إن تتبع عمليات البحث غالبًا ما يكون العنصر الأكثر أهمية في التحقيقات التي تتم عبر الإنترنت، ولكنها الأكثر تجاهلًا، مثلها مثل القدرة على التحقق من المواد التي وجدتها بالفعل. في نسخة هذا الشهر من صندوق أدوات الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، ننظر في أدوات بُغية الاحتفاظ بسجلات آنية من بحوث الإنترنت، وبعض الأدوات والأمثلة، والتحقق من الفيديوهات، بالإضافة إلى محرك بحث يقدم عددًا من الطرق المختلفة لإظهار النتائج البحثية.
– لا تنس أبدًا
يعرف أي شخص قام ببحث على الإنترنت الإحباط المصاحب للبحث الشامل عبر صفحات وصفحات من المعلومات، حتى تلتقط عيناه فجأة شيئًا يألفه؛ صورة، اسم، أو تعليق. يكون المرء مدركًا أنه شاهد هذا الشيء في مكان ما من قبل، بيد أن البحث عما احتفظ به على متصفحه الخاص لا يعود إليه بأي نتائج. بعد وقت طويل محبط، يضيق نطاق البحث ويجد الرابط الذي يبحث عنه في النهاية، لكنه يجد الصفحة متعطلة أو محذوفة.
الممكن لتوثيق عمليات البحث على الإنترنت أن يكون مرهقًا، بيد أنه ضروري إذا أخذنا في الاعتبار أرجحية أن يشق المرء طريقه عبر مئات المواقع والصفحات يوميًّا. “هانشلي” مُصمم خصيصًا لأتمتة وتبسيط هذا النوع من العمل التوثيقي.
“هانشلي” عبارة عن امتداد تتم إضافته على متصفح كروم، وتطبيق يعمل أغلب أنظمة التشغيل. فور تثبيته، يقوم “هانشلي” أوتوماتيكيًّا بالتقاط نسخة من الصفحات التي يزورها المستخدم، بالإضافة إلى كمية كبيرة من البيانات الوصفية الخاصة بالصفحة، بيد أنه يقوم بذلك في هدوء بالخلفية. كذلك، يمكنه أن يخزن الصفحات الملتقطة بأي عدد من “الحالات” الاستقصائية المختلفة.
عندما تكون بحاجة إلى مراجعة أمر، قم بفتح تطبيق “هانشلي” وسيكون لديك سجل كامل من عمليات البحث التي قمت بها، بالإضافة إلى نسخ من الصفحات التي يمكنك الحصول عليها في نسخة PDF أو HTML.
لدى امتداد “هانشلي” أيضًا القدرة على إضافة ملاحظات إلى صفحاتك الحالية.
أحد أفضل خصائص “هانشلي” هو “أجهزة الانتقاء” الخاصة به. جهاز الانتقاء هو ببساطة بحث تريد أن تجريه على جميع الصفحات التي تزورها. ومن ثم، على سبيل المثال، يمكنك إضافة اسم شخص، أو بريد إلكتروني، أو حتى رابط موقع ليكون بمثابة جهاز انتقاء. فور تحديد أجهزة الانتقاء، سيخطرك “هانشلي” في كل مرة تزور صفحة بها تطابقات لأجهزة الانتقاء الخاصة بك. من ناحية أخرى، يمكنك استخدام أجهزة الانتقاء في التطبيق من أجل فلترة سجلك البحثي.
يحتفظ “هانشلي” بكل شيء، بدءًا من الصفحات التي تزورها، مرورًا بعمليات البحث التي تجريها، ووصولًا إلى الصور التي تقوم بجمعها. يُقدم التطبيق مدة تجريبية مجانية تمتد 30 يومًا بعد ذلك، ومن ثم يكون هناك اشتراك مدفوع.
– ماذا يوجد في اسم (المستخدم)؟
في الوقت الذي يُتاح على الإنترنت عددٌ من الأدوات الرائعة المصممة خصيصًا للمساعدة في بحوث التقصي مفتوحة المصدر، يوجد أيضًا عددٌ من المصادر غير المصممة خصيصًا لهذا النوع من العمل، بيد أنها تثبت نفعها على الرغم من ذلك.
إن Namechec_k مُصممٌ لمساعدتك في العثور على أسماء المستخدمين المتاحة، ومن الممكن أن يتم استخدامه في المئات من المواقع المختلفة. إن استعمال Namechec_k للأفراد أو المؤسسات من الممكن أن يلتقط أسماء مستخدمين وعناوين URL فارغة متاحة للتسجيل.
بيد أن Namechec_k مفيد إذا أردت العثور على مواقع تم التسجيل عليها بالفعل باسم مستخدم معين، لأغراض استقصائية. على سبيل المثال، سيقوم العديد من المستخدمين بالتسجيل بنفس الاسم على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي. وعليه، إذا أظهر بحثك اسم مستخدم معين محل اهتمام، فمن المفيد أن ترى إن كان نفس اسم المستخدم مستعملًا في مكان آخر على الإنترنت.
