اعتقلت السلطات المصرية في تشرين أول (نوفمبر) الماضي، الصحافية المصرية سولافة سلّام وزوجها المصور الصحافي حسام الصّياد، وزميلهما المدون محمد صلاح أثناء عودتهما من مقهى في حي الدقي في القاهرة.
وقالت تقارير صحافية وحقوقية، إن الإدعاء العام المصري اتهم سلام وصلاح بتأييد جماعة ارهابية ونشر أخبار كاذبة، في حين وجه للصياد تهمة الانضمام لجماعة إرهابية. تقبع سلاّم الآن في سجن القناطر للنساء، وأودع الصياد وصلاح في سجن طرة في القاهرة والمخصص للمعتقلين السياسيين والمجرمين على حد سواء.
سلاّم، وهي صحافية مستقلة، حصلت مؤخرا على زمالة برنامج ريهام الفرا التذكارية للصحافة لعام ٢٠١٩، وظهرت أعمالها في مدى مصر ودويتشه فيله وبي بي سي مصر. تدير سلاّم والصياد مبادرة لتدريس تقنيات صحافة المحمول للنساء في الريف المصري. ويعمل صلاح كمدون وصحفي مستقل. واحتجز ثلاثتهما ضمن حملة اعتقالات يقودها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضد صحافيين وناشطين. وفقًا للجنة حماية الصحفيين، تم اعتقال ما لا يقل عن 26 صحفياً في جميع أنحاء البلاد العام الماضي.
أرسلت الزميلة سولافة سلام في عيد ميلادها ال ٣٢ الذي صادف في ٣١ من كانون الثاني (يناير) الماضي رسالة من السجن، حثت فيها الصحفيين في جميع أنحاء العالم على الكفاح من أجل مهنتهم. نُشرت الرسالة على صفحة فيسبوك حملت اسم “الحرية لسلافة وحسام، القضية “488”، والتي أنشئت بعد اعتقالهما مباشرة. ويشير رقم “488″ إلى رقم قضية التي تم على أساسها الاعتقال.
تنشر الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية الرسالة على موقعها باللغتين العربية والإنجليزية.
اليكم النص كاملا كما ورد من المصدر:
أتم عامي ال 32 وأنا سجينة، بعيدا عن ابني الوحيد، بعيدا عن زوجي زميل الكفاح ورفيق الدرب حسام، يفصلني عنه أسوار عالية وسجن وحراس وحديد، لكن الحب والحلم باقي.
أتمنى أن نعود قريبا لابننا ذو السنوات الستة، لأنه لا يستحق أن يعيش بعيدا عن أبويه، وهو لا يعلم حتى أننا سجناء!
من محبسي أوصي كل زميل وزميلة أن يحاربوا من أجل المهنة، كونوا فخورين بأنكم صحفيات وصحفيين، وأكملوا ما نعجز نحن عن تنفيذه ونحن سجناء رغما عنا، الصحافة شرف وعهد فكونوا على قدر المسؤولية وحافظوا على العهد.
أتمنى في نهاية المطاف أن يكون الثمن الذي ندفعه نحن وغيرنا من حريتنا فداء لكل شخص يستحق العيش حرا. لم أذنب لأنني صحفية أقوم بعملي وأدافع عن حرية الصحافة والرأي، فأنا فخورة لكوني صحفية، وفخورة لكوني سجينة رأي، السجن ليس رفاهية ولكنه عمره ما هيكسرنا.
سنظل نحب هذا الوطن رغم السجن والسجان..
سولافة- سجن القناطر للنساء
مجدولين حسن: المحررة العربية للشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، أنتجت حسن العديد من التحقيقات الاستقصائية في مجالات حقوق الإنسان، التنمية، وحق الحصول على المعلومات. حصدت خلالها على عدّة جوائز عربية. كما عملت سابقا منسقا إقليميا وباحثا رئيسا في عدد من المنظمات غير الربحية في واشنطن . وتعد أول من سجل قضية ضد الحكومة الأردنية عام ٢٠١٠ بسبب حجبها لمعلومات غير سرية.