّة، وخبراء الانتخابات، ومجموعات مراقبة الانتخابات – مثل المجموعات الـ 251 المدرجة هنا – مشاركة روابط مُحدَّثة للقواعد التي يُفترض أنّها تحكم انتخاباتك المحليّة.
– تعرّف على معدّات الاقتراع والبائعين المخصّصين للانتخابات القادمة. رغم أن قاعدة بيانات Verifier التي أنشأتها منظمة VerifiedVoting خاصّةٌ بالولايات المتّحدة، إلّا أنّها أداةٌ يمكن البحث فيها بسهولة وتحتوي على تفاصيل شديدة الدّقة حول كلّ شيء بدءًا من أجهزة وضع علامات الاقتراع التّجارية، وأنظمة التّصويت عبر الإنترنت، إلى الماسحات الضوئيّة وسجلات الاقتراع الإلكترونيّة، التي يُستخدم الكثير منها في انتخابات البلدان الأخرى أيضًا.
– اطّلع على تاريخ أبرز الانتخابات. ابحث عن تاريخ مشاركة النّاخبين في بلدك في قاعدة بيانات إقبال النّاخبين العالميّة الممتازة هذه. بالإضافة إلى أرشيفات إدارة الانتخابات المحلية وأدوات البحث الإعلامي مثل LexisNexis، اطّلع على أرشيف آدم كار الانتخابي الذي جُمِعَ بشكلٍ خاص، والذي – على الرغم من أنه ليس شاملاً – يدمج نتائج وإحصاءات الانتخابات العالميّة مع الخرائط، ويحافظ على بعض البيانات التّاريخية التي تمّت إزالتها من مواقع الهيئات الانتخابيّة.
تعرف على الحكّام
– اطّلع على صلاحيّات وتركيبة مديري الانتخابات في مواقع مثل قاعدة بيانات تصميم إدارة الانتخابات، من IDEA. ويشمل ذلك بيانات يمكن البحث فيها عن الهيئات واللجان الانتخابية، ومدة الولاية، وأبرز المسؤولين، وآليات التّعيين.
– خصص وقتًا في بداية الدّورة الانتخابيّة للتّعرّف على اثنين أو ثلاثة من أهمّ مسؤولي الانتخابات، وعمّق علاقتك بهم وتبادل أرقام الهواتف معهم. يؤكّد الصّحفيون السياسيون المخضرمون أن مسؤولي الانتخابات يغرقون في العمل في أسبوع الانتخابات، ويصعب الوصول إليهم ما لم يكونوا يعرفونك، وقالوا إن هؤلاء الأشخاص سيكونون مصادر بالغة الأهمية لفهم قواعدِ ومشاكلِ العمليّة الانتخابيّة.
– جهّزْ قوائم حساباتِ تويتر لمسؤولي الانتخابات. خلال الانتخابات الأمريكية لعام 2020، جمعتْ “ديارا تاونز” مراسلةُ First Draft قائمةً بحسابات تويتر لــ 47 من أصل 50 سكرتير ولاية، وسكرتير الولاية هو كبير مسؤولي الانتخابات في كلّ ولاية. باستخدام هذا المصدر، يمكن للصّحفيين متابعة مخاوف هؤلاء المسؤولين وقراراتهم بالتّوقيت الحيّ في موقعٍ افتراضيٍّ واحد. يوصي الخبراء أيضا بإنشاء قوائم تويتر للمراسلين السّياسيين ذوي العلاقات الجّيدة، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المقاطعات أو الولايات النّائية. على سبيل المثال، في نفس الانتخابات الأمريكيّة، جمعتْ صحيفة واشنطن بوست قائمةً بالصّحفيين السياسيين البارزين لمتابعتهم في كل ولاية في هذه القائمة على تويتر.
– راجعْ المبادئ الأساسيّة لدور وسائل الإعلام في الانتخابات والمعايير الدّوليّة حول قضايا مثل خطاب الكراهية في الحملات الانتخابيّة إلى تنظيم وسائل الإعلام في دليل الإعلام والانتخابات المفصّل لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي.
السّلامة في تغطية الانتخابات
قد يُستهدف الصّحفيون الذين يقولون الحقيقة، وكذلك بياناتهم ومصادرهم، من قِبل العناصر السيّئة في الانتخابات التي لا تريد أن يعرف النّاخبون الحقائق التي يجب أن تُرشدهم في اختياراتهم. من المهم جدًا الاعتناء بعدم ترك أيّة آثار رقمية واتّخاذ احتياطات السّلامة الذكية. بعض أفضل الممارسات التي يجب اتّباعها:
– لوحة معلومات السلامة السيبرانيّة. ابحث عن مجموعة من البرامج المجانية أو منخفضة التّكلفة لإدارة كلمات المرور، والحماية من البرامج الضارّة، وأدوات التّشفير في مجموعة أدوات الأمن السيبراني الشاملة للصحفيين من GCA، والتي طُوِّرتْ من أجل التهديدات الخاصّة المتعلّقة بالانتخابات. قيِّم خيارات النّظافة الرقمية التي تناسب موقعك أو مستوى مهارتك بشكلٍ أفضل باستخدام دليل الأمن الرقمي من GIJN.