سيساعدك البحث عن طريق Namechec_k في العثور على جميع مواقع التواصل الاجتماعي والخدمات المسجل عليها اسم المستخدم بالفعل. لا يعني هذا أنهم بالضرورة نفس الشخص، إلَّا أن القليل من التقصي من الممكن أن يفرز الحسابات محل الاهتمام.
هناك خدمة مشابهة تسمى Knowem، تبحث أيضًا في مئات الخدمات الموجودة على الإنترنت بحثًا عن أسماء مستخدمين متطابقة
فيديو مزيف
من الممكن للتحقق من الفيديوهات أن يكون أمرًا صعبًا، لاسيما وأن أدوات التلاعب في الفيديوهات آخذة في التحسن، فضلًا عن أن أيادٍ فاسدة تزداد تطورًا فيما يتعلق بإنتاج ونشر الأخبار الزائفة. أحد أكثر الآليات التي يُشاع استخدامها في خداع العامة من أجل تصديق أمر غير حقيقي هو أن تأخذ بعض لقطات الفيديو وتقوم بتحريرها مع جزء آخر لخلق معنى وسياق جديدين كليًّا.
واحدة من أفضل الطرق المستخدمة في الكشف عن هذا النوع من الخداع هو أن تقوم بمقارنة صور من الفيديو بصور أخرى على الإنترنت لترى إن كان هناك أي تطابق يبين أن أصل الفيديو مختلف عما يدعيه. أحد الأمثلة الجيدة على هذه التقنية هو ما قامت به Bellingcat من أجل التحقق من فيديو تقول الشائعات بأنه تحركات قوات في ليتوانيا.
الأداة التي استخدمتها Bellingcat هي YouTube Data Viewer التابعة لمنظمة العفو الدولية. الأداة سهلة الاستخدام: قم بإدخال url خاص بفيديو على “يوتيوب”، واضغط Go. أول ما ستقوم به الأداة هو أن تُظهِر بعض المعلومات المتعلقة بالفيديو، مثل التوقيت الذي نُشِر فيه، وما إلى ذلك.
إن الجزء الأكثر أهمية من الخدمة هو أنها ستعود إليك بسلسلة من الصور المُصغرة من الفيديو، إذ فور أن تتولد هذه الصور المُصغرة، سيكون بوسعك أن تقوم ببحث عكسي عن الصور، وهو أمر ربما يُظهر إن كانت نفس الصور قد ظهرت في نسخة مختلفة من الفيديو، أو في سياق مختلف.
إحدى الطرق الأخرى التي تتيح التحقق من الفيديوهات هي مقارنتها بفيديوهات أخرى من نفس المكان والتوقيت، وعلى الرغم من أن الأداة الخاصة بمنظمة العفو الدولية لا توفر هذا الخيار، فإن YouTube Location Finder يتيحه، إذ تسمح الأداة بالبحث عن فيديوهات تم تحديد مواقعها الجغرافية وتقع في ناحية محددة من نقطة جغرافية. من الممكن أيضًا لنطاق عمليات البحث أن يضيق باستخدام كلمات مفتاحية وتوفير إطار زمني للبحث.
على شاكلة YouTube Data Viewer، يمكن لـLocation Finder أن يولد مجموعة من الصور المصغرة من الفيديو الذي يمكنه حينئذ البحث عن الصورة بشكل عكسي.
اِبحث بطريقة مختلفة
يستخدم أغلب الناس جوجل للبحث على الإنترنت. وعلى الرغم من أن جوجل بالغ القوة ويتمتع بقاعدة بيانات واسعة النطاق، فإن قوته الحقيقية تظهر فقط إذا كنت تعرف كيف تُحسن عمليات بحثك باستخدام مختلف المحددات والمشغلات.
على الجانب الآخر، تقدم Carrot2 عددًا من الطرق المختلفة والمهمة للبحث عن المعلومات. وتكمن ميزتها الأساسية في أنها تأتي بالنتائج من عدد من محركات البحث وتكدسها في سلسلة من الأماكن الشائعة. بشكل تلقائي، يتم عرضها على اعتبار أنها “مجلدات”. لذلك، وعلى سبيل المثال، إن كنت تبحث عن “صحافة استقصاء” ، فمن الممكن أن تكون النتائج مكدسة في مجلدات تُسمى “مؤتمرات” و”أخبار غير هادفة للربح”، وما إلى ذلك.
يمكنك أيضًا عرض النتائج في شكل مشابه للمخطط الدائري، بحيث يتم تمثيل كل تكدس من هذه التكدسات في شريحة، فيما يتم تحديد حجم الشريحة استنادًا إلى عدد النتائج. تقدم Carrot2 أيضًا عددًا من مختلف الخوارزميات المتكدسة التي تقوم بتجميع النتائج في مجموعة متنوعة من الطرق المختلفة، التي ربما يكون بعضها أكثر إفادة من غيره فيما يتعلق ببحث محدد.
آليستر أوتر يعمل منسقًا تقنيًّا في الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، ومديرًا تدريبيًّا في أوروبا وأفريقيا. يعمل مُبرمجًا وصحفيًّا منذ مدة طويلة يعيش في جنوب أفريقيا، وهو متخصص في صحافة البيانات وعرضها بص