الصّوت الجيّد ضروريٌ لجودة تقارير الموبايل ولأن صحفيي الموبايل – أو الـ”موجو” – غالبا ما يعملون دون مساعدة، ولذلك فهم يحتاجون إلى معدّات سهلة الاستخدام وسريعةِ الإعداد. وهذا أمر مهمٌ خاصّةً عند إجراء تحقيقات استقصائية في مناطق النّزاع، حيث يكون الإبقاء على المعدّات بحدّها الأدنى والعمل على مستوى بسيط أمرًا مرتبطًا بالسّلامة بقدر ما هو مرتبط بتوفّر المعدّات.
ولكن سواءٌ كنت تحقّق في قصةٍ في بغداد أو في أوسلو ، فإن شراء معدات الموجو (صحافة الموبايل) يمكن أن يصبح إدمانًا. ولهذا، أتلّقى الكثير من الأسئلة عن الميكروفونات: “هل يجب أن أدفع أكثر؟” “أيُّ الميكروفونات أفضل؟” ؛ “هل يمكنني توصيل ميكروفون؟” ؛ “لماذا لا ينبغي أن أستخدم ميكروفون الهاتف؟”
بوجود المزيد والمزيد من الميكروفونات الصّديقة للهواتف الذّكيّة في السّوق، إليكم أحدث الموديلات التي أصدرتها Sennheiser مؤخرًا وميكروفونات القادم الجديد Røde، والتي قد تكون مفيدّة لصحفيي الموبايل الذين يطرحون هذه الأسئلة.
Sennheiser: خيارات موجو من إحدى شركاتنا المفضّلة
قدّمت Sennheiser الكثير بإطلاقها مجموعةً جديدةً واقتصاديّة من الميكروفونات والأطقم المناسبة للهواتف الذكية وعمل صحافة الموبايل.
وكانت Sennheiser، الشركة التي يقع مقرُّها في ألمانيا، واحدةً من أوائل شركات الصّوت التي تنتج ميكروفونات “أصغر” مثل MKE 400 الأصلي، لاستخدامها مع الهواتف الذّكيّة، وغيرها من المعدّات الهجينة لصحافة الموبايل. لقد اشتريتُ ميكروفوني قبل سبع سنوات تقريبًا، وما يزال جاهزًا للعمل وهو أداة رائعة.
أطلقت Sennheiser مؤخرًا أربعة ميكروفونات جديدة تُباع منفردةً، أو كجزءٍ من الأطقم المخصصة للهواتف المحمولة. ويشمل الطٌم ترايبود Pixi (حامل) مصغّر من Manfrotto، ومشبك للهاتف مُصَمّم بشكلٍ جميل ويثبّت الهاتف فعلاً.
نصيحتي: يمكن القول إن الإطارات – التي تثبّت الهاتف بالكامل – غير ضروريّة نظرًا لأن الهواتف الجديدة تحتوي عادةً على عدسات متعدّدة، بما في ذلك العدسات الواسعة، وباتت الكاميرات الآن أقدر على تثبيت الصورة دون إضافات خارجيّة. والأهم أن المشابك مثل مشبك Sennheiser أصغر وأرخص عمومًا منَ الإطارات وفيها نقاط اتّصال متعددة، بالإضافة إلى قاعدة تثبيت بدون نقاط اتّصال (cold shoe mount).
ميكروفون Sennheiser الجديد XS Lav Mobile (ثمنه 50 دولارًا) يمكن تثبيته على ياقة القميص، صُمِّمَ للعمل باستخدام الهاتف الذكي، وقابسه مناسبٌ لمعظم الهواتف الذّكيّة،ويتوفّر بقابس USB-C (ثمنه 60 دولارًا) للأجهزة التي تستخدم هذا القابس. كما يأتي مع الطقم الشامل الذي يضمّ مشبك الهاتف مع عدّة براغي للتثبيت وترايبود Pixi، كل ذلك بأقل من 100 دولار. إنه رخيصٌ بطريقة تغيّر الوضع بالكامل!
نغمة الصّوت نقيّة، وأفضل ما في الأمر هو أن الكابل عمليٌّ جدًا وطوله متران، وبهذا يتمكّن المستخدمُ من إخفائه بسهولة تحت الملابس. إذا تم تركيبه بالشكل الصحيح (على بُعد 15-20 سنتيمترًا، أي على بعد ذراع من فم المتحدّث) فإن ميكروفون XS Lav متعدّد الاتّجاهات قادرٌ على حجب الضوضاء من الخلفية بشكلٍ جيّد.