– استخدم التّشفير على أجهزتك. هنالك عدّة خيارات مجّانية ممتازة، ولكن معظم الخبراء يوصون بـ Signal للاتّصالات، وProtonmail للوثائق المُرسَلة بالبريد الإلكتروني، وصناديق بريد للمستندات الورقيّة، وVeraCrypt للأجهزة المعرّضة لخطر المصادَرة.
– المراقبة الجسدية: إذا ساورك الشّكُّ بأنّك أو مصادرك ملاحقون من قِبل عملاء الحملات السياسيّة أو مجموعات المصالح الخاصة أو من قِبل متطرفين سياسيين، ألقِ نظرةً على النّصائح والخطوات الواردة في قصة GIJN هذه. وإذا ساورك الشكّ بأنك ملاحق من قِبل الشّرطة أو عملاء استخبارات الدّولة، فاستشر محامين مختصّين بحقوق الإنسان، أو المنظّمات الحقوقية المعنيّة بالأمن، مثل Citizen Lab أو Electronic Frontier Foundation. اطّلع على النّصائح الواردة في هذه القصة إذا كان بيتك معرّضاً لخطر المداهمة من عملاء الدولة.
– نصائح عامة للسّلامة الجسديّة أثناء تغطية الانتخابات. اطّلع على مجموعة أدوات سلامة الصّحفيين المحدَّثة الصّادرة عن لجنة حماية الصحفيين من أجل الانتخابات. كما نشرت المجموعةُ دليلاً للسلامة لانتخابات المكسيك لعام 2021.
– السّلامة الجسديّة في الاحتجاجات السّياسيّة. اطّلع على مجموعةِ أدواتِ لجنةِ حماية الصّحفيين الشاملة للسّلامة في الأحداث السياسية المتوتّرة – التي تغطّي مواضيع مثل خيارات الملابس، والمسائل المتعلّقة بكوفيد-19، ومخاطر التعرُّض للغاز المسيل للدّموع.
– السلامة الرقمية في أعمال الشّغب والاحتجاجات الانتخابيّة. اطّلع على دليل PEN America لحماية أجهزتك وبياناتك في الأحداث التي تنطوي على خطر المراقبة والاعتقالات ومصادرة الهواتف من قبل السّلطات.
– Google Voice. مع المضايقات من قِبل المؤيّدين الحزبيين أو المتطرّفين الأيديولوجيين وتشكيلهم تهديدًا خاصةً في الانتخابات – خاصة بالنّسبة للصحفيات – فكّر بإنشاء حساب آمنٍ ومجّانيّ على Google Voice، إذا كان متاحًا في بلدك. إنها خدمة هاتف صوتيّة عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP) ، ويمكنها دمج العديد من أرقام الهواتف في رقم واحد والعمل كـ “هاتف مؤقّت افتراضي“. كما توفّر الخدمة بريدًا صوتيًا يمكن البحث فيه.
أدوات للتّعامل مع تحديات الوقت والنطاق في الانتخابات
تتميّز الانتخابات بالكثير من المواعيد النّهائيّة الصّعبة – منْ تسجيل النّاخبين إلى تقديم الحملات الانتخابيّة ويوم الانتخابات نفسه – بالإضافة إلى كمّيات هائلة من المعلومات الديناميكية التي تتراكم قبل تلك التّواريخ. سنذكر فيما يلي بعض الأدوات التي يمكن أن تقلّل من التّوتّر.
– استخدم تنبيهات Klaxon. ليس لدى المراسلين الوقت الكافي لمتابعة التغييرات على عشرات المواقع الإلكترونيّة المتعلّقة بالانتخابات – سواء كانت مواقع رسميّة لإعلام النّاخبين أو المواقع التي تركزّ على قضايا معيّنة ومواقع حملات. لذا جرب تطبيق Klaxon مفتوح المصدر. تمّ تطوير هذه الأداة من قبل مجموعة The Marshall Project الأمريكيّة غير الحزبيّة، تضع الأداةُ أوتوماتيكيًا علامةً على تغييرات المحتوى في المواقع المُخزَّنة، وحتى على أجزاء من صفحات الإنترنت، ثم تنبّهك عبر البريد الإلكتروني أو Discord أو Slack.
– الأرشفة أمرٌ لا بدّ منه. نظرًا لأن صفحات الإنترنت الحزبية تُحذفُ بشكلٍ روتيني – وغالبًا ما يتمّ إنكار محتواها بعد تعرّضها لانتقادات عامّة – استخدم المكوّن الإضافي (plugin) Hunch.ly لأرشفة عمليّات البحث التي تقوم بها على الإنترنت أوتوماتيكيًا. استخدمْ Wayback Machine لإعادة عرض صفحات الإنترنت التي تمّ تغييرها أو حذفها والتي ربما لم تزُرْها. راجع دليل الميزات المحدَّثة لهذه الأداة في قصة GIJN هذه، التي قدّمها مدير Wayback Machine.
– فكر في التّفريغ الصّوتي الأوتوماتيكيّ للمقابلات. جرّب Trint أو Otter مقابل رسمٍ رمزيّ. Otter مدعوم بالذّكاء الاصطناعي لتفريغ مقابلاتك المتعلّقة بالانتخابات من الصّوت إلى النصّ، ويمكّنك من البحث فيها باستخدام الكلمات المفتاحيّة. تقول هذه الشركات إن التّسجيلات الصوتيّة والنّصوص آمنة ولا تطّلع عليها أيّة أطراف خارجيّة، ولكنه من الجيّد الاطّلاع على هذه المقالة الصّادرة مؤخرًا حول أمان بيانات خدمة التّفريغ الصّوتيّ. تقول خبيرةُ المعلوماتِ المضلّلة “جين ليتفينينكو” إن لقطات الشاشة ليست جيّدة في العادة للاحتفاظ بالأدلّة – وتقترح أن يحفظ الصّحفيون الأدلّة الرّقميّة باستخدام أداة الأرشفة الأوتوماتيكيّة هذه. وأضافت “يمكن التّلاعب بلقطات الشّاشة بسهولة، فهي لا تحتفظ بالبيانات الوصفيّة للصّفحة، وهي ليست مقبولةً دائمًا في المحاكم”.
– خطِّطْ لتغطية تهديدات العنف الانتخابي. غالبًا ما تكون جماعات حقوق الإنسان المحلية ومراقبو الانتخابات مصادر جيّدة للإشارة إلى بؤر الصّراع المحتملة، وقد كشفت عمليّات البحث الدؤوبة باستخدام الكلمات المفتاحيّة على وسائل التواصل الاجتماعي عن مؤامرات عنف في التجمعات الانتخابيّة. تقول “ليتفينينكو” إن عمليات البحث في منصّة تلغرام (يمكن العثور على القنوات بكتابة site:t.me -بالإضافة إلى الكلمات الرئيسية- على غوغل، وتحليلها باستخدام tgstat.com) مفيدةٌ جدًا للإبلاغ عن حوادث التّرهيب المخطَّط لها في العديد من البلدان. بالنّسبة إلى تويتر، جرب عمليات البحث على أداة WeVerify Twitter SNA الجديدة، وCrowdTangle لفيسبوك. راجعْ أيضًا أداة إدارة المخاطر الانتخابية، التي طوّرها المعهد الدولي للديمقراطيّة والمساعدة الانتخابيّة.
– ابحث عن موضوع الانتخابات على تويتر باستخدام حيلةِ القوائم من Bellingcat. تقول ” ليتفينينكو” أن استخدام تسلسل البحث التالي على غوغل: site:twitter.com/*/lists “LISTNAME” (حيث تضيف الكلمات المفتاحيّة التي تحتاجها) – يُعدُّ أداةً قويّة للعثور على العديد من قوائم تويتر العامّة التي تطابق موضوع الانتخابات الذي تحقق فيه. جرّب تسلسل البحث هذا لمجموعات فيسبوك، Google: site:facebook.com/groups ثم أضف “الكلمة المفتاحيّة”.
– راقب لاسلكي الشرطة بحثًا عن حالات العنف الانتخابي التي قد تحصل – إذا استطعت، وإذا كان ذلك قانونيًا: تتبّع الأزمات عند الأماكن المرتبطة بالانتخابات بالتّوقيت الحيّ باستخدام تطبيقات الشرطة وتطبيقات مسح الراديو EMS مثل OpenMHZ أو 5-0 Radio Pro (والتي تتضمن بعض حسابات الطّوارئ من تشيلي وروسيا واليابان والسويد وأستراليا وبعض البلدان الأخرى). أبلغْ عن أيِّ دليلٍ على دعمٍ غير لائق تقدّمه جهاتُ إنفاذ القانون لترهيب الناخبين.
– إعداد جدول بيانات لعمليات البحث المنطقية للانتخابات. تقول “نانسي واتسمان” – وهي صحفية ومستشارة لمشروع الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية بجامعة نيويورك – إن إحدى العادات الجديرة بالاهتمام هي جمع مصطلحات غير عاديّة أو حزبيّة للغاية أو “الرّسائل المشفّرة” التي تصادفها خلال الدورة الانتخابية بأكملها. وتوصي بأن يقوم الصحفيون بإسقاطها في جدول بيانات، مقسّم بين فئات القضايا، والتي يمكنهم استخراجها لاحقًا للحصول على مجموعات بحث منطقية (بوليانية) عند اقتراب يوم الانتخابات. تساعد المصطلحات المنطقية (البوليانيّة) في شحذ عمليات البحث على غوغل للوصول إلى النتائج التي تحتاجها. (استخدمت “واتسمان” جدول البيانات هذا للبحث عن التّهديدات بعد أعمال الشغب في الكابيتول في الولايات المتّحدة في 6 كانون الثاني/يناير).
– أثبت نفسك كوجهةٍ للمبلغين عن المخالفات الانتخابيّة. يؤكد محرّرو التّحقيقات الاستقصائيّة أن وجود سجلٍ من التّقارير السياسيّة الجيّدة والشّجاعة والمتمهّلة أمرٌ بالغ الأهمية لجذب التّسريبات والمعلومات منْ أشخاص منْ داخل الحملات الانتخابية. سيكون هنالك بكلّ تأكيد ادّعاءات “مضادّة” عن ارتكاب مخالفات من الحملات المنافسة، ولكن الادّعاءات من موظفي الحملات، أو من جهات إنفاذ القانون، تقودُ إلى أهمّ القصص الانتخابيّة.
الاتجاهات الانتخابيّة التي يجب رصدها
بالإضافة إلى القضايا المحلية الفريدة التي تنشأ في كل دورة انتخابيّة، هناك اتجاهات دولية يجب أن يراقبها الصّحفيون الاستقصائيون عن كثب. تنشأ هذه الاتّجاهات من التحوّلات الديموغرافيّة، ومن التقنيات الجديدة أو التهديدات الرقميّة، ومن الأفكار التي تنبع من الحكومات والسلطات الانتخابيّة التي تراقب بعضها. ينطوي بعضها على عقود جديدة وإنفاق عام، ويشكّل بعضها تهديدات محتملة على نزاهة التّصويت، ويهدف بعضها إلى تعزيز الدّيمقراطية، ولكنها قد تربك الناخبين وكلها تمثل خيوطًا لقصّة صحفيّة يمكن إنتاجها.
ولعلّ أخطر هذه الاتّجاهات هو “قواعد اللعبة للمستبدّين” حيث يقلّد القادة الاستبداديون بعضهم بنسخ التّكتيكات الانتخابية القمعيّة من بعضهم. (سنتناول هذه التّكتيكات فيما يلي).
ومع ذلك، يشير “ديفيد ليفين“، زميل نزاهة الانتخابات في “التّحالف من أجل تأمين الديمقراطية”، و”سام فان دير ستاك“، رئيس برنامج أوروبا في “المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية” (International IDEA)، إلى اتجاهات بارزة أخرى يجب مراقبتها:
– احتكارات وسائل الإعلام السّياسيّة. يحذّر الخبراء من اتجاهٍ حادٍّ نحو ملكيّة وسائل الإعلام وخاصّةً محطّات التلفزيون من قبل السّاسة الحاليين، والأوليغارشيين، والحلفاء التجاريين للمستبدّين، مما يؤدّي إلى انحرافِ تغطيةِ الانتخابات وتشويه سمعة وسائل الإعلام المستقلّة. يشير “فان دير ستاك” إلى قانون جديد في بولندا يحظر الملكيّة غير الأوروبية لوسائل الإعلام المحليّة، ويقترح على الصّحفيين في البلدان الأخرى أن ينتبهوا للتحرّكات التّشريعية المشابهة. يقول: “ملكيّة وسائل الإعلام شيءٌ لا نعرف عنه إلّا القليل. لكننا نرى القنوات التلفزيونية تصبح مملوكة لمصالح سياسيّة كبيرة، وتُكتبُ قوانين صارمة لدرجة أن أولئك الذين يتحدّون التّحيُّز يُضطرون إلى التّقاضي لسنوات، وعندما يربحون القضية القضائية، تكون الانتخابات قد انتهت الأوان قد فات”. ويضيف “فان دير ستاك”: “في أوروبا الشرقيّة وغرب البلقان بأكمله، ترى أن معظم القنوات أصبحت مسيّسة للغاية، أو مملوكةً مباشرةً من قبل السّياسيين أو الشّركات الخارجيّة”.
– التّدخُّل الأجنبي. ألقِ نظرةً على “متتبِّع التّدخُّل الاستبدادي“، الذي أصدره “التّحالف من أجل تأمين الديمقراطيّة”، والذي يفصّل ويذكر حوادثَ تمويلِ الحملات غير المشروعة، والهجمات السيبرانيّة، وحملات التّضليل من قِبل جهات أجنبيّة ضدّ 40 دولة منذ عام 2000. حاول أيضًا أن تقارن النتائج مع ما ورد في “متتبِّع إسناد التدخّل الأجنبي“ الذي أنشأه DFRLab والذي يركّز على الجهات المسؤولة عن التدخُّل في الانتخابات الأمريكية لعام 2020، ويتضمّن تقييمات التّأثير. راقب الأدوات الخاصّة بكل بلد والتي تظهر قبل الانتخابات – مثل “لوحة معلومات الانتخابات الفرنسيّة حول السرديات الأجنبية“ التي تمّ إطلاقها قبل شهر من انتخابات أبريل 2022 في فرنسا. وقال مصمّم هذه الأداة “بريت شيفر” لـ GIJN إنها مصمّمة لإظهار الرّسائل الشّائعة التي توصلها وسائل الإعلام الأجنبيّة – وخاصة الروسيّة المملوكة للدّولة – للنّاخبين الفرنسيين. ويقول إنه سيتم إصدار نسخة أقوى قبل الانتخابات الأمريكيّة النّصفيّة في نوفمبر.
– العودة إلى أنظمة التّصويت اليدوي في الغرب. يقول “ليفين” إن التدخُّل الرّوسيّ ومخاوف القرصنة في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 دفعت العديد من الدّول المتقدّمة، ومنها هولندا، إلى إعادة النّظر في سلامة الانتخابات الرّقميّة والعودة إلى الاقتراع اليدوي.
– اتّجاه نحو توسيع البنية التحتيّة للانتخابات الرقمية في الديمقراطيّات الفتيّة. يقول “فان دير ستاك” إن إرث القمع عزّز الأنظمة المؤتْمَتة – بالإضافة إلى احتمالية الفساد – في العديد من الديمقراطيّات الأحدث ودول الكتلة الشيوعيّة السّابقة. في بعض البلدان في أوروبا الوسطى والشرقيّة، لا يزال الناس يثقون بالإلكترونيات أكثر من ثقتهم بالنّاس، لأن لديهم تاريخًا من عدم الثّقة في المؤسسات”. يقول “فان دير ستاك” إن “بعض الأنظمة سليمة، ولكن العديد من أنظمة الانتخابات الإلكترونيّة والرّقميّة ما تزال عرضةً للتّلاعُب والتّعاقد الفاسد”. ويقول إن “البلدان التي تعتمد أنظمة تحديد الهوية البيومتريّة للتعويض عن المستويات المنخفضة من حيازة جوازات السفر ورخص القيادة معرَّضةٌ بشكل أكبر لخطر الفساد، بسبب ارتفاع تكاليف شرائها. كصحفيّ، سأنظر في كيفيّة اتخاذ القرارات لكل ذلك وكيف تمّ شراؤه. غالبًا ما تنبع الفضائح الكبرى من هنا”.
– المزيد من التّصويت خارج حجرة الاقتراع. تسبّبت جائحة كوفيد-19 باضطراب أنظمة التّصويت في العديد من البلدان سنة 2020. ونتيجةً لذلك، زاد انتشار “ترتيبات التّصويت الخاصّة”، بما في ذلك التّصويت البريدي والإلكتروني والتّصويت بالوكالة، فضلاً عن آليات التّصويت للمقيمين خارج بلدانهم. يقول “فان دير ستاك”: “هناك اتجاهٌ حقيقيّ لتبنّي البلدان هذه الطرق الجديدة للتّصويت، لأن التّقنيات الجديدة تتتيحها، ولكن رصدها أصعب على الصّحفيين والمراقبين “. تدرس دولٌ مثل مولدوفا وبلغاريا وليتوانيا وغيرها من دول أوروبا الشرقية المزيد من التّصويت الإلكتروني، بينما تدرس ألبانيا التّصويت عبر الإنترنت للمواطنين الذين يعيشون خارج البلاد.
– الحكومات التي تستخدم خصوصيّة البيانات كذريعة لإخفاء المساهمين. يقول “فان دير ستاك” إن بعض السّياسيين والمشرّعين خارج أوروبا يستخدمون لائحة حماية البيانات الصارمة في المنطقة GDPR كذريعة لتقليل الشفافيّة حول تمويل الحملات. “لقد مُنِحتْ حمايةُ البيانات سمعةً طيّبة، لكن ما أراه في بعض البلدان خارج الاتحاد الأوروبي هو أنهم يستخدمونها كذريعة لإخفاء من يقف حقًا وراء التبرُّعات الضّخمة. يقولون: “لا يمكننا الكشف عن أسماء المانحين بسبب خصوصية البيانات”. “إنهم يعدّلون أجزاء من لائحة حماية البيانات لتتناسب مع غرضهم من السّلطة. يمكن أن يتحقق الصّحفيون من هذه الادعاءات”.
– هجمات الحرمان من الخدمة (DOS) على المواقع الانتخابية الرسمية. الهجمات الإلكترونيّة البسيطة للحرمان من الخدمة، التي تشلّ مواقع الإنترنت من خلال إغراق خوادمها بالحركة (internet traffic) تُستخدم بشكلٍ متزايد للإضرار بالخصوم السّياسيين، ويمكن استخدامها لتعطيل مواقع تسجيل النّاخبين المستهدفة قبل المواعيد النّهائيّة للتّسجيل. ويقول “فان دير ستاك” إن على الصحفيين الانتباه إلى التّهديد الأكبر الذي تشكّله هذه الهجمات على الثّقة في نزاهة الانتخابات. ويقول: “نحن نميل إلى رؤية التّهديدات السيبرانية على أنها قرصنة روسيّة، ولكن الشكل الأكثر شيوعا للتدّخُّل السيبراني هو هجوم DDos على موقع اللجان الانتخابية. غالبًا ما تكون طريقةً فقط للإشارة إلى أن هيئة الانتخابات فاقدة للسيطرة على العملية. وقد يبدأ النّاس في التساؤل عمّا إذا فقدت الانتخابات شرعيّتها. وكلّما اقتربت هذه الأحداث من يوم الانتخابات، كلّما زاد تأثيرها”. ويضيف: “يمكن أن تأتي الهجمات الإلكترونيّة المتطوّرة من الجماعات الإجرامية أيضًا – وهذا هو مصدر الخوف بالنسبة للجنة الانتخابيّة في المكسيك مثلاً – أو من هاكر في السادسة عشرة من عمره يريد استعراض ذكائه”.
كيفية اكتشاف تمثيليات المستبّدين
كان من السهل في السّابق معرفة لحظةِ انتهاءِ الديمقراطيّة، إذ تنتهي ذات يوم بانقلابٍ عسكريّ، أو بمرسوم يحظر إجراء انتخابات تشارك فيها أحزابٌ متعددة. أمّا الآن فصار من الصّعب إدراك الانزلاق نحو الاستبداد. عادة ما يجري الآن إخفاء تجريف المؤسسات الديمقراطية وراء واجهات قانونية وذرائع الطوارئ في حين تُبقي الدولةُ العنفَ الانتخابي الذي ترعاه في حدّه الأدنى، أو تلقي باللوم على جهاتٍ خارجيّة.
وجد الباحثون أن المستبدِّين المنتَخبين يتعلّمون التكتيكات الفعّالة من بعضهم بشكل متزايد، وأحيانًا يشتركون مباشرة في نفس المصادر ونفس المستشارين الذين يدلّونهم على الحيل القذرة. على سبيل المثال، كشفت مجلة فورين بوليسي مؤخرًا كيف أن قوانين الأمن السيبراني و “العملاء الأجانب” في نيكاراغوا “تبدو وكأنها نسخ طبق الأصل” من نفس القوانين القمعيّة التي سنّتها حكومة الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين في روسيا في عام 2012.
وفقا لعالِم السّياسة المجري “أندراس بيرو ناجي”، فقد فاز “فيكتور أوربان” بانتخاباته الرّابعة على التوالي في أبريل 2022 بفضل مزيج من الاستراتيجيات المجرّبة والمختَبرة: تخويف الناخبين غير المتعلمين بأعداء عامّين وهميين، وتهميش أحزاب المعارضة من خلال لوائح الحملة الانتخابية المتحيّزة والتّغطية الإعلامية، وتوزيع مساعدات غير مستدامة مأخوذة من الخزينة قبل أشهر من يوم الانتخابات.
ومن الأمثلة على التحوُّل من التكتيكات القديمة مثل حشو صناديق الاقتراع وحملات القمع العنيفة ضدّ أنصار المعارضة، إلى قواعدِ الحكام المستبدين الجدد ما قدّمته حكومة “روبرت موغابي” في زيمبابوي. في عام 2008، اكتشف وكلاء حزب “موغابي”، بعد فوات الأوان، أنهم لا يستطيعون حشو صناديق الاقتراع بأصوات لصالحه بالسّرعة الكافية في المناطق اللازمة للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة. أعقب ذلك قمعٌ عنيف ووحشيّ للمعارضة لضمان “الفوز” في انتخابات الإعادة وقد أثارت هذه التّكتيكات إدانةً دوليّة. ومع ذلك، تبنى “موغابي” في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2013 سلسلةً من الاستراتيجيات الجديدة لهزيمة إرادة الأغلبيّة من خلال تهيئة ميدان الانتخابات لصالحه. يجب أن يتوقّع الصحفيّون هذه المحاولات للتّلاعب بالانتخابات وأن ينتبهوا إليها عند حدوثها.
احترس من هذه التكتيكات:
– التحكُّم في المشهد الإعلامي. في هنغاريا، سرعان ما أنشأت حكومة “فيكتور أوربان” الجديدة “مجلسًا إعلاميًا” لتعزيز الرّقابة الذاتية، مع فرض عقوبات مشدّدة على التّقارير النّاقدة. في صربيا، استحوذت الأوليغارشية وحلفاء رئيسها الاستبدادي على حصص مسيطِرة في جميع محطّات التّلفزيون التّجارية تقريبًا، والتي حظيت لاحقًا بمنحٍ من التّمويل العام، وهي محطّات تردّد ما تقوله وسائل الإعلام الحكوميّة بلا هوادة. نصيحة للوسائط المستقلة: ابحث في قواعد بيانات ملكيّة وسائل الإعلام بحثًا عن الصلات والروابط في وقتٍ مبكّر، وتعاون مع غرف الأخبار الزميلة الموثوقة لتوظيف فريق دفاع قانونيّ قويّ.
– اتّهام الصّحافة أو المعارضة بنفس الجرائم المتعلقة بالانتخابات؛ ثم تضخيمها. لقد تعلّم العديدُ من المرشّحين الاستبداديين الردَّ على الاتّهامات المبنية على الأدلّة – سواء كانت اتهامات بالفساد في الحملات الانتخابية أو سوء السلوك الشخصي – بالاتّهام الوقح للصحفيين الذين يفضحونهم بارتكاب نفس الجرائم بالضبط. ثمّ يضخّم مؤيّدوهم الاتّهامات على وسائل التّواصل الاجتماعي، ويستخدم المستبدّون هذا التكتيك لإرباك المواطنين، ونزع فتيل الادّعاء الأصلي. نصيحة: استخدم المرئيّات لمقارنة الخطّ الزمني والأدلة على الاتّهامات “المنافِسة“، وضاعِف مجهودك في تحقيقك الأصلي.
– الاستعانة بعصابات لممارسة العنف الانتخابي – وغض الطرف عنهم. في حين أن السلطويين من “الطّراز القديم” كانوا يحرّكون أجهزة أمن الدّولة لمهاجمة الحرّيات بشكلٍ مباشر، يقول “ستيفان دويتشينوفيتش” رئيس تحرير KRIK إن “مستبدّي العصر الجديد” يستخدمون الاستراتيجيّة المعاكسة: يجمّدون أجهزة الدّولة، وبدلاً من ذلك يطلقون العنان للشّركات الخاصة وعصابات الشّوارع التي يسيطر عليها حلفاء الزعيم الاستبدادي. نصيحة: استخدم أدوات التعرُّف على الوجوه والبحث بالصّورة للعثور على بلطجية الشوارع مع مسؤولي الحملة الانتخابيّة – ولكن اتّبع أدلّة سلامة الصحفيين عن كثب عند تغطية عصابات الشّوارع السّياسيّة.
– إثارة المخاوف بشأن القضايا الاجتماعيّة البسيطة، ثم إلقاء اللوم على الأقلّيات أو الجماعات خارج الحزب. تجد العديد من الحملات الشعبوية أن استراتيجيات الخوف واللّوم فعّالة لدرجة أنها تتخلّى تمامًا عن البرامج السياسية. نصيحة: تجنّب الصّحافة المتعجِّلة واستطلاعات الرّأي العام حول قضايا “الحرب الثقافية”، وركِّز على السياسات التي تؤثّر على حياة النّاخبين وتعتدي على قدرتهم على المعرفة والاختيار.
– تهميش وسائل الإعلام المستقلّة أو تشويه سمعتها. قانون “العملاء الأجانب” الأصلي في روسيا لعام 2012 -الذي يطالب المنظمات غير الحكوميّة والمؤسّسات الإخباريّة التي تحظى بأيِّ دعمٍ دوليّ أن يعلنوا أنفسهم كجواسيس- يعدُّ واحدًا من أكثر التكتيكات شعبية التي يقلّدها السلطويون. نصيحة: عزّز التّضامن مع المنصّات المستقلة المتبقية، وتعاون مع وسائل الإعلام المستقلة في البلدان المجاورة حتّى لا يتمّ حجب ما تتوصّل إليه.
– اتّباع سياسة “تزوير القوانين ولَيِّها وكسْرها“. باستخدام بولندا وهنغاريا كدراسات حالة، أظهر الباحثان “أندريا بيرو” و”بن ستانلي“ نمط سياسة توطيد السلطة للأحزاب الاستبداديّة. أولاً، تبّني سياسات بشأن “قضايا ثانوية” شعبويّة الا تكسر نصَّ أو روحَ القوانين القائمة، والتي غالبًا ما تُوضع على أساس ادّعاءات حول الأخلاق أو التّاريخ. ثانيًا، تعزيز السّياسات التي تدعم عمومًا السلطة التنفيذية وتنتهك روح القوانين القائمة، وتبني الوعود الانتخابية التي تبرّر هذا الخرق للمعايير بخطاب يدين “السّياسة بشكلها المعتاد”. وثالثًا، سنّ قوانين جديدة تتعارض مع المعايير الدّستوريّة والدّوليّة لضمان الاستمرار في الحكم. نصيحة: لا تقبل الواقع غير الخاضع للمساءلة الذي خلقه هؤلاء القادة – وبدلا من ذلك ، قم بعملك الصّحفيّ كما لو أن البلاد ما تزال ديمقراطية كاملة تتوفّر فيها أعلى مبادئ المساءلة. محّص في الصفقات الخفية بين السلطتين التّنفيذيّة والتّشريعيّة.