تمّ إصدار MKE 200 (ثمنه 99 دولارًا) قبل بضعة أشهر وهنالك الآن أيضًا MKE 400 الجديد ( ثمنه 199 دولارًا). مثل ميكروفون الـ 200، هذا الميكروفون محاطٌ بغطاء معدني، وفيه نظام عزل مدمج، ومعه واقي رياح طريّ يعمل بشكلٍ جيد في النّسيم الخفيف، أمّا في الرياح القويّة فسوف تحتاج إلى غطاء ميكروفون من الفرو (dead cat). ما يعجبني أن قاعدة التعليق موجودة داخل جسم الميكروفون، ولهذا لن يسقط الميكروفون كما هو الحال مع المرابط المطاطية التي تثبّت الميكروفونات الطويلة (shotgun) التي صُمِّمَت للهواتف الذكية.
على عكس MKE 200 الأصغر والأرخص، فإن MKE 400 الجديد يحتوي على عدد من الوظائف التي تجعله مثاليًا للتسجيل في الظروف التي يكون فيها الصوت عاليًأ أو متفاوتًا.
نصيحتي : حاول أن تسجّلَ مبتعدًا مترًا عن المتحدّث. بهذه الطريقة سوف يعزل جسدُه وجسدُك الأصواتَ الخارجية.
ميكروفون MKE 400 يُستخدم على الكاميرات المنعكسة الرقمية أحادية العدسة (DSLR) والهواتف الذكية و:
– يعمل لمدّة 100 ساعة على بطاريتين AAA.
– يحتوي على حماية من الرياح وله إطار معدني للحماية من الصّدمات (shock mount).
– يضمّ برغي إقفال من نوع 3.5mm TRS لوقف انزلاق الكابل.
– يضمّ مدخلًا للسماعات مع قابلية تعديل مستويات الصّوت.
– يضمّ كابلات آوتبوت TRS 3.5mm إلى TRRS (من الميكروفون إلى الهاتف الذكي) و TRS إلى TRS (من الميكروفون إلى كاميرا الـ DSLR).
– التقاطُ الصّوت فيه اتّجاهيّ للغاية (directional sound pickup).
– يضمّ ثلاث مستويات لضبط التردُّدات، وفلتر لإزالة الترددات المنخفضة (low-cut filter). ضبط التردُّدات يمكّنك من تجاوز الترددات المنخفضة ضعيفة الجودة التي تأتي من الكاميرات، وللتخفيف من الترددات في الظّروف الصّاخبة كالتّسجيل لفرقة موسيقيّة.
– يضمّ واقيًا من الفرو للاستخدام في الهواء الطلق.
– يعمل أوتوماتيكيًا.
لقد وجدتُ أن ميكروفون MKE 400 سهل الاستخدام، ونتائجه ممتازة في المناطق المزدحمة. نمط التّسجيل القطبي الاتّجاهي (الثاني من اليسار) يفضّلُ الصّوتَ الذي يقع مباشرة أمام الكبسولة وخلفها، مما يجعله ممتازًا للاستخدام كميكروفون على الكاميرا، وكميكروفون اتّجاهي (directional)، وميكروفون للتّصوير المتحرّك (run-and-gun). ميكروفون MKE 400 له حضورٌ أفضل يفوق ميكروفون MKE 200 حتى مع عدم وجود مجموعة الترددات، ولهذا فهو يستحق الكلفة الإضافيّة. كلاهما يُثبَّتَان من الأمام وهذا قد يكون مزعجًا، ولكن هذا يبعده عن شاشة الهاتف الذكي والبراغي تثبّته بالشكل الصّحيح.
نصيحتي: عندما كنت أسافر حول العالم لإنتاج قصص استقصائيّة لـ Foreign Correspondent (سلسلة وثائقيات أستراليّة)، كنا نضع على كاميراتنا دائمًا الميكروفونات الطويلة (shotgun) ونَصِلُها بقناة واحدة. وهكذا كنا نعرف حتّى ونحن مستعجلون أن لدينا قناة واحدة جاهزة وتسجّل بميكروفون جيّد. في بعض الأحيان، كنا نضع شريطًا لاصقًا فوق أزرار التحكّم لضمان بقاء إعدادات الميكروفون دون تغيير.
Røde: القادم الجديد
ودعونا لا ننسى شركة الأدوات الصّوتيّة الأستراليّة Røde أصدرتْ إصدارًا ثانيًا من ميكروفونها الرّاديو Wireless Go بأسعار معقولة. ميكروفون Wireless Go II يأتي مع جهاز استقبال ثنائي القناة (dual-channel)، وجهازيّ إرسال (لإجراء مقابلة مع ضيفين)، ومجموعة من الميزات التي تجعله مفيدًا جدًا. إنه أغلى ثمنًا (ثمنه 299 دولارًا) من سابقه، ولكن ما ستحصل عليه مع هذه التكلفة الإضافية:
– جهازا إرسال أسرع بمرتين من ميكروفونات الياقة (clip-on) يمكن استخدامها مع ميكروفونات lav الخارجية (تُباع بشكل منفصل) – تم تصميم مشبك الربط ليتناسب أيضا مع قاعدة التثبيت التي لا تحتوي على نقاط اتّصال (cold shoe mount).
– نطاق خط الرؤية يصل إلى 200 متر. طوال 30 عامًا من العمل في إنتاج الفيديو نادرًا ما مرّت علي مسافة كهذه عند التّسجيل لاسلكيا، لأن الضّيف سيكون صغيرًا جدًا في الإطار بعد 50 مترًا ولن تتزامن شفاهه مع الصّوت.
– تسجيل لمدّة تصل إلى سبع ساعات من الصّوت دون ضغط الملفات، بالإضافة إلى دعم ممتاز يحذف الانقطاعات (dropout) في ما يمكن أن يكون واحدًا من أصغر أجهزة التّسجيل الرّقميّة في السّوق.
– مخرج تناظري TRS 3.5 مم، بالإضافة إلى صوت رقمي خارج عن طريق مدخل USB-C.
– تحكم مرن في التّرددات.
– إمكانية تسجيل قناتين منفصلتين أو قناة واحدة مجمَّعة من مصدرين.
– استخدم الميكروفون مع تطبيق Røde Central للوصول إلى الكثير من الميّزات المتقدّمة، مثل إعداد التفضيلات وتحسين التسجيلات وتصديرها وتحديث الوظائف والبرامج الثّابتة والوصول إلى قناة أمان تسجّل مسارًا ثانيًا (second track) والتحكم في توسيع لوحة التخفيف ثلاثية المراحل (attenuation pad).
دتسجيل تلقائي على الذّاكرة الدّاخليّة وبطّارية ليثيوم أيون يُعاد شحنها ويكفي شحنها لسبع ساعات.
– 2.4 الإرسال الرقمي GHZ والتشفير 128 بت، مما يعزز الاستقرار في حالات التردد الراديوي العالي (RF)، مثل العمليات العسكريّة أو الشُّرطية.
The Wireless Go II متين وسهل الاستخدام. اشتريتُ 40 ميكروفونًا من الموديل القديم لاستخدامها مع طلاب الصحافة لدينا في جامعة “لا تروب” والأجهزة ما زالت تعمل على أفضل وجه. يمكنك أن ترى/تسمع اختبارَ المسافة الذي أجريناه للموديل السّابق هنا. غالبًا ما يفضل الطّلاب استخدام هذا الطراز بدلا من ميكروفون الياقة السّلكي، لأنه يعطي المزيد من المرونة، خاصّة في حالات الهاتف المحمول.
الأسعار مهمّة بالنّسبة لصحفيي الموبايل، وتتوفر الآن خيارات في سوق ميكروفونات الياقة و الميكروفونات الطويلة (shotgun) للهاتف الذكي أكثر من أيّ وقت مضى. ميكروفون Wireless Go II سعره ممتاز بين الميكروفونات اللاسلكيّة. طرحت Sennheiser ميكروفون XS Lav بنفس سعر Røde ، ولو كان الخيار لي لاشتريته بسبب سعره التنافسي وكابله الأطول ونغمة صوته القوية الحاضر، خاصّةً إذا كنتُ بحاجةٍ الى عدّة تحتوي على مشبك وترايبود.
الميكروفون الجيّد مهمٌّ جدًا لأن تسجيل صوتٍ حيويّ أمر مهمٌ جدًا لإنجاز قصص فيديو قوية. ويقول البعض أن الصّوت أكثر أهمّيّة من الصّور. لا أتفق معهم، أو لا أتفّق معهم تمامًا على الأقل، ولكن الحقيقة هي أن القدرة على تصوير فيديو قوي بجودة 4K مع صوتٍ ديناميكيّ عالي الجودة باستخدام هاتف ذكي، تغيّر واقع المنتج الصحفي كله.
يمكنك العثور على مزيد من المعلومات حول تسجيل الصوت الديناميكي النظيف على الهاتف الذكي هنا.
إيفو بوروم صحفيٌّ ومنتجٌ تلفزيونيّ حائز على عدّة جوائز، مقيم في ملبورن، أستراليا. تمتدّ خبرته لأكثر من 30 عامًا في إنتاج أفضل البرامج، وفي تدريس الإعلام في جامعة” لا تروب”. رائدٌ في عالم صحافة الهاتف النقّال، ويدير شركة “بوروم ميديا”، وهي شركة موجو واستشارات تلفزيونية على شبكة الإنترنت. حمل كتابه الأخير عنوان “The Mojo Handbook: Theory to Praxis.”