– حلّ هيئات التّحقيق المستقلّة التي يمكنها فضح الفساد في المستويات الأعلى. يقوم المستبدّون الجدد بحلِّ أو كسر شوكة الهيئات المستقلّة مثل المدّعين العامين الخاصين ووحدات التّحقيق التابعة للمراقبة العامة، وتعيد توزيع موظفيهم في إداراتٍ أكبر تسيطر عليها الحكومة مثل الشرطة. في عام 2009، قام رئيس جنوب أفريقيا آنذاك “جاكوب زوما” بحلّ وحدة النخبة “العقارب” التي حقّقت معه بتهمة الفساد عندما كان في منصب نائب الرّئيس، وأنشأ وحدةً جديدة مُخفَّفة يقتصر عملها إلى حدٍّ كبير على التّحقيق في الجريمة المنظّمة. نصيحة: حاول العثور على المبلّغين عن المخالفات بين المحقّقين الحكوميين الذين تمّ إعادة توزيعهم، وتابع من حيث توقّفوا في قضايا إساءة استخدام السلطة التّنفيذيّة.
– ملء السلطة القضائيّة بحلفاء شخصيين. يستخدم المستبدّون هذه التحالفات مثلاً لتحديد موعد الانتخابات بحيث يضرّ بتسجيل النّاخبين المعارضين، وفي آخر لحظة ممكنة. نصيحة: يمكن أن يؤدّي الاستقصاء عن القضاة وعلاقاتهم بالمسؤولين الحكوميين إلى مضايقاتٍ من الشرطة وأحكام قضائية انتقاميّة ضدّ الصحفيين – لكن الصّحفيين الشجعان في وسائل الإعلام المستقلة مثل Slidstvo.info أظهروا أن هذا شيءٌ يمكن فعله. يمكن البحث أيضًا عن الأحكام السّابقة باستخدام الكلمات المفتاحيّة، ويمكن كشف الصلات بينهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعمليات البحث باستخدام الصّور.
– ملء اللجان الانتخابيّة “المستقلة” بالمقرَّبين الحزبيين. في عام 2013، كان رئيس هيئة إدارة الانتخابات في زيمبابوي سياسيًا سابقًا من حزب زانو – الجبهة الوطنية الحاكم. نصيحة: تحقّقْ من قواعد التعيين ومدّة تولّي المنصب للجنة الانتخابيّة أو هيئة الإدارة من خلال قاعدة البيانات هذه.
– استغلال المخاوف القومية من خلال إعادة كتابة التاريخ، واستهداف الغرباء، وتصوير الهوية الوطنيّة وهوية الأغلبية الدينية على أنها الشّيء ذاته. هذه ثلاث من سبع “تمثيليّات أساسيّة” شائعة في الانتخابات المشوّهة الموضَّحة في مشروع “تفكُّك الديمقراطية” الذي أعدّه الصّحفيون في GroundTruth. لقد نظروا في التكتيكات المستعارة بين القادة القوميين في الهند والبرازيل والمجر وبولندا وكولومبيا وإيطاليا والولايات المتحدة – وكلها تم تضخيمها واستخدمها مؤيدوهم كأسلحة على وسائل التّواصل الاجتماعي. نصيحة: سلّط الضّوء على فوائد التنوُّع والهجرة، وألقِ الضّوء على الأجداد المهاجرين لممثلي الأحزاب المعادية للأجانب.
– الإعلان عن وقوع احتيال أو مؤامرات أجنبية عند فقدان عدد الأصوات اللازم، وتضخيم الأخطاء الصّغيرة. نصيحة: كما أشارت مجلة كولومبيا للصحافة سنة 2020، يحتاج الصّحفيون إلى وضع أمثلة صغيرة على أخطاء العدّ في سياقها الطبيعي، والقيام بذلك بشكل واضح وبيانيّ: “سيكون هنالك منْ يحاول إقناع العامّة بأن كل خطأ صغير هو دليل على وجود نظامٍ مزوَّر. تحدث أخطاءٌ عاديّة في يوم الانتخابات. بعض الآلات لا تعمل، وتنقطع الكهرباء عن بعض مراكز الاقتراع أو تفتح أبوابها في وقتٍ متأخر، وتُسلَّمُ قوائم النّاخبين بشكل خاطئ”.
“الديمقراطية عند منعطف حرجٍ للغاية”، كما يقول “ليفين” من “التحالف من أجل تأمين الديمقراطية”. ويقول: “هنالك أسئلة مهمة يجب أن يطرحها الصّحفيون حول الانتخابات الناجحة – خاصة حول توفُّر المعلومات الصحيحة لدى النّاخبين لاتّخاذ خيارات مستنيرة”.
ملاحظة: إذا كنت تعرف أداة أو قاعدة بيانات جيّدة يمكن أن تساعد الصحفيين على البحث المعمق في الانتخابات، فيرجى مشاركتها معنا عبر hello@gijn.orgاحرص على متابعة الأجزاء اللاحقة من دليل الانتخابات هذا، بما في ذلك الحلقة التّالية: “الفصل الثّالث: الاستقصاء عن المرشّحين”.
روان فيلب صحفيٌّ عاملٌ مع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. كان المراسل الرئيسي لصحيفة Sunday Times الجنوب إفريقية. عمل كمراسل أجنبيّ وتناول الأخبار والسياسة والفساد والصراعات في أكثر من عشرين بلدًا